تحية إكبار وإجلال للقادة الكِبَار في الذكرى الثانية لـ 14 فبراير الجبّار

يوسف مكي - 2013-02-05 - 10:24 ص


يوسف مكي* 

البداية: تحية إكبار وإجلال للقيادات السياسية المعتقلة في سجون النظام في البحرين. تحية إلى المناضلين الكبار: إبراهيم شريف السيّد، وحسن مشيمع، وعبد الوهاب حسين، والمقداد، والأخوين الخواجة، والسنكيس، وتحية إلى كل القابعين في غيبات سجون النظام ظلمًا وعدوانًا. 

عما قريب سينبلج النور من الظلام الذي فرضه النظام على شعب البحرين لأجيال وأجيال. وثِقوا أيها القادة الكبار أن سجّانيكم تورّطوا بكم، لأنهم على باطل وأنتم على حق، واعلموا أن القوة والبطش لا تصنعان عظَمَةً ولا شرعية. وشتّان بين الحق والباطل؛ فهذا حبله قصير، والحق دائمًا حبله طويل، وقامته سامِقة، ويُزهِق الحقُ الباطلَ إن الباطل كان زهوقا. 

أيها القادة العظام، أنتم في السجن وشعب البحرين معكم، يتطلّع إليكم، فأنتم قادته وسادته الحقيقيون، ولستم وحدكم، وكل ما يقوم به النظام من قمع مختلف الأشكال والألوان، بما فيه الحوار المزعوم والمهزلة، وبدون وجودكم فيه، كلّه في مهب الريح وهُراءٌ في هُراء. 

نتذكّركم وقلوبنا معكم، وأبصارنا تَشْخَص إليكم. فأنتم غائبون بأجسادكم حاضرون بأرواحكم في أفئدة الناس، وفي الحراك الثوري المستمر منذ سنتين، ولا حيلة للنظام في وقفه، لا بل لن يتوقف الحراك طالما بقيتم في السجن، وهذا لا بد أن يفهمه النظام، وحلفاؤه. 

نقول ذلك ونحن قاب قوسين أو أدنى من يوم 14 فبراير ، وما أدراك ما 14 فبراير، إنه يوم سقر في مواجهة نظام لا يأبه بالبشر، ولا بالحِسّ الإنساني السليم.

ففي هذه الأيام أيها القادة الكبار ستكون أرواحكم حاضرة في الذكرى السنوية الثانية لثورة 14 فبراير، هذه الثورة التي يستعد شعب البحرين لإحيائها على طريقته وبأسلوبه المميز. 

اعتقد النظام أنه عندما يُكبّلكم في سجونه، سيعود الشعب إلى بيته، وسينساكم، وتضيع قضية الشعب المقهور منذ دهور. هكذا اعتقد النظام، لكنه كان على خطأ، وهو دائمًا على خطأ، ذلك أن الحكم الاستبدادي الطاعن في السن لا يُولِّد إلا الأخطاء والأخطار والدمار، والثورة مستمرة، وسيحتفل الشعب البحريني بذكراها السنوية الثانية، وهي خير دليل على خطأ سياسة النظام ومنطقه القبلي.  

وعليه، فدونكم أيها القادة القابعون في سجون النظام، لن يكون هناك حل لأزمة النظام في البحرين، حتى لو دخلت بعض، أو كل أطراف المعارضة الرسمية في كوكتيل الحوار المزعوم، وكما أن حوار النظام بغيابكم، أو تغييبكم هو خطأ استراتيجي، فإنه خطأ استراتيجي قاتل بالنسبة للمعارضة الرسمية، في حال قبولها الدخول في هذا الحوار دونكم أيضًا، حيث ستكون النتيجة وبالًا على المعارضة نفسها. فأنتم أيها القادة بيضة القبان في أي حلٍّ سياسي للأزمة البحرينية، سواءً كنتم داخل السجن أم خارجه.
قد يماطل النظام ويراوغ، ويلف ويدور، ولكن لا مفر إلا الإقرار بأنكم أهل الربط والحل في حاضر ومستقبل هذا البلد، الذي عانى كثيرًا من مظالم النظام على امتداد أكثر من قرنين من الزمان. 

مرّةً أخرى تحيةً لكم أيها القادة حيثما كنتم، فالأرواح تلتقي برغم السجون والسجانين وبطش السلطان وسيفه، وبالتأكيد أنتم على يقين من أن شعب البحرين على موعد مع 14 فبراير المجيد، وأنتم في القلب منه ومن حراكه المستمر حتى تحقيق العدالة والحرية والكرامة والديمقراطية التي طالبتم بها ومعكم الشعب، فالبحرين بكم، ومن خلالكم، تستحق ذلك وأكثر و(منورة) بنضالكم. 

*باحث بحريني في علم الاجتماع.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus