حسين الديهي: نحمل برنامجاً سياسياً ولانقرر عن شعب البحرين وأي مخرجات للحوار يجب أن تعرض عليه

2013-02-10 - 8:55 ص


مرآة البحرين: وفي اليوم التاسع على التوالي، تواصلت احتجاجات المعارضة البحرينية التي دعت لها بمناسبة حلول الذكرى الثانية لثورة 14 شباط، واحتشد الآلاف في «ساحة الحرية» اليوم السبت بمنطقة المقشع غرب العاصمة المنامة في سياق الدعوة إلى التصعيد التي أطلقتها قوى المعارضة. ورفع المعتصمون شعارات تؤكد على تمسك المعارضة بمطالبها في ديمقراطية حقيقية وتمكين الشعب البحريني من إدارة شؤون بلاده وفق مبدأ «الشعب مصدر للسلطات جميعاً».

كما رفع المعتصمون صوراً للمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي الذين يعتقلهم النظام، حيث أطلقوا اسم «رهائن العز» على المعتقلين، معتبرين أن «النظام يستخدمهم كرهائن للحل السياسي في البحرين».

وكرم نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي الجريح عقيل عبدالمحسن الذي أصيب بإصابة خطرة برصاص الشوزن في وجهه من قبل قوات النظام.

الإحتجاجات لن تتوقف والشعب سيد القرار
وشدد نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي في كلمته بالمهرجان، على أن «الإحتجاجات الميدانية مستمرة ولن تتوقف بوجود الحوار أو من دونه، وسوف تتواصل إلى أن يحقق شعب البحرين غايته وتتحقق مطالبه».
ولفت إلى أن «الجمعيات المعارضة لا تقرر عن الشعب، ولكن تحمل برنامجاً سياسياً ورؤية وطنية ومن يقرر قبولها أو ردها هو الشعب بإظهار كلمته».

وأكد على أن «الدعوة للحوار أو المراوغة السياسية والكذب لن تهزم شعب البحرين الذي قرر المضي في مطالبه حتى الانتصار»، مشدداً على أن «من سيقرر مصير هذا البلد ومستقبله هو شعب البحرين، وهو الفيصل في كل الأمور، وهو صاحب القرار في مخرجات الحوار إن وجد» على حد تعبيره.

وقال الديهي إن المعارضة «تؤمن بالحوار الجاد كونه إحدى الوسائل لتحقيق الأهداف، وهي من طالب بالحوار الجاد والمثمر الذي يكفل حلاً سياسياً عادلاً يخرج البلد من أزمته»، مشدداً على أنه «إذا قدر لها أن تجلس على طاولة الحوار فلن تتفق على ما لا يحقق الهدف المنشود لهذا الشعب المضحي».

وقال «إن المسيرات والتظاهرات والاحتجاجات لن تتوقف في وجود حوار أو من دون وجوده»، موضحاً أن «الاتهام بتعطيل الحوار يجب أن يوجه للنظام نفسه، لأنه هو من يقتل ويسفك الدماء ويعتقل الصغار والكبار ويعتدي على النساء والأطفال وغيرها من الجرائم البشعة، وهذه الانتهاكات هي التي تعطل الحوار وجديته».

عام ثالث على"ثورة اللؤلؤ" والإنتهاكات مستمرة

ولفت إلى أن «الثورة في البحرين ستدخل في 14فبراير/ شباط عامها الثالث وهي مستمرة ومتواصلة وعزيمة شعب البحرين متماسكة».
ولفت إلى أن «الوضع الحقوقي في البحرين لايزال يراوح مكانه طوال العامين الماضيين، إن لم يكن زاد سوءاً، فكل المؤشرات تدل على استمرار هذا النهج الإجرامي البشع ضد أبناء شعب البحرين المسلم المسالم».
واعتبر أن «هذه المرحلة حساسة وتتطلب من شعب البحرين اليقظة والحذر والوعي كما تتطلب منا الوحدة والتماسك، فالنظام راهن على تفكك الشعب وعمل على ذلك لكنه فشل».

إن كان النظام جاداً في دعوة الحوار فليوقف التخوين

وفي شأن دعوة الحوار التي أعلنها النظام، قال الشيخ الديهي إن «الحوار له مقتضيات، ومنها القبول بالاستماع للرأي الآخر، وأن يكون حوار الأقوياء وحوار الند بالند وعدم التشكيك في نوايا الخطاب، وإبداء حسن النوايا في هذا الشأن واعتبار ما يقوله الطرف المحاور في دائرة ما يؤخذ ويعطى فيه، أي في ضمن دائرة الاختلاف ويستوجب عدم نعت الآراء المخالفة بالخيانة وعدم الوطنية والعمالة».

وأردف «ليس ببعيد عن سمعنا ما قالته وزيرتهم والناطقة باسم حكومتهم متهمة المعارضة "بالمماطلة وبالارتهان لأجندات خارجية وأن هناك رغبة بربح الوقت وتداخل مع شئون أخرى مثل الأزمة السورية».

وأوضح الديهي «نعرف من راهن على الأزمة السورية ومحاولة ربط مستقبل الحل في البحرين بالحل في سوريا، نحن نعرف من راهن على ذلك ومن خطط للانقضاض على الشعب بمجرد حسم معركة سوريا، ولسنا نحن من يعول على ذلك ويربط حل أزمتنا بأزمات الآخرين وإنما هذا تفكير السلطة بالبحرين لأنه بعيد عن الفهم الوطني».

وقال الديهي إن «الحكم في البحرين إن كان جاداً في دعوته للحوار فعليه أن يوقف نعت المعارضة بالأجندات الخارجية والخيانة، وأن يقر بأن ما لدى المعارضة هي رؤى وطنية، فلو كان جاداً في دعوته لما زاد الأمر تعقيداً».

وأضاف «على الحكم أن يكون صريحاً مع أتباعه من الموالاة قبل المعارضة، لأن المعارضة كسبت تأييد المجتمع الدولي وأقنعت جميع العالم بأن مطالبها وطنية، وحراكها ذاتي ومنفصلة عن كل المؤثرات الأخرى، وأثبت ذلك تقرير لجنة تقصي الحقائق، ولكن بعض المسئولين بالنظام ما زالوا يتمسكون بترديد الأجندات الخارجية».

وتساءل الديهي «لو كانت المعارضة كذلك، فلتجب السلطة على سؤال الموالاة، هل تتحاور مع خائن أو عميل أو مرتهن لأجندات خارجية وهل تتحاور بشان مطالب طائفية كما تصف مطالب غالبية شعب البحرين السياسية؟».

وخاطب الديهي جمهور الموالاة قائلاً «إن اليوم الذي تجد السلطة مصلحتها في اتهامكم بذات الاتهامات فلن تتردد، وعليكم أن تعرفوا أن السلطة تحاول استخدامكم لوقف المد الديمقراطي».

النظام يمارس الإقصاء ويرفض الإحتكام لقرار الشعب

ولفت الديهي إلى أن «من يمارس الإقصاء هو النظام نفسه، فهو من أقصى المعارضة والرأي الآخر عن وسائل الإعلام وثبت ذلك في تقرير لجنة تقصي الحقائق، فهو يريد رأيه فقط ولا يحتمل أن يسمع رأياً مخالفا».
وأكد الديهي على أن «النظام يسلب شعب البحرين حقه في تقرير مصيره ويختار له مالا يريد عبر الاستبداد والدكتاتورية (...) الإرادة الشعبية والشرعية لا تتأتى إلا بطرق محددة ومعروفة ومعتبرة منها الاستفتاء والمجلس التأسيسي، ففي كل الأنظمة التي تحترم الديمقراطية حينما ينشأ خلاف يكون الفاصل بين المختلفين الشعب، فلماذا الهروب من الشعب ليقرر ماذا يريد؟».

وأوضح الديهي «لذلك تصر قوى المعارضة على أن أي مخرجات لأي حوار حقيقي يجب أن يقول الشعب فيها كلمته، وتقبل برأي الشعب، لكن في المقابل لماذا لا تقبل السلطة الاحتكام للشعب؟».

وأشار إلى أن «النظام رفض الرد على طلب المعارضة بالاتفاق على آليات الحوار قبل الدخول فيه، وأرسلت الجمعيات السياسية خطابات لوزير العدل كررت فيها طلب مناقشة الآليات والاتفاق عليها، فيكون الرد بأن على الجمعيات المبادرة بتسمية ممثليها للحوار، ويتم تجاهل ذلك».

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus