الثورة في شوارع 14 فبراير لا على طاولة الحوار!

2013-02-14 - 6:54 م



مرآة البحرين (خاص): طويل هو 14 فبراير، طويل منذ بدايته، رغم قصر عدد ساعاته. وكعادته، يختبئ 14 فبراير في عتمة المجهول، لا أحد يعرف بدايته ولا نهايته. 

اعتاد الناس أن يكون سقوط الشهداء في نهاية هذه الأيام الطويلة، ولكن، في هذا اليوم، لم يكن الجميع قد استيقظ بعد، حتى أذيع خبر الطفل الشهيد حسين الجزيري من "الديه". 

يشتد الحراك الغاضب في الشارع، غير آبه بما تطل به الصحف من عناوين مخادعة، عن "اتفاق نهائي"، و"فقهاء دستوريين"، و"حوار ذي مغزى"، و"تعريف التوافق" و"ممثل للملك"، وأدبيات أخرى تصدر عن عالم آخر لا علاقة له بما يجري للناس في الشارع، لكنه يتحدث عن نفس قضيتهم!

تتناوب الأصوات في الشارع بين تكبيرات غاضبة، وصرخات "يا منتقم"، ونغمات "يسقط حمد"، وطلقات الرصاص الانشطاري، وقنابل الغاز، وأصوات تفجر أسطوانات الغاز، واقتحام المدرعات، وهدير الهيليكوبتر، وملاحقة عناصر المرتزقة للمحتجين.

الكل في الشارع، كل من يستطيع، حتى النساء، وحتى الأطفال. جمعيات المعارضة لم تعلن عن أي فعالية، تركت الشارع اليوم للناس، ولائتلاف 14 فبراير.

إغلاق الشوارع، التلثم، الخروج للتظاهر والاحتجاج، إطلاق الهتافات المناوئة للنظام، ومن ثم اندلاع المواجهات، هذا هو السيناريو الحاضر والمتكرر في كل قرية، كأنه يقول إنها الثورة، أو الموت!

سيكون الشارع محل الثورة أي محل التضحية، والمحتجون هم الضحايا دوما، وبينما يستعرض النظام قوته ضد المتظاهرين في الشارع، سيكون "الحوار" محل استعراضه تكتيكات الخداع والمراوغة، والمحتجون هم الضحايا أيضا وأيضا.

منذ ساعات الفجر الأولى، والشارع ممتلئ بالثائرين: دعوات إلى النزول لصلاة الفجر، ثم مباشرة تظاهرات مفاجئة انطلاقا من المساجد. في قرية "باربار" الأثرية التاريخية، كانت المظاهرة الأكبر، يتقدمها المناضل الأستاذ محمد التل، ورجل الدين السيد سعيد الوداعي، وبعض آباء الشهداء وحشد كبير من الشباب، يرفعون لافتة عريضة كتب عليها "فجر الثورة"َ.

منذ الفجر والأصوات ذاتها، لا تتوقف!

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus