الصحف العربية: سجال بين الحكومة والمعارضة حول مسؤولية استشهاد الجزيري.. والسلطة تتحدث عن مقتل شرطي وابطال قنبلة

2013-02-15 - 10:09 ص


مرآة البحرين (خاص): في الذكرى الثانية لانطلاقة ثورة البحرين ،عادت الأحداث الامنية في المنامة لتغزو الصفحات الأولى للصحف العربية والخليجية مع استشهاد فتى في قرية الدية خلال مواجهات بين المتظاهرين ورجال الامن ومقتل شرطي ليلا في صدامات مماثلة. كما اشارت بعض الصحف إلى وقائع جلسة الحوار الاربعاء .

وقد تحدثت كل من "السفير" و"الاخبار" اللبنانيتين و"الشرق الاوسط "السعودية و"الخليج" و"الاتحاد" الاماراتيتين عن تجدد ثورة البحرين في ذكراها الثانية وقالت "السفير" أن الذكرى لم تمر من دون أن يتجدّد المشهد ذاته. واشارت الصحيفة اللبنانية إلى استشهاد الشاب حسين الجزيري  في  منطقة الديه غرب المنامة خلال احدى التظاهرات وإلى أن تلك التظاهرة واحدة ضمن عشرات التظاهرات التي خرجت صباح أمس للاحتفاء بذكرى الثورة في 14 شباط، انتهى بعضها بالاشتباكات مع رجال الأمن فيما انتهى عدد منها بسلام.

وقالت "السفير" أن مقتل الشاب حسين الجزيري أثار ردود فعل ساخطة، كان أبرزها من "جمعية الوفاق" التي أصدرت بيانا شديد اللهجة اتهمت فيه قوات النظام بقتل الجزيري عمداً، كجزء من خطة أمنية لاستخدام الشوزن بشكل موسع. وطالبت الجمعية بقيام جهة تحقيق مستقلة موثوقة بفتح تحقيق فوري في القضية وإعمال مبادئ المنع والتقصي الفعالين لعمليات القتل، وعلى رأس ذلك استقلال الطب الشرعي، والشفافية في الإجراءات، وإشراك أهل الضحية فيها، وإجراء التحقيق على نحو يؤدي إلى تحقيق مسؤولية القيادات عن أعمال تابعيها.

وأضافت "السفير" وصحف أخرى أنه في المقابل حملت السلطات الرسمية مسؤولية قتل الجزيري للمعارضة. وأكدت وزارة الداخلية البحرينية على لسان رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن بأن وفاة الشاب كانت نتيجة الدعوات التحريضية التي تم إطلاقها خلال الأيام الماضية والتي دعت إلى الخروج بمسيرات واعتصامات وعصيان مدني وقيام مجموعات بأعمال تخريب وقطع الشوارع وغلق الطرق الرئيسية وارتكاب أعمال عنف والقيام بإثارة الفوضى وأعمال العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وذلك في مناطق متفرقة.

وأشار الحسن إلى ما اسماه "أعمال إرهابية" وقعت في منطقة الديه، حيث قام ما يقارب الـ300 شخص صباح أمس بمحاولة الهجوم والاعتداء على قوات الأمن المتواجدة لحماية منطقة محظورة، باستخدام الأسياخ الحديدية والحجارة وزجاجات المولوتوف. ونظرا لاقترابهم بصورة كبيرة من القوات المتواجدة في المنطقة، اضطرت تلك القوات إلى التعامل معهم، الأمر الذي أدى إلى إصابة أحد المهاجمين.

وبيّن الحسن بأنه قد تمّت إحالة عدد من أفراد الشرطة المشتبه بعلاقتهم بالواقعة للتحقيق لمعرفة ظروف وملابسات الحادث. كما تمّ إخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيق وانتدبت الطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة.

مقتل شرطي وابطال قنبلة  

إلى ذلك أشارت كل من "اليوم السابع" المصرية  و"الاتحاد" الاماراتية إلى أن  وزارة الداخلية البحرينية اعلنت على صفحتها على "تويتر"، أن فريق المتفجرات بوحدة مكافحة الإرهاب تمكن ليل الخميس/الجمعة، من إبطال مفعول قنبلة تزن حوالي كيلوجرامين، وضعت على جسر الملك فهد.

ونقلت الصحيفتان عن وكالة الأنباء البحرينية، إن رجل أمن توفي بعد تعرضه "لعملية إرهابية في منطقة السهلة باستخدام مقذوف ناري حارق أطلق عن بعد".

وقالت "اليوم السابع" إن رئيس الأمن العام البحريني، اللواء طارق الحسن، قد أعلن في وقت سابق" أن عدداً من رجال الأمن أصيبوا أمس الخميس، إثر قيام مجموعات بأعمال تخريب وقطع الشوارع، وغلق الطرق الرئيسية، وارتكاب أعمال عنف".

من جهة أخرى، أفادت "الشرق الاوسط"  أن الدكتورة سميرة رجب، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة البحرينية، قالت إن ما حدث أمس هو مواجهة أمنية بين رجال الأمن وجماعات التصعيد وبيتت النية لذلك لتصعيد الأحداث، وكانت هذه الجماعات تنتظر وقوع ضحايا، وكانت المجموعات ـ والحديث لسميرة رجب ـ تبحث عن إيقاع ضحايا بأي وسيلة للضغط على الحوار، وتم تحقيق ذلك".

وتابعت  سميرة رجب "إن التلاعب بأرواح الناس من أجل تحقيق أجنده سياسية، والأمر الآخر الناس للضغط على الحوار من أي طرف ولن يمرر شيء من دون التوافق، وربطت رجب بين الأحداث التي شهدتها البحرين أمس وبين طلب فريق المعارضة لتأجيل جلسة يوم الأحد المقبل من جلسات حوار التوافق الوطني".

وقالت "الاخبار"  إن المعارضة ذكرت أن أكثر من 50 منطقة بحرينية تعرضت للقمع والبطش الرسمي على يد قوات النظام خلال ساعتين فقط من صباح أمس بعد خروج الاحتجاجات في الذكرى الثانية للثورة، وتعاملت معها القوات بوحشية بالغة.

كما اشارت كل من صحيفتي "الاخبار" و"السفير" إلى ان  الجمعيات السياسية كانت قد اعلنت أنها أطلقت 12 مسيرة حاشدة في مناطق مختلفة ضمن مسيرات "نداءات الثورة"، فيما دعا "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" الى إضراب عام وعصيان مدني، والى التظاهر والزحف باتجاه مكان دوار اللؤلؤة، مركز الاحتجاجات الذي أزالته السلطات وأقامت مكانه تقاطع الفاروق.

وأضافت المعارضة "أن المواطنين امتنعوا على نحو طوعي عن إجراء أي معاملات حكومية أو معاملات مالية، وتوقفوا أمس، عن أعمال الشراء والتبضع، إلى جانب الامتناع عن دفع الفواتير، والتوقف عن التزود بالوقود، وذلك بعد تحذير الحكومة من فرض الإضراب بالقوة.

ولفتت الاخبار إلى أن الموالين للحكومة حركوا صفوفهم بالدعوة عبر وسائل الاعلام المختلفة للذهاب الى الأعمال والتسوق وتناول الطعام في المطاعم تأكيداً على رفض "قتل البحرين". وتعتزم الجمعيات السياسية الموالية للحكومة تنظيم تجمع كبير في 21 شباط، في استعادة لتجمع الفاتح في نفس التاريخ من عام 2011، حين احتشد الموالون لأسرة آل خليفة التي تحكم البحرين منذ 250 سنة.

القمع إلى جانب الحوار !

كما تحدثت العديد من الصحف منها "الاخبار" و"السياسة" الكويتية و"الخليج" والاتحاد" عن جولة الحوار الثانية وقالت "الأخبار" أن الاحتجاجات تأتي في موازاة إجراء الحوار الوطني، عُقدت ثانية جلساته مساء أول من أمس، واتفق المتحاورون خلالها على أن نتائج الحوار سوف تنتهي بقرارات. وقال المتحدث الرسمي باسم حوار التوافق الوطني، عيسى عبد الرحمن، إنه "جرى اعتماد مصطلح الحوار لا التفاوض بالتوافق بين المشاركين، كما جرى التوافق على أن الحكومة طرف رئيسي، وأن وزير العدل هو المكلف رفع المخرجات إلى جلالة الملك، وجرت قراءة النقطة على الجميع للتأكد من موافقتهم عليها".

من جهة ثانية، رفض أعضاء في الفريق الممثل لمجلسي الشورى والنواب بالإضافة إلى فريق ائتلاف جمعيات الفاتح ما طُرح في ورقة المعارضة المرسلة إلى وزير العدل، التي تطلب فيها وجود خبراء دستوريين على طاولة الحوار من أجل صياغة الاتفاقات.

"الخليجي" ندد بـ"التدخلات والاستفزازات الإيرانية"

إلى ذلك أشارت "السياسة" و"القبس" و"الخليج" و"الاتحاد "  إلى أن وزير الخارجية خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة خاطب نظراءه وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ووزير خارجية ألمانيا بشأن التصريح المنسوب لمساعد وزير خارجية إيران لدول آسيا والمحيط الهادي عباس عراقجي بشأن طلب بلاده إضافة بند في جدول الأعمال يتعلق بالبحرين.

وأكد الشيخ خالد في رسائله أن "الاقتراح مرفوض رفضاً باتاً لأنه يعد خروجاً عن الهدف الرئيسي للاجتماع وتدخلاً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ومساساً بسيادتها وانتهاكاً لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية"، معبراً عن تقديره البالغ للدول الصديقة على موقفها الثابت الذي أعلنته أكثر من مرة برفضها المقترح الإيراني الذي يزج بالبحرين في اجتماع يعقد دورياً لبحث ملفها النووي الإيراني.

الى ذلك، هاجم وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون حمد العامر "سعي إيران لزجّ ملف البحرين في مفاوضات ملفها النووي". ونقلت عنه صحيفة "الوسط" إن "البحرين لن تصمت إزاء هذه المحاولة البائسة".

من جانبها قالت "اليوم السابع "أن  الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني أكد رفض دول المجلس المقترح الايراني . وقال في بيان إن "دول مجلس التعاون ترفض رفضاً باتاً هذه المحاولات الإيرانية، التي تؤكد تدخل إيران الواضح في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومساعيها المستمرة لزعزعة أمن بعض الدول العربية واستقرارها".

ولي العهد ورئيس الوزراء يعزون السعودية

وفي خبر لها ،قالت صحيفة "الرياض" السعودية أن ولي العهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة غادر مساء أمس الرياض بعد أن قدّم العزاء في بوفاة الأمير سطام بن عبدالعزيز ، كما غادر رئيس مجلس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة تقديم العزاء ايضاً.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus