آيان بلاك: الربيع العربي في البحرين يواصل تدوين عامه الثاني

2013-02-15 - 10:15 ص


آيان بلاك: ذي غارديان
ترجمة: مرآة البحرين

ذكرى انتفاضات الربيع العربي 2011  تتساقط بشكل كثيف وسريع، رغم أنه لا يوجد مكان يصعب فيه إعداد ميزانية عمومية أكثر من البحرين، التي رافق حكومتها التحدي المباشر منذ عامين ولكن المعارضة مستمرة – مع عدم وجود آفاق لحل قريب.

وكانت الاضطرابات قد اندلعت قبل ذكرى احتجاجات دوار اللؤلؤة يوم الخميس. وقد استمر هذا لمدة شهر قبل طرد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية ودخول قوات تدخل خليجية قادمة من السعودية لدعم الوضع الراهن بينما تلتزم الولايات المتحدة وبريطانيا غض الطرف.

الآن، دخان القنابل الحارقة  والإطارات المحترقة  تملأ الفضاء من جديد وأما الشرطة فتقوم بإطلاق القنابل الغازية والصوتية لاستعادة النظام. الحكومة، التي لديها جهاز ماكر من العلاقات العامة، ببساطة تلقي اللوم على "البلطجية" في أعمال العنف. وكان انفجار قنبلة صغيرة في مركز تجاري في مدينة عيسى يوم الثلاثاء حدثًا غير مرحب به.

البحرين تتميز بفرادتها في المنطقة فهي ملكية سنية تحكم أغلبية شيعية ثائرة. التوترات الطائفية تغذيها المواجهة بين إيران وجيرانها الخليجيين - والأهمية الاستراتيجية للبحرين كمقر للأسطول الأمريكي الخامس. وكثيرا ما تتهم المنامة طهران في تشجيع الاضطرابات - رغم عدم وجود أدلة على تورط مباشر أكثر من الدعاية المدوية الناطقة باللغة العربية.

تم محو دوار اللؤلؤة -  درس ميدان التحرير في القاهرة لم يسمح لقوى المعارضة باحتلال بقعة عامة بشكل دائم- ولكن الجمود السياسي استمر. ولا يبدو أن استئناف الحوار الوطني الذي بشر به الكثيرون هذا الأسبوع يحمل آفاق تغيير جوهري.

المعارضة الرئيسية الوفاق تشارك في المحادثات. فهي تريد ملكية دستورية مع رئيس وزراء منتخب مكان عم الملك حمد – الذي ما زال في منصبه منذ 42 عاما. وهي بقدر ما تشكل تهديدًا لسلالة آل خليفة، فإنها تطالب بإعادة رسم حدود الدوائر الانتخابية ووصول الشيعة، الذين يواجهون التمييز العنصري، إلى الوظائف الحكومية. وسائل الإعلام الرسمية قد تحاملت على الشيعة. 

الوفاق تصر أيضا على عرض نتائج الحوار للاستفتاء بدلا من تقديمها إلى الملك للموافقة عليها - وهو الفارق الحاسم. وكان الملك حمد وتحت الضغط  الغربي قد عين لجنة تحقيق في أحداث 2011 ولكن لم ينفذ حتى الآن توصياتها الرئيسية.

الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق، يخشى محاولة الحكومة كسب الوقت. وقال لي في مقابلة أجريتها معه مؤخرا : "الجميع مقتنع بأن هناك أخطاء ارتكبت خلال الانتفاضة،" وأضاف : "حتى المتشددين يريدون طريقة أخرى، ولكنهم لا يريدون إلا إجراء تغييرات شكلية".

سلمان يعترف بأنه يواجه ضغوطا من العناصر الأكثر تشددًا مثل شباب تحالف 14 فبراير وحركة حق، اللذين يدعوان إلى إسقاط النظام وهو الشيء الذي يقلق الأمراء والملوك والمشايخ المجاورة الذين كانوا مستاءين جدا من ثورات مصر وتونس وليبيا. والسعوديون بالخصوص مغتاظون من اضطرابات الأقلية الشيعية في محافظتهم الشرقية. لكنهم الآن، يقول سلمان، يريدون  حلا يحفظ النظام الملكي.

وهناك مؤشرات على أن المتشددين يسيطرون في معسكر آل خليفة، مع تضرر مكانة الإصلاحي وليّ العهد وفي ظل تعثر التنمية الاقتصادية والاستثمار الخارجي.

الداعمون الغربيون للبحرين يمكنهم بذل المزيد من الجهد لتعزيز الإصلاح. ويقول البحرينيون إن الجهود المتحفظة للمملكة المتحدة ساعدت في كبح جماح الحكومة ولكن من الضروري بذل المزيد من الضغوط العلنية. مؤخرا كانت هناك دعوات في واشنطن لإعادة النظر في سياستها. فقد اقترحت مؤسسة كارينغي : " ينبغي على البحرية الأمريكية إعداد خطط لنقل أصول الأسطول الخامس تدريجيا والعمل بعيدًا عن البحرين وذلك لاستخدامها كوسيلة للضغط لتغيير سلوك النظام" .

ووفقا لأحد الآراء فإن هدف المنامة ليس تحقيق تسوية حقيقية مع المعارضة ولكن نزع فتيل التوتر للتمكن من إجراء سباق الفورميولا واحد دون عائق في نيسان/أبريل . وهو الذي كان لا بد من إلغائه عام 2011 ولكن تم إجراؤه العام الماضي مصاحبًا للاحتجاجات التي احتلت عناوين رئيسية في الإعلام وأضرت بالنظام. ومن الصعب أن نتصور أن البحرين ستشهد سباقات أو أعمالًا أخرى كالمعتاد في وقت قريب.

13 شباط/فبراير 2013 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus