15 فبراير: وجهاً لوجه أمام الحرس الوطني.. 200 ألف في الشوارع.. والثورة تتصاعد

2013-02-16 - 9:25 ص


مرآة البحرين (خاص): وكان يوم 15 فبراير/ شباط 2013 يوماً طويلاً لم تنته أحداثه حتى دخول اليوم التالي 16 فبراير/ شباط  الذي يشهد حالياً تشييع مُفجّر 14 فبراير/ شباط الثانية الشهيد البطل حسين الجزيري.

بدأ يوم 15 فبراير/ شباط مبكراً بتشييع الشهيدة أمينة السيد مهدي (30 عاماً) من بلدة أبوصيبع، إذ شاركت جماهير غفيرة في تشييع الشهيدة لمثواها الأخير.

وهتف المشيعون الذين رفعوا أعلام البحرين، بـ«سقوط الملك حمد»، وكرروا مطالباتهم بمحاسبة المسئولين عن وفاة الشهيد وكل شهداء ثورة 14 فبراير/ شباط المجيدة. وكانت الشهيدة الشابة تعرضت قبل أسبوعين للاختناق من غازات مسيلات الدموع التي تطلقها مرتزقة وزارة الداخلية، وذلك بحسب ما أكده أهل الشهيدة. إلا أن النيابة العامة نفت كلام شقيق الشهيدة، وقالت إن الشهيدة توفيت «بسبب تليّف في الكبد». وهو الأمر الذي تدحضه كل الدلائل التي قدمها النشطاء في أبوصيبع من أن منزل الشهيد تعرض لطلقات غازات مسيل الدموع الخانقة وتسبب بتدهور صحة الشهيدة التي فارقت الحياة لهذا السبب.

بعد التشييع، بدأت البلدات في الاستعداد لحدثين كبيرين، الأول كان فعالية ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير/ شباط المتمثلة في إخراج مسيرات باتجاه منطقة دوار اللؤلؤة، والثاني هو مسيرة الجمعيات السياسية المعارضة على شارع 9 مارس/ آذار (البديع) وتحديداً من دوار بلدة جنوسان، حتى دوار بلدة الدراز.

الحدث الأول وقبل موعد الزحف للميدان بنحو ساعتين، تمكن ثلاثة ثوار يحملون رايات ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير/ شباط من دخول ميدان الشهداء وتجاوز الأسلاك الشائكة، وقد تمت مطاردتهم داخل الميدان من قبل مرتزقة جهاز الحرس الوطني الذي يقوده أخو الملك محمد بن عيسى، إلا إن الثوار الثلاثة نجحوا في الخروج بسلام من الميدان مُعطين بذلك دفعة معنوية للثوار في مختلف المناطق. وتلى ذلك دخول أربعة ثوار آخرين للميدان تم القبض عليهم. وقد ذكرت مصادر تابعة للموالاة أن مجموع من تم القبض عليهم داخل ميدان الشهداء 20 شاباً. ويشار إلى أن ميدان الشهداء مُحاصر منذ 16 مارس 2011 حتى هذه اللحظة.

كانت فعاليتا الائتلاف والجمعيات المُعارضة متزامنين، فقد خرج ثوار 14 فبراير/ شباط بمسيرات كبيرة من نقاط متعددة في المنامة العاصمة، وبلدة النعيم وبلدات السنابس والديه والبرهامة، وهي مناطق محاذية لمنطقة دوار اللؤلؤة التي يسميها الثوار ميدان الشهداء، وكذلك من منطقتي البلاد القديم والصالحية، وقد نجح الثوار هذه المرة في الاقتراب من الأسلاك الشائكة التي تحيط بميدان الشهداء على مسافة نحو 200 متراً عن موقع الميدان.

أُسقط في يد مرتزقة الحرس الوطني الذين كانت في أيديهم البنادق والرصاص الحي، لكن مرتزقة وزارة الداخلية استخدموا طلقات غازات مسيل الدموع بكثافة شديدة تسبب في حالات اختناق شديدة بين الثوار الذين عاودوا الكرّ والفرّ. لم تتوقع السلطات هذه الأعداد الكبيرة التي انطلقت باتجاه الميدان، بلدة السنابس تحولت لساحة مواجهات شرسة بين القوات المُعتدية وبين المواطنين الذين دافعوا عن منازلهم وأعراضهم. وامتدت المواجهات على طول ضواحي العاصمة وصولاً إلى بلدات أخرى في محافظة المحرق كالدير وسماهيج.

وفي المحافظة الشمالية على شارع 9 مارس/ آذار، حيث المسيرة الجماهيرية الكبري التي دعت لها قوى المعارضة الوطنية في البحرين، شاركت حشود بشرية عملاقة في المسيرة الجماهيرية التي حملت عنوان «نداء الوطن» المطالبة بالتحول الديمقراطي في البحرين ورفض الديكتاتورية والاستبداد، وقدرت اللجنة أعداد المشاركين بأنها فاقت 280 ألف مواطن بحريني شاركوا في المسيرة.

وحضرت المسيرة كل الأطياف الدينية والسياسية والإثنيات المختلفة، وامتدت على مسافة تزيد على الأربعة كيلومترات، بدءاً من دوار جنوسان وصولاً إلى دوار بلدة الدراز. وحمل المشاركون في المسيرة اللافتات التي تؤكد على مطلب التحول الديمقراطي وسقوط الملك في البحرين.

لكن اللافت أن حشوداً بشرية ضخمة مشت عكس اتجاه المسيرة، حيث توجهت الحشود باتجاه كوبري بلدة القدم باتجاه بلدة الديه، وبقرب الكوبري وقعت صدامات بين قوات المرتزقة وبين الثوار الذين أغلقوا الشوارع لمنع تقدم المرتزقة، ولم يهدأ بعدها شارع البديع حتى ساعات المساء، حيث انتشرت نقاط التفتيش في مختلف المناطق، وبدا واضحاً أن النظام ليس مستوعباً بعد حجم الحضور الجماهيري والإصرار الشعبي على الاستمرار في ثورة 14 فبراير/ شباط.

الجهد الشعبي الكبير، جعل البحرين تحت دائرة التغطية المركّزة من عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والعالمية.

في المساء أيضاً خرجت مسيرات شعبية كبيرة في مختلف المناطق، وتمت مواجهتها بقمع كبير من قبل قوات مرتزقة وزارة الداخلية والحرس الوطني الذي دخل على الخط، وتسبب القمع بوقوع عشرات الإصابات بين المواطنين. وقد تناقل النشطاء عن إصابات خطرة لعدد من الجرحى في السنابس والدراز، وكذلك دخول الشاب محمود عيسى مرحلة الخطر حيث أصيب يوم 14 فبراير/ شباط بطلقة مباشرة في أذنه مما تسبب له بنزيف كبير.

الأخطر هو ما حدث في بلدة كرزكان حيث وقعت مواجهات عنيفة، وقع خلالها عدد من الجرحى، إلا أن وزارة الداخلية زعمت في بيان لها أن عدداً من أفرادها تعرضوا لطلقة رصاص شوزن مما تسبب في إصابتهم.  

تمت محاصرة البلدة لتعلن الداخلية بعد أقل من ساعة أنها قبضت على من أطلقوا رصاص الشوزن، فيما أكد أهالي كرزكان في كل المواقع الاجتماعية أن ما حدث مسرحية كبيرة، وأن مصابي المرتزقة تعرضوا لنيران صديقة من زملائهم أثناء المواجهات.

ما يزال عرض ثورة فبراير/ شباط مستمراً، هذه اللحظات الشوارع باتجاه بلدات جدحفص، الديه، السنابس، محاصرة بنقاط تفتيش، لمنع خروج مسيرة تشييع الشهيد البطل حسين الجزيري من بلدة جبلة حبشي باتجاه مقبرة عبدالإمام أمام بلدتي جدحفص والديه. 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus