خلايا «عطية الله» تنشط: فبركات وإشاعات وتهديد بـ«السلامة الوطنية»

2013-02-17 - 8:09 ص


مرآة البحرين (خاص): عادت أخبار المتفجرات، والأجسام الغريبة، لتحاول عبثا تصدّر المشهد السياسي والإعلامي في البحرين، عوضا عن أخبار قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، وقتلهم المستمر منذ 3 أيام، وذلك لكي تنقلب الصورة ضد المحتجين بعد أن نشطوا بشكل استثنائي ليس له نظير منذ عامين.

ورغم أن هذه الفبركات المفضوحة قد فشلت كالعادة، لركاكة صياغتها، إلا أن أي حدث حتى لو كان حقيقيا سيفشل في أن يغطي على مقتل فتى في الشارع وهو يحمل علم بلاده مطالبا بالحرية، على أيدي قوات النظام.

وإذا كان من المنطقي أن يكون خلف هذا السيل المتزامن من الأحداث المفبركة، خلية الوزير "أحمد بن عطية الله آل خليفة"، راعي مخطط "البندر" ومنفذ أجندة وزير الديوان الملكي وشقيقه المشير، فإنه من المريب أن يشترك في هذه المؤامرة وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، الذي زعم أن الشهيد حسين الجزيري كان يعتدي على قوات الأمن قبل أن يقتل، ما لم تقله أي جهة تتولى التحقيق رغم تحيزها جميعا.

ومن المريب أيضا أن يستنفر لهذا الغرض وزير الاتصالات فواز بن محمد آل خليفة، الذي كان يغرد عن حادثة "كرزكان" في الوقت الذي تستباح فيه القرية، وينشر معلومات حصرية على حسابه عن تطورات الفبركة القادمة، وقد دخل على الخط أيضا كالعادة وزير العدل ووزيرة شئون الإعلام، مستغلين محل الأحداث لإطلاق تصريحات حول تأثير ذلك على "الحوار" المزعوم بما يخدم أجندتهم السياسية.

كما أنه من اللافت أن يشترك المغرد "عبد الله آل خليفة"، والذي يدعي أنه يؤيد مطالب المعارضة في سقف المملكة الدستورية، في الترويج إلى أن الأمور قد تصل إلى إعلان حالة "السلامة الوطنية" مجددا إذا لم تهدأ الأمور خلال 48 ساعة!

كيف مات محمد عاصف؟

 
محمد عاصف خان
وحول الإعلان المفاجئ عن مقتل شرطي، قالت الداخلية في الخبر إن (محمد عاصف خان) قتل بسبب تعرضه لمقذوف ناري حارق، وفي التوقيت نفسه نشرت صحيفة الأيام الحكومية الخبر ذاته لكن سبب الوفاة كان استهدافه بسيخ معدني، في حين كان الخبر المتداول لدى الشبكات الموالية، والذي نشر قبل خبر "الداخلية"، يقول إن مقتله كان بسبب الإصابة بسيخ حديدي في منطقة الكبد، بينما كانت صورته التي نشرتها مواقع موالية للنظام خالية من أي جرح أو أثر اختراق سيخ، أما الحكومة نفسها فلم تنشر أي صورة له وهو مصاب! 

معلومات متضاربة جدا، زاد من عدم صدقيتها صورة نشرها ناشطون نقلا عن أحد الحسابات على شبكة "انستغرام" نشرت فيه قبل حوالي 11 شهرا، وهي تظهر الشرطي نفسه "محمد عاصم خان" إلى جانب شرطيين آخرين، قال صاحب الحساب إنهم قتلى من الشرطة، إلا أنه عاد ونشر الصورة ذاتها في خبره عن "خان" قبل يومين. 

في سياق التضارب نفسه، قال ناشطون إن السبب الحقيقي وراء مقتل الشرطي يتضح في صورة الحادث العنيف الذي وقع لإحدى دوريات الشرطة يوم الخميس الماضي أثناء ملاحقتها متظاهرين، ما أدى إلى تضرر المقدمة بالكامل، وتظهر صورة الشرطي التي نشرتها الداخلية أنه مصاب في رأسه، ما قد يكون نتيجة ارتطام في شيء صلب، على غرار حادث مروري فعلا.

من جانبها اعتبرت قناة "بي بي سي" أن الشرطي مات في حادث غير معلومة تفاصيله.

المرتزقة تصيب بعضها بالشوزن والتهمة لشباب كرزكان

 
حصار كزركان
ومساء يوم أمس، أكد ناشطون أنهم سمعوا صوت إطلاق نار وبعدها صوت إسعاف في منطقة "كرزكان"، ثم قالوا نقلا عن شهود عيان إن  فرقتين من قوات الأمن تفاجأوا ببعضهم البعض بينما كانوا يعدون كمينا للمتظاهرين، وأطلقوا النار على بعضهم بالخطأ، وهو ما حدث عدة مرات سابقة، واعترفت به الداخلية رسميا أكثر من مرة، كما أن ذلك ما أكدته حسابات موالية للنظام حول الحادثة.

ولكن الوزارة هذه المرة، ادعت لاحقا أن مجموعة "إرهابية" هي من أطلقت النار على المرتزقة مصيبة فيما بينهم ضابطا و3 آخرين، ثم وخلال ساعة واحدة قالت الداخلية إنها قبضت على المتهمين وفي أيديهم السلاح، ثم دخل تلفزيون البحرين على الخط لتكتمل فصول المسرحية الجديدة.

وعلى إثر ذلك تعرضت كرزكان لحصار أمني شديد شاركت فيه قوات مسلحة من "الحرس الوطني"، وهو لا زال مستمرا منذ مساء يوم أمس، وفرضت القوات أكثر من 10 نقاط تفتيش على محيط القرية، فيما أفادت أنباء باعتقال عديدين والتنكيل بالمارة والأهالي، إضافة إلى تحليق مستمر لطائرة الهيليكوبتر على "كرزكان".

يشار إلى أن ناشطين رصدوا بعض التحركات المشبوهة لقوات الأمن في مقبرة "دمستان" ومزراعها القريبة من "كرزكان"، وذلك عصر يوم أمس، كما فرضت بعض نقاط التفتيش في الوقت ذاته دونما سبب، ولم توضح "الداخلية" لحد الآن كيف حصلت المجموعة المتهمة على هذا السلاح، كما لم تظهر أي صور للمصابين أو لعملية الإطلاق عليهم.

وأفاد ناشطون إن قوات النظام اقتادت المتهمين الأربعة إلى إحدى الساحات وتم تصويرهم بعد جعلهم يتلثمون ويمسكون بأسلحة الشوزن.

يذكر أن قوات النظام استخدمت سلاح الشوزن الانشطاري بكثافة شديدة في اليومين الماضيين، وبدون أي ضوابط، ما أدى إلى عشرات الإصابات الخطرة، واستشهاد الفتى "حسين الجزيري" في منطقة "الديه".

إشاعة "الشوزن" في البلاد القديم، وأجسام غريبة في مناطق أخرى

 
محمد بن صقر آل خليفة
وحوالي الساعة 12 (منتصف الليل)، أشاع حساب "منرفزهم"، الذي يشغله "محمد بن صقر آل خليفة" أحد أفراد العائلة الحاكمة، نبأ إطلاق نار من سلاح شوزن على عناصر أمن في منطقة البلاد القديم، لكن المخطط على ما يبدو قد توقف عند هذا الحد، ولم يكن لهذه الفبركة أي تأييد أو تعليق من قبل وزارة الداخلية.

في الوقت ذاته، انتشرت إشاعات عديدة أخرى عن اكتشاف أجسام غريبة في بعض الأماكن، كمواقف السيارات القريبة من مجمع "السيف"، وأمام أحد المقاهي، وكانت الداخلية قد زعمت أنها  تمكنت مساء أمس "الخميس" من إبطال مفعول قنبلة تزن حوالي 2 كيلو جرام، وضعت بالقرب من المسجد في منطقة الخدمات بالجانب البحريني لجسر الملك فهد.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus