جوش روغن: في البحرين عيد الحب يوم للنضال

2013-02-19 - 9:29 ص


جوش روغن: فورين بوليسي
ترجمة: مرآة البحرين

في الوقت الذي يحتفل فيه الأمريكيون بالطقوس السنوية لعيد الحب بالزهور والشوكولاته، في البحرين، 14 شباط/فبراير يسجل الذكرى السنوية الثانية للنضال من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية ضد النظام – حيث كان هناك سفك للدماء.

قبل عامين، في مثل هذا اليوم من 14 شباط/فبراير2011، نزل المتظاهرون إلى دوار اللؤلؤة في المنامة، وبدأوا ربيعهم البحريني. وبعد ثلاثة أيام، نفّذت السلطات اقتحامًا ليليًا على هؤلاء المحتجين في ما أصبح يعرف محليًا باسم "الخميس الدامي"، ويستمر العنف والتوتر حتى يومنا هذا.

وتخبر جليلة السلمان، نائب رئيس جمعية المعلمين البحرينيين، ذا كايبل في مقابلة: "اليوم هو الذكرى السنوية للانتفاضة " وتضيف :"هناك إضراب حقيقي في البحرين اليوم فهو معارضة سلمية لما يجري هناك".

وقالت، في الصباح الباكر، عند حوالي الساعة 2 صباحا، قام المحتجون في القرى في جميع أنحاء البحرين بوضع مترايس عند مداخل أحيائهم كجزء من خطة لتنظيم إضراب على الصعيد الوطني. جاءت الشرطة حوالي الساعة 4 صباحًا لإزالة المتاريس ولكن تم وضع متاريس جديدة عند الساعة 6 صباحًا،  ولم تفتح المحلات التجارية والمطاعم الموجودة داخل القرى. وبعد صلاة الفجر، بدأ القرويون بالاحتجاج.

وقالت: "اليوم هناك مسيرات في جميع أنحاء البحرين وشرطة مكافحة الشغب تنتشر لمواجهة ذلك. ونحن نتوقع إصابات اليوم". "هذا هو مجرد جزء بسيط عما يحدث في البحرين. فهذا ليس شيئًا جديدًا، انه استمرار لما كان يجري في البحرين منذ عامين بشكل يومي".

واعتبارًا من صباح يوم الخميس، كانت هناك وفاة واحدة نتيجة للاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. قتل حسين الجزيري، 16 عاما، على يد أحد عناصرالشرطة برصاص الشوزن في قرية الديه، وفقا لمحمد المسقطي، رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، في مقابلة مع صحيفة ذا كايبل. 

"تحدثت للتو مع والده عن طريق الهاتف"، قال المسقطي وهو يعرض الصور المروعة لجسده الذي تشظى بالطلقات النارية. وقال إن الشرطة منعت أصدقاء الصبي من إيصاله إلى المستشفى وتوفي أثناء انتظار سيارة الإسعاف. وأضاف :" لقد تأخر سائق سيارة الإسعاف كثيرًا".

في حوار المنامة في  كانون الأول/ديسمبر الماضي، أخبر ولي العهد البحريني سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة صحيفة فورين بوليسي أن التوتر والعنف في البحرين قد هدأ إلى حد كبير.

قال: "أنت تعلم أنه كان لدينا تجربتنا الخاصة مع ما يسمى"الربيع العربي" العام الماضي"، وأضاف: "على الرغم من الهدوء النسبي الذي عاد إلى المملكة، هناك العديد من الجراح التي ينبغي ان تلتئم عند جميع الاطراف".

وقالت السلمان :"لا أدري كيف يمكنهم قول ذلك، بطبيعة الحال المسيرات مستمرة"،  وأضافت: "هناك مسيرات كل يوم في جميع أنحاء البلاد".

قبل أسبوعين الحكومة بادرت بسلسلة من الحوارات مع المعارضة وإدارة أوباما هي من قام بتشجيع ذلك.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية المنتهية ولايتها فيكتوريا نولاند في 11  شباط/فبراير: " الولايات المتحدة ترحب بالحوار الوطني في البحرين. ونحن متحمسون للمشاركة الواسعة للجماعات السياسية البحرينية في الحوار"،. وأضافت: "نحن نرى أن الحوار هو خطوة إيجابية في عملية أوسع نطاقًا يمكن أن تؤدي إلى إصلاح حقيقي يلبّي تطلعات جميع المواطنين في البحرين، ونحن نعتقد بضرورة الجهود الرامية إلى تعزيز المشاركة والمصالحة بين البحرينيين من أجل استقرار طويل الأمد".

ولكن السلمان والمسقطي قالا إن الحوار ليس عملية عادلة لأنه تم ترجيح كفة المشاركة بشكل كبير لصالح ممثلي المجتمع المدني المرتبط بالحكومة. وكذلك، الحكومة والشرطة تواصل نشاطها ضد المتظاهرين السلميين على الرغم من الحوار.

قال المسقطي: "بعد الإعلان عن الحوار، قدمت الحكومة على اعتقال 45 متظاهرًا في مسيرة واحدة "، وأضاف. "هذا الأسبوع، داهمت الأجهزة الأمنية عدة قرى لتعقب واعتقال قادة حركة الاحتجاج". (لم يتم تأكيد المعلومات من مصادر مستقلة).

السلمان، والمسقطي، ومريم الخواجة، الرئيس بالنيابة لمركز البحرين لحقوق الإنسان، في واشنطن هذا الأسبوع   من أجل الطلب من إدارة أوباما الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان في البحرين. نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، يقضي حكمًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة إهانة النظام.

الرئيس باراك أوباما، في خطاب وضع الاتحاد الذي ألقاه، دعا إلى احترام حقوق الإنسان في جميع البلدان المتأثرة بالربيع العربي.

قال أوباما: "في الشرق الأوسط، سنقف مع المواطنين لأنهم يطالبون بحقوقهم العالمية، وسوف ندعم التحولات إلى الديمقراطية. العملية سوف تكون فوضوية، ونحن لا نستطيع أن نملي مسار التغيير في دول مثل مصر، ولكن يمكننا - وسوف - نصرّ على احترام الحقوق الأساسية لجميع الشعوب".

وقالت السلمان و المسقطي، حكومة الولايات المتحدة لا تتصرف كما وعد أوباما فيما يتعلق بالبحرين.
وقالت السلمان: "الشيء الأساسي الذي نحتاجه من الولايات المتحدة هو تغيير سياستها الخارجية تجاه البحرين، فهم لم يستفيدوا أبدا من السياسة على مدى العامين الماضيين"، وأضافت: " عليهم الضغط من أجل التوصل إلى حل للأزمة... فإذا كانوا مهتمين حقا علينا أن نرى ذلك بشكل عملي."

وأشار النشطاء إلى أن وزير الخارجية جون كيري جديد في الوزارة وأن هذه فرصة لاتخاذ تدابير جديدة للضغط على النظام البحريني، ربما من خلال فرض عقوبات ضد منتهكي حقوق الإنسان. ولكن كيري لم يذكر البحرين منذ توليه منصبه.

وقال المسقطي:  "إنه الوقت المناسب لأقول لجون كيري إنك تحتاج إلى تغيير سياستكم الخارجية تجاه البحرين. فالكلام دون أفعال لن يكون ذا تأثير".

14 شباط/ فبراير 2013 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus