غازات «سي إس» المستخدمة في البحرين، مواد كيمائية محظورة عالميا

2013-02-21 - 10:55 ص


أدمن: آيرش مديكال تايمز
ترجمة: مرآة البحرين

بمناسبة الذكرى الثانية لانتفاضة  14فبراير، يطلب البروفيسور داميان ماكورماك، والبروفيسور ديفيد غريسن وتارا أوغرادي فرض حظر على غاز سي إس.

غاز سي إس، chlorobenzylidene) malononitrile –2 (، هو سلاح كيميائي حظرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الحروب في إطار اتفاقية الأسلحة الكيميائية عام 1993.

وبالتالي إن إساءة استخدامه على شكل غاز مسيل للدموع من أجل السيطرة على الحشود في أوقات السلم يسبب الوفاة وانتشار الأمراض الخطيرة.

ولقد بحثنا وحللنا عينات من قنابل الغاز المسيل للدموع المستخدمة في البحرين، فأثبتت وبشكل قاطع وجود مادة الـ سي إس. وكان ما لا يقل عن 54 حالة وفاة قد نسبت إلى الاستخدام غير الملائم لهذه المادة في البحرين على مدى العامين الماضيين.

حان الوقت لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمجتمع الدولي للتصدي لإساءة استخدام هذه الأسلحة الكيميائية.

تاريخه

تم تطوير غاز الـ سي أس أول مرة في عام 1928 من قبل اثنين من الأمريكيين وهما: بن كورسون وروجر ستاوتن، وقد سميت هذه المادة السامة بالاحرف الاولى من اسمائهم. الهباء ( الرذاذ) الجوي للمادة النشطة هو2-chlorobenzylidene malononitrile، والذي ينتج عن تفاعل المادة chlorobenzaldehyde-2 مع malononitrile في عملية تكثيف تدعى knoevenagel حسب المعادلة التالية:

ClC6H4CHO + H2C(CN)2 → ClC6H4CHC(CN)2 + H2O

ولأن غاز سي إس صلب في درجة حرارة الغرفة، فقد استخدمت مجموعة متنوعة من التقنيات التي تحوله إلى رذاذ أو هباء :

• تذاب وترش بهيْتها المذابة
• تذوب في المذيبات العضوية
• CS2 المسحوق الجاف (CS2 هو SILICONISED و مسحوق مجهري ينتج عن CS)؛
• CS هو من القنابل الحرارية من جيل الغازات الحامية.

وقد تم تطوير واختبار سي إس سرا في بورتون داون في انجلترا عام 1950..  واستخدم لأول مرة على المتطوعين في الجيش البريطاني واستمر استخدامه ولكن بتركيزات منخفضة في التدريب العسكري.

هذه المادة الكيميائية تتفاعل مع الرطوبة وتؤثر على الجلد والعينين، وتسبب إحساسًا بالحرقان واغلاق العينين دون إرادة. وعادة ما يكون الآثر حرقةً ودموعًا في العينين، والسعال الكثير، وإفرازات استثنائية في الأنف مليئة بالمخاط، وحرقة في الجفنين والأنف والحلق، وارتباكًا، ودوخة وصعوبة في التنفس. وهي تتسبب أيضا بحرق الجلد حيث يتعرق و / أو أنه يصبح محترقًا كحرقة الشمس. وعند استخدام كميات كبيرة، يمكن أن يحفز أيضا السعال الشديد والتقيؤ.

وعلى الرغم من أنه تم تصنيف غاز سي إس بأنه "سلاح غير قاتل في السيطرة على الحشود، فقد أثارت العديد من الدراسات الشكوك حول هذا التصنيف. فبالإضافة إلى أنه يخلق أضرارًا رئويةً حادةً، فإن غاز سي إس يمكنه أيضًا أن يلحق ضررًا كبيرًا في القلب والكبد.

في 28  أيلول/سبتمبر 2000، أصدر البروفيسور أوي هاينريش دراسة كان قد كلف بها للتحقيق في استخدام غاز سي إس من قبل الـ أف بي آي في مجمع الكرمل ماونت ( فرع دايفيديان) في واكو. وقد أشار إلى أنه إذا لم يتم استخدام الأقنعة الواقية من الغازات عند محاصرة المحتجين فإن "هناك احتمالًا واضحًا بأن التعرض لهذا النوع من غاز سي إس يمكن أن يسهم كثيرًا أو حتى يسبب تأثيرات مميتة".
الإجهاض

العديد من التقارير ربطت التعرض لغاز سي إس بالإجهاض. وهذا يتفق مع تأثيره على الخلايا الجينية للثدييات حسبما ورد (تغيير غير طبيعي بالكروموسومات).

الـ سي إس هو عبارة عن مركب سيانايد الذي يمكن الكشف عنه في الأنسجة البشرية عند التأيض ( تمثيله غذائيا). وأيضا، عندما يتعرض للنار، فإنه وبلا شك يصدر مركبات السيانايد.

وفقا لمركز الجيش الأمريكي لتعزيز الصحة والطب الوقائي، فإن الـ سي إس يصدر "أدخنة سامة جدًا" عندما يتم تسخينه حتى التحلل، وبتركيزات محددة غاز الـ سي إس هو خطر مباشر على الحياة والصحة. وأفاد المركز أيضا  أن الذين تعرضوا لغاز الـ سي إس عليهم طلب العناية الطبية على الفور.

وفي إسرائيل، أفيد أن غاز الـ سي إس  كان سبب وفاة جواهر أبو رحمة في 31 كانون الأول/ديسمبر 2010، على الرغم من أن قوات الدفاع الإسرائيلية قد شككت في صحة التقرير. وفي مصر، أفيد أن غاز الـ سي إس قد تسبب بوفاة العديد من المتظاهرين بالقرب من ميدان التحرير خلال الاحتجاجات في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وفي أيلول/سبتمبر 2000، كشفت صحيفة الغارديان كيف أن شركة بريطانية، HPP، قد استغلت الثغرات القانونية لتصدير غاز الـ سي إس لشركة أمن خاصة في رواندا، في انتهاك لقانون الجزاءات للأمم المتحدة.
وذكرت صحيفة الغارديان أيضا أنه تم استخدام الـ سي إس مسبقا من قبل ميليشيا الهوتو في رواندا لطرد التوتسيين من المباني قبل إعدامهم.

وفي وقت لاحق، دعت منظمة العفو لحظر تصديره عندما يكون النظام المستورد غير مدرب تدريبًا كاملًا على استخدامه، أو عندما يُظهر استخدامًا "مخالفًا لتعليمات الشركة المصنعة".

فقط خمس دول لم توقع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وبالتالي فهي غير ملزمة بالقيود المفروضة على استخدام غاز سي إس وهذه الدول هي:  أنغولا ومصر وكوريا الشمالية والصومال وسوريا.

وأما البحرين فهي من الدول الموقِّعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية واستخدام غاز سي إس فيها يخضع لشروط "المستخدم النهائي" المحدد الذي حددته الشركة المصنعة. ولكن، من الواضح أن هذه الشروط، في البحرين وأماكن أخرى، لا تطبق، ولا هي في الواقع قابلة للتطبيق.
إساءة الاستخدام في البحرين

تم استخدام غاز سي إس على نطاق واسع من قبل الشرطة في البحرين منذ بدء الانتفاضة البحرينية. وقد خلصت لجنة البحرين المستقلة للتحقيق أن الشرطة تستخدم غاز سي إس بكميات غير متناسبة عند تفريق الاحتجاجات، وفي عدد من الحالات، تقوم الشرطة بإطلاقه داخل المنازل الخاصة وبطريقة "غير ضرورية وعشوائية".

وفي أحد الحوادث التي شهد بها المحققون في اللجنة، أطلقت الشرطة "ما لا يقل عن أربع قنابل غاز مسيل للدموع (كل واحدة تحتوي على ست مقذوفات )... من مسافة قصيرة داخل مطبخ وغرفة جلوس أحد المنازل".

وفقا لنشطاء المعارضة وأسر المتوفِين، فقد قتل ما لا يقل عن 54 شخص نتيجة استخدام غاز سي إس منذ 25 آذار/مارس 2011.  وقيل إن بعضهم توفي نتيجة إطلاق أسطوانة غاز سي إس على سرعة عالية من بندقية معدلة. ويقال إن معظهم قتلوا نتيجة استنشاق الغاز.

ويتم استخدام غاز سي إس بانتظام في الليل بهدف خنق القرى ويتم إطلاقه بشكل متكرر مباشرة  داخل المنازل. ولكن الأطفال والمسنين والمعوقين الذين يصعب عليهم الهروب من التركيزات العالية جدًا من السم هم الأكثر عرضة لخطر الموت. والنساء الحوامل يعانين من حالات الإجهاض بعد تعرضهن للتركيزات العالية للغاز.
المواد والأساليب

ومن أجل التأكد من أن السلطات في البحرين تستخدم غاز سي إس وليس الغاز المسيل للدموع البسيط (رذاذ الفلفل مثل رذاذ "أو سي"  ( نباتات الفليفلة) أو توابل فيناسيل كلوريد رذاذ "سي إن"، تم أخذ عينات من عدة أسطوانات من البحرين إلى كلية ترينيتي في دبلن وتحليلها.

وقد تم اختبار وتحليل خمس عينات، تحتوي على 1 إلى 5,1 غرامات من المسحوق الأخضر أو البيج.  وتم استخراج حوالي 500 ملغرامات من كل عينة باستخدام مادة الميثانول الباردة ( 20 ملغرام) خلال ساعة واحدة.

تم تصفية المستخرج وتبخيره على ضغط منخفض (درجة حرارة الحمام 40 درجة مئوية) لانتاج كمية كبيرة من مادة صلبة لونها أبيض فاتح تتبلور من المحلول كلما تم تخفيض حجمه. وتم فحص جميع المستخلصات التي تم الحصول عليها من العينات الخمس  باستخدام تقنية قياس الطيف الكتلي في اكتشاف الآثر الإلكتروني جي سي عالي الدقة.

وأكدت التحاليل وجود جزيئات الأيون  بوزن  188.0135 بالضبط تماشيا مع تلك التي تم احتسابها بـ C10H5N2Cl. وتم تطبيق تقنية طيفية مختلفة ثانية مرة أخرى لتأكيد التشخيص الهيكلي لهذه الجزيء.

تم فحص المستخرجات بواسطة التحليل الطيفي أن أم أر ذات حقل عالي في محلول سي دي سي 13 وتمت مقارنة الأطياف المستخرجة مع الأطياف المنتشرة لغاز سي إس 2-chloro benzylidenemalononitrile.

تم الحصول على طيف 600MHz 1H NMR  مماثل لتلك التي نشره غاز سي إس الأصلي. هذه التحليلات تبين بوضوح أن قنابل الغاز المسيل للدموع التي استخدمت على نطاق واسع في البحرين تحتوي على المادة الكيميائية    2-chlorobenzylidene malononitrile او غاز سي أس.

وقد تم استيراد الآلاف من قنابل الغاز المسيل للدموع في البحرين، وبعضها كتب عليها من الخارج ما يؤكد مصادرها.

وفي الآونة الأخيرة، تم إزالة العلامات الخارجية بشكل غير قانوني لانكار هذا الاحتمال. وقد تم تحديد قنابل مستوردة من شركات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وكوريا.

وهكذا نستنتج أنه يتم استخدام مادة الـ سي إس كسلاح كيميائي فتاك ضد السكان المدنيين في البحرين. وهي على هذا النحو، عشوائية وتشكل نوعًا من العقاب الجماعي للسكان. وأيضا نتفق مع  دعوة سابقة لمنظمة العفو الدولية في حظر تصدير غاز سي إس إلى البلدان والأنظمة التي يستخدم فيها غاز سي إس كسلاح هجومي ووسيلة للعقاب الجماعي.

18 شباط/فبراير 2013 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus