تصريحات حكومية متناقضة صدرت في وقت قياسي للتنصل من مسئولية قتل الشهيد محمود الجزيري

2013-02-22 - 3:47 م

مجموعة من أطفال القرية يجلسون بالقرب من مكان سقوط الشهيد محمود الجزيري


مرآة البحرين (خاص): استنفرت السلطات كل أجهزتها اليوم للتعليق على حادثة مقتل الشهيد محمود الجزيري (20 عاما)، وأصدرت 3 جهات حكومية بيانات متناقضة عن حادثة الجزيري الذي قتل إثر إصابته بقنبلة غاز أطلقت على رأسه بشكل مباشر، في احتجاجات بمنطقة "الديه" الخميس الماضي.

وبدت السلطات في ارتباك كبير حيال حادثة الوفاة التي تعد الثالثة منذ تجدد الاحتجاجات الجماهيرية المناوئة للنظام، على وقع ذكرى انطلاق الثورة في 14 فبراير/شباط 2013.

وحاولت الجهات الحكومية التنصل من مسئوليتها عن الحادثة، رغم مقاطع الفيديو المصورة لها، ورغم ما أفادت به عائلة الشهيد في محضر التحقيق بمركز الشرطة، وكان مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع قد بيّن بوضوح استهداف الشهيد بطلقة مباشرة في رأسه من قبل أحد عناصر المرتزقة التي كانت تقمع الاحتجاجات في منطقة "الديه" (إحدى ضواحي العاصمة القريبة من دوار اللؤلؤة) بشكل عنيف جدا، ما أدى أيضا إلى استشهاد الشاب "حسين الجزيري" في اليوم ذاته.

وعصر اليوم، نقلت وكالة أنباء البحرين تصريحا عن مدير عام شرطة محافظة العاصمة قال فيه إن التحريات التي قامت بها الشرطة، تشير إلى أن الجزيري كان قد أصيب وعولج في مكان مجهول بتاريخ 14 فبراير 2013 وذلك قبل 24 ساعة من وصوله المستشفى، وأن هناك تأخيرا في قضية إسعافه، زاعما  أن الأجهزة المختصة لا زالت تواصل أعمال البحث والتحري للكشف عن ملابسات الواقعة وظروف حدوثها.

وبعد حوالي الساعة، نشرت الوكالة تصريحا لرئيس النيابة العامة ورئيس وحدة التحقيق الخاصة نواف عبد الله حمزة، ادعى فيه أن الوحدة تباشر التحقيق في واقعة إصابة محمود الجزيري، وذلك منذ أن تم إخطارها بوصوله للمستشفى، مصاباً بالرأس بصحبة شقيقه، وزعم حمزة أن شقيق الشهيد أفاد المستشفى وقتئذٍ بأن تلك الإصابة قد حدثت نتيجة السقوط أرضاً داخل دورة المياه بالمسكن، وبأن شقيقه المصاب يعاني من مرض السكلر.

 
اضغط لتكبير الصورة

إلا أن حمزة أكد أن وحدة التحقيق قد عرض عليها في ذلك الوقت محضر شرطة متضمناً أقوال شقيق الشهيد، والذي "سرد فيها رواية مغايرة عن تلك التي أفاد بها المستشفى، حيث قرر بأن مجهولين ملثمين أحضرا إليه شقيقه مصاباً على الحالة التي أدخل بها المستشفى".

وأشار إلى أن الوحدة قد استدعت شقيق الشهيد "لسماع أقواله بشأن الواقعة بغرض الوصول إلى حقيقتها وإزالة الغموض الناتج من تضارب رواياته، إلا أنه لم يحضر في الموعد المحدد".

وقال حمزة إن الطبيب الشرعي المنتدب لفحص الجثة قد أفاد بوجود خياطة قديمة مكان الإصابة المشاهدة برأس الشهيد، فيما أرجع الطبيب سبب الوفاة إلى إصابة رضية جسيمة بيسار الرأس أحدثت كسر في الجمجمة ونزيف دماغي أدى إلى وفاته رغم التدخلات الجراحية وإزالة جزء من عظام الجمجمة، وبناء على ذلك قال حمزة إنه "تم التصريح لذوي المتوفى بدفن الجثة".

ودعا رئيس النيابة كل من لديه معلومات تفيد التحقيق بالتقدم إلى الوحدة للإدلاء بها من أجل بلوغ الحقيقة والوقوف على ظروف وملابسات الواقعة. 
وفي الوقت ذاته، صدر بيان آخر عن وزارة الصحة، لتدلو بدلوها هي الأخرى عن الحادثة، وحوى البيان العديد من المزاعم التي جمعت معلوماتها في وقت قياسي، وفي يوم عطلة رسمي.

وكان البيان قد صدر بعد عدة تصريحات لإحدى الطبيبات التي تتابع مجريات الأحداث في مستشفى السلمانية، وتنقلها عبر حسابها في "تويتر"، حيث قالت الطبيبة إن وزارة الداخلية تتحمل مسئولية قتل الشهيد، إلا أن أخطاء في العلاج أدت أيضا إلى تدهور حالته، في حين كان بالإمكان تجنبها.

وأضافت الطبيبة إن هذا النوع من الإصابة يستلزم إدخال أنبوب التنفس الاصطناعي والتخدير الكامل لحماية خلايا المخ منذ البداية، إلا أن هذا لم يحدث، كما أشارت إلى تأخر إجراء العملية الجراحية إلى أن تضاعفت حالة الشهيد بإصابة ثانوية للمخ من الجهة اليسرى.

وقال بيان وزارة الصحة إن الشهيد قد دخل مجمع السلمانية الطبي يوم 15 فبراير 2013م، حيث كان يشكو من دوار ودوخة وجرح في الرأس، زاعما أن ذلك كان بسبب "سقوطه في حمام المنزل كما أفاد ذويه. وأنه مصاب بفقر الدم المنجلي "السكلر".

وقالت الوزارة إن ذوي الشهيد أفادوا أنه عولج في مركز سترة الصحي قبل يوم من إحضاره لمجمع السلمانية الطبي، إلا أنها زعمت أنه بعد التدقيق والبحث في سجلات جميع المراكز الصحية والمستشفيات تبيّن عدم مراجعته أي من المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.

وفي محاولة للتملص من المسئولية، قال البيان إنه بعد "إتمام الفحص تبيّن وجود إصابة في الرأس عبارة عن جرح قطعي، كما تبيّن أن العلاج المقدم "خياطة الرأس" لم تتم بشكل حرفي من طبيب متخصص".

وأضاف أنه "تم عمل الفحوصات اللازمة والأشعة، حيث تبيّن وجود كسر في الجهة اليسرى من الجمجمة مع وجود نزيف في الرأس، وعلى إثر ذلك تم نقله على الفور إلى غرفة العمليات لإجراء عملية له واستخراج دم النزيف".

وانتهى البيان إلى أنه بحسب إخطار الوفاة "تبيّن أن سبب الوفاة هو كسر في الجهة اليسرى من الجمجمة مع وجود نزيف وإصابة شديدة في المخ، كما أن عدم عرضه على طبيب متخصص لأكثر من 24 ساعة كان له الأثر في تدهور حالته، إضافة إلى عدم تلقيه العلاج "خياطة الرأس" بشكل مهني متخصص داخل مراكز ومستشفيات رسمية معتمدة مما كان له الأثر السلبي ايضا على صحته وتدهورها".
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus