مرآة البحرين (خاص): أحد مظاهر السلطة الشمولية، قرار وزارة الصناعة والتجارة رقم (26) لسنة 2013 بـ"حظر استيراد أقنعة الوجه (Revolution Mask) أو  ما يشبهها من أغطية الوجه". 

 

منذ 14 فبراير، والسلطة توغل في نزع أقنعتها التي كانت تخفي تحتها ممارساتها الاستبدادية الشمولية، تتدخل في كل شيء، حد التدخل  في المقابر التي يدفن فيها ضحاياها من المواطنين، فجثة الشهيد محمود الجزيري، مازالت محتجزة، لأن الجهاز الأمني للسلطة يريد أن يفرض على أهله المقبرة التي سيدفنون فيها شهيدهم.

 

منذ هدمت السلطة دوار اللؤلؤة وهي تلاحق أشباح الرموز، لقد انبثقت من دوار اللؤلؤة آلاف الرموز الثورية، (شهداء، نُصُب، جدران، أماكن، شخصيات، تورايخ، أحداث، نغمات، صوايات، كلمات). القناع الذي حظرته السلطة، هو رمز لثائر في الفيلم الأمريكي الشهير V for Vendetta الذي عرض في 2006.V هو رمز لاسم الرجل، الذي يطلق ثورة في بريطانيا في العام 2030. يتخذ هذا "البطل" لنفسه قناعاً لا يخلعه أبداً كجزء مركزي من رمزية الفيلم. 

يتحرر الناس في الفيلم من الخوف، فيخرجون للميدان العام كما فعل البحرينيون في 14 فبراير. لم يحررهم بطل الفيلم، كان المحرر هو الرمز V. القناع ليس شيئاً لتمنعه وزراة الصناعة والتجارة، كما أن الدوار ليس شيئا لتهدمه وزارة الدفاع. الرمز لا يُمنع ولا يُهدم ولا يقبض عليه، الرمز مكانه في العقل والقلب والمخيلة.

 

الخطأ الذي تقع فيه كل السلطات الدكتاتورية، أنها تظن أن عدوها شخص أو قناع أو نصب أو مجموعة أشخاص أو شرذمة، تظل تكابر أن الشعب معها وضدها الشواذ من الناس. تظل تلاحق أوهاماً، وتكابر على حقيقة أن عدوها هو الشعب.

 

في نهاية الفيلم يسأل رئيس شرطة سكوتلاند يارد الفتاة Evey عن هوية صديقها V، فتجيبه "لقد كان كل واحد منا".

لماذا تخاف السلطة قناع V؟ لأنها تخاف كل واحد منا.