نشطاء يدشنون قريباً فيلما وثائقيا عن نبيل رجب

2013-02-26 - 9:32 ص


مرآة البحرين (خاص): تعتزم مجموعة من النشطاء الحقوقيين والسياسيين البحرينيين تدشين فيلم وثائقي عن الناشط الحقوقي البحريني المعتقل نبيل رجب، رئيس "مركز البحرين لحقوق الإنسان" يروي سيرته الذاتية ومسيرته، في إطار حملة تضامنية واسعة تحت عنوان "كي لا ننسى ـ Don't "Forget Nabeel Rajab تطالب بالإفراج عنه من دون قيدٍ أو شرط، وذلك قبل قرار جلسة محكمة التمييز في قضيته بعد نحو شهرين من الآن.

وقد بدأ النشطاء حملة تحشيدية على شبكة التواصل الاجتماعية باللغتين العربية والانكليزية تتناول هذه الشخصية الحقوقية الكبيرة، وتتضمن دوره في نشر وتعميم الثقافة الحقوقية والديمقراطية وترسيخها في أعمق أعماق الجماهير.

وعلمت "مرآة البحرين" إن الفيلم يتناول سيرة رجب منذ طفولته حتى اعتقاله ومحاكمته وسجنه ظلماً لمدة ثلاث سنوات على خلفية تغريدة على حسابه الخاص على "تويتر".

ومن المقرر أن يعقد نشطاء حقوقيون وسياسيون مؤتمراً صحافياً في "الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان" بداية مارس/آذار المقبل يتناول تدشين الفيلم والحديث عن آخر المستجدات حول انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وفيما يلي نص "كلام صور" ما احتواه فيلم (كي لا ننسى):

برفقة نبيل رجب، سترى كيف تكون خارج الطائفة، خارج الإيديولوجيا، خارج التحزُب، داخل الإنسانية وحقوقها العالمية. هذا الرجل يرويك ويروي عنك، ستعرفه صفحة للبياض الأول.. رقيق كالماء، لكنه صلب كالحديد.

برفقته، ستعرف لماذا يرفع هذا الحقوقي العالمي شارة النصر في كل مكان حيث توجد الجماهير، ولماذا تحيته "صموووود"، فهو يعنيهما، صوره ترفعها قبضات جماهيرنا الممدودة للحياة.

برفقته، ستعرف كيف ولماذا يدين طواحين الدم ومذابح الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية والجماعات الدموية التكفيرية على حدٍ سواء من دون انحياز إلى أي فريق من الفريقين، أنظمة كانت أم جماعات إرهابية. يصدر بيانات حقوقية مهنية دقيقة ومتوازنة بمنحى إنساني للثقافة الحقوقية الحديثة.

حين ترافقه، ستعرف كيف يتقدم الصفوف، كيف يُحرض على التفكير لتعميم ثقافة حرية التعبير والحقوق الإنسانية العالمية، ستعرفه كيف يقول كلمته ولا يمشي. نبيل، ابن المنامة (49 عاماً)، أبو آدم وملك وزوجته سمية، هو الآن في السجن يدفع ضريبة مواقفه الشجاعة، كما كان يدفعها من قبل، لكنه بيننا ثورة عارمة في المنامة، في ميادين قرى ومدن وكل الزوايا في أوال الحبيبة، من بحرها إلى بحرها وفوق اليابسة.

نشاط نبيل رجب الحقوقي الذي أوصله إلى العالمية، حتى غدى من الشخصيات العشر العالمية المؤثرة في الرأي العام الدولي، لم يكن طارئاً، فكان نشط في عمله الحقوقي منذ أن كان في السادسة عشرة حيث أكمل دراسته الجامعية في العلوم السياسية في جامعة بونا في الهند التي تخرج منها عام 1988.

وفي الأعوام التي سبقت 2001، قرر مع زملائه الحقوقيين تأسيس "مركز البحرين لحقوق الإنسان" سراً، وبعدها خرج إلى العمل العلني عام 2001 بعد تصريح للملك حمد بن عيسى آل خلفة، وعمل مع رفيق دربه الناشط الحقوقي المعتقل عبد الهادي الخواجة في قيادة المركز الحقوقي الذي عُرف بمهنية تقاريره الحقوقية على المستوى العالم كله.

ومن أبرز محطات نشاطات نبيل رجب الحقوقية، إلى جانب دفاعه عن حقوق المرأة وعن العمل وجميع من انتهكت حقوق إنسانيتهم، تبنى الدفاع عن معتقلي غوانتنامو بين عامي 2004 و2006، من دون النظر إلى جنسهم أو دينهم أو مذهبهم وجنسياتهم أو عقائهم السياسية.

وفي عام 2005 تم إيقاف عبد الهادي الخواجة ونبيل رجب خارج البرلمان وتم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح في الشارع ومن ثم اعتقالهم.

ومنذ اندلاع ثورة اللؤلؤ في 14 فبراير/شباط 2011 كان نبيل رجب من أشهر الناشطين محلياً وعالمياً، وفي وسائل الاعلام والصحافة ومن بين أشهر نشطاء العرب الحقوقيين عبر الانترنت، ولديه أكثر من 190 ألف متابع على حسابه على "تويتر"، وشارك في احتجاجات دوار اللؤلؤة مدافعا عن حق الناس في التعبير السلمي كحق عالمي.

ومنذ المجزرة الثانية في "ميدان الشهداء" يوم 15 مارس/ آذار وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وقمع الحريات والزج بالآلاف من معتقلي الرأي في السجون والمعتقلات تحت ذرايع ما سُمي بحالة "السلامة الوطنية"، ظل نبيل رجب كجل شامخ يقاوم الصعاب مدافعاً عن حقوق المظلومين، ومناصراً قوياً للمنتهكة حقوقهم وأعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم الخاصة موجهاً نقده الشديد لهذه السياسات المجنونة التي يمارسها رأس النظام ومن لف لفه، داعيا الجماهير إلى استمرار الاحتجاجات والتظاهر لنيل حقوقهم المشروعة، مركزاً في دعواته للتظاهر في المنامة وفي كل المناطق.

وفي 20 فبراير/شباط 2011 تم اعتقال نبيل رجب والاعتداء عليه بالضرب واقتيد معصوب العينين إلى مركز التحقيقات لمدة ساعتين ومن ثم تم الإفراج عنه. وفي اليوم التالي تم الاعتداء على منزله في بني جمة بالقنابل للمسيلة الدموع ما أدى إلى اختناق والدته. وكثفت الأجهزة الأمنية حملة التضيق عليه لثنيه عن عمله الحقوقي، لكنه أبى أن ينالوا من عزيمة في مكافحة انتهاكاتهم المستمرة والمتواصلة، حين نال اعجاب العالم المحب للحرية والسلام والديمقراطية فحصل على شهادات تقديرهم له وجوائز عدة من منظمات حقوقية عالمية على خلفية نشاطه الحقوقي ودفاعه عن حقوق الانسان في البحرين، ومنها ايون داثيو للديمقراطية.
 
فقد كان نبيل رجب شاهداً وراصداً للكثير من حلات الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية، في الجيش والداخلية والحرس الوطني وقوات "درع الجزيرة"، إذ حظيت تقاريره الحقوقية بمصداقية مهنية ونالت تقدير منظمات عالمية كبيرة وعلى رأسها منظمة "العفو الدولية".

في 1 يونيو/حزيران 2011 تعرض نبيل رجب لاعتداءات جسدية من قبل مرتزقة النظام أثناء مشاركته في مسيرة المنامة، فيما سقطت وزارة الداخلية لسخرية الجماهير التي نفت مسؤوليتها عن الاعتداء عليه، مشيرة إلى أنها "رأت أحد الأفراد مستلقيا على الأرض".

وقبل الذكرى السنوية الأولى لثورة اللؤلؤة، عاد نبيل رجب مع أسرته إلى "دوار اللؤلؤة"، وفي بداية إبريل/نيسان 2012 استجوبته السلطات الأمنية لساعات بسبب مشاركته في احتجاجات معارضة للحكومة، ودعوته إلى الآخرين إلى الإنضمام إليها.

وعلى حسابه الخاص على "تويتر" كتب نبيل رجب بتاريخ 6 إبريل /نيسان 2012 أنه سيرفض المثول أمام أية محكمة، قائلاً إن النظام القضائي في البحرين "يفقد الاستقلالية والعدالة"، حيث استجوبته السلطة مجدداً بتهمة "إهانة هيئات حكومية". وفي مساء الخامس من مايو/ أيار 2012 اعتقل من مطار البحرين بعد عودته من بيرو، ومثل أمام المحكمة في السادس عشرة من الشهر نفسه  وأمر المدعي العام  بتجديد اعتقاله أسبوعا، فيما أدانت منضمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" اعتقاله وطالبت بإطلاق سراحه.

وأفرجت السلطات عنه في 28 مايو فتحدث إلى وسائل الإعلام عن الانتهاكات المستمرة للأجهزة الحكومية، وفي 6 يونيو أعادت السلطات اعتقاله بتهمة "إهانة أهالي المحرق" ودعوته إلى "مسيرات غير مرخصة"، حيث حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، "وكل ما في الأمر تغريدة".

وفي محكمة الاستئناف، تمت تبرئته من "سب أهالي المحرق" ولديه حالياً قضيتين خما "التجمهر" و"الدعوة إلى "التجمهر" تم تخفيف الحكم فيهما بالسجن سنتين . وبعد مكوث نبيل في السجن 4 أشهر توفيت والدته فأضرب عن الطعام لكي يسمح له بالمشاركة في مراسم عزاء والدته، فكان له ما أراد ولخاله الناشط السياسي المعتقل "برويز" ليوم واحد فقط  بتاريخ 4 أكتوبر/تشرين الأول 2012.

أعادت السلطات الأمنية نبيل رجب إلى للسجن بعد يوم واحد من وفاة والدته التي كان متعلقا بها كثيرا، ومضى على اعتقاله 9 شهور حتى الآن. وقد تضامن العديد من المنظمات الحقوقية معه وطالبت الافراج عنه وتطبيق ما توصيات بسيوني وجنيف بالافراج عن معتقلين الرأي السلميين ومنهم عبد الهادي الخواجة ونبيل رجب و"الرموز" والمعتقلين، لكن السلطة ما زالت تصم آذانها عن ذلك.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus