اضطر إلى الاختباء ولكنه ما زال يتحدث بجرأة

2013-02-27 - 12:31 م



عبد الغني الخنجر*، ميدل إيست فويسز/منقولة عن هيومن رايتس فرست
ترجمة : مرآة البحرين

منذ عامين وأنا مختبئ. سجنتني حكومة البحرين من آب/أغسطس 2010 إلى شباط/فبراير 2011، وكان من الواضح بأنهم سيعتقلونني من جديد، ولذا ذهبت إلى مكان خفي. ذلك ليس بالهين - فأنا متزوج ولي ولد عمره 10 سنوات، وأنا واقع دائما تحت خطر الاعتقال - ولكني سأستمر بالمشاركة في النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية في بلدي من مكان اختبائي.

في شباط/فبراير 2011، في نفس الشهر الذي أطلق فيه سراحي من السجن، انتفض الآلاف من البحرينيين للمطالبة بحقوقهم. رد النظام الملكي بالعنف والقمع، النار أطلقت على المتظاهرين السلميين واعتُقِل وسُجن عددٌ كبيرً من الناشطين.
أنا أنضم إلى لجنة مناهضة للتعذيب، قضية أدركها جيدًا فأنا نفسي تعرضت للتعذيب في السجن. الحكومة تستخدم التعذيب بشكل روتيني. وقد قتل كثير من الناس في الحجز.

أمام محكمة عسكرية في أيار/مايو 2011، أدنت غيابيًا، بسبب، كما يزعمون، محاولتي المشاركة في قلب نظام الحكم وحكم علي بالسجن  15 عاما، وقد أكدت محكمة مدنية في وقت لاحق هذه العقوبة. وأدين عشرون ناشطًا آخرين من بينهم عبد الهادي الخواجة، وحسن مشيمع، وإبراهيم شريف، وعبد الوهاب حسين، وغيرهم. ثلاثة عشر منهم في السجن ولا يبعدون كثيرًا عن مكان اختبائي.

يقول الناشط البحريني عبد الغني الخنجر :" بلدنا صغير وقليل من يهتم بقضيتنا..... ولكنا نزلنا إلى الشارع، لقد ذقنا قليلا من طعم الحرية ولا عودة إلى الوراء". 

ستتواصل الاحتجاجات، لن تتوقف أبدًا. كل ليلة أسمع الشرطة وهي تهاجم الناس بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وقنابل الصوت. مرت سنتان على الاحتجاجات والإصلاح لا يزال بعيد المنال. الأسرة الحاكمة لا تزال تسيطر على البلاد، ورئيس وزرائنا هو أكثر من خدم في هكذا منصب -41 عاما-  وهو لم يتم انتخابه أبدًا. انه عم الملك.

نفتقر كثيرا إلى إدانة أو نشاط من اللاعبين الدوليين المؤثرين. صدقوني، لقد لاحظ الناس هنا ذلك. على الرغم من  ضغط جماعات حقوق الإنسان على الحكومة الأمريكية بشأن قضيتنا إلا أننا لم نرَ سوى ازدواجية المعايير من إدارة أوباما، التي أدانت وبقوة قمع المتظاهرين السلميين في بلدان أخرى من الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية هنا وكثيرًا ما تعلن جهارًا بأن البحرين لا تزال حليفًا عسكريًا مهما.

في الأسبوع الماضي، في 14 شباط/فبراير، احتفلنا بالذكرى الثانية للانتفاضة. ملك البحرين بدأ مؤخرًا بجولة أخرى من "الحوار" الفارغ. لقد كان لدينا حوار مشابه في تموز/يوليو 2011، وكان مجرد استعراض. ما نحتاجه  هو وقف هجمات الشرطة، وإنهاء المحاكمات السياسية، والإفراج عن قادة المعارضة والنشطاء الذين أدينوا معي وعن أكثر من ألف من المعتقلين السياسيين.

يجب تقديم المسؤولين الكبار في الحكومة الذين يتحملون مسؤولية إصدار الأوامر أو التغاضي عن التعذيب إلى العدالة - وهو الشيء الذي يجب على الولايات المتحدة ودول أخرى أن تطالب به بوضوح وبصوت عال. فمن الصعب أن نتخيل مفاوضات سياسية حقيقية مع استمرار الانتهاكات.

أنا لا أعرف كم من الوقت سوف أبقى في الخفاء. إنه لشعور غريب بأن أبقى في غرفة لمدة سنتين، لا أتمكن فيها من استشعار حرارة الشمس أو الحصول على بعض الهواء النقي، أو أن أتنقل لأكثر من بضع أمتار من الجدار إلى الجدار، ولكن الوضع السياسي من المستبعد ان يتغير في وقت قريب. المتظاهرون السلميون لا يثقون بأن المجتمع الدولي يهتم حقا بمحنتهم.

بلدنا صغير وقليل من يهتم بقضيتنا. بالنسبة للبعض، انتفاضتنا متعبة. ولكنا نزلنا إلى الشوارع، وذقنا قليلًا من طعم الحرية ولا عودة إلى الوراء. ففي الشوارع، في المحاكم، حتى في الخفاء، سوف ننتفض.

*عبد الغني الخنجر هو ناشط حقوقي بحريني منضم إلى لجنة وطنية لمناهضة التعذيب محظورة من قبل الحكومة في المملكة. وقد أفادت الأنباء بأنه يعيش مختبئًا في البحرين منذ شباط/فبراير 2011.

21 شباط/فبراير 2013 



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus