مرآة البحرين (خاص): اشارت بعض الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم إلى قرارعائلة الشهيد محمود الجزيري دفن جثمانه اليوم بعدما احتجزته الجهات الامنية 11 يوماً ، فيما اشارت معظم الصحف الخليجية المؤيدة للنظام إلى جلسة الحوار السادسة الاربعاء، وإلى مواقف وتصريحات وزراء الداخلية والخارجية وشؤون الاعلام التي تتهم إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين.

وقد تحدثت صحيفة "السفير" اللبنانية عن دفن الشهيد محمود الجزيري اليوم وقالت أن عائلة الجزيري الذي قضى بعد تعرضه لطلق عبوة غاز مسيلة للدموع مباشرة أسفل جمجمته، قررت دفنه اليوم الثلاثاء، بعد أن احتجزت الجهات الأمنية جثته لأحد عشر يوما.

ونقلت الصحيفة اللبنانية عن والدة الجزيري "أشكي حالي لله، قتلوا ولدي، واحتجزوا جثته، هل يعقل أن يكون معتقلا وهو ميت؟ أي شرع وأي دين"، مضيفة "فديت محمود للوطن، وفديته للدين والكرامة والعزة، أعتز بأن يكون ابني شهيدا".

وقالت عائلة الجزيري بالأمس، في بيان لها، أن قرار الدفن جاء "لما فيه مصلحة الوطن قبل كل شيء، وما فيه زوال حزن كبير على العائلة وخصوصاً والدة الشهيد"، حيث "قررنا تشييعه الثلاثاء بجزيرة النبيه صالح"، واصفة قتله وإبقاء جثته كل هذا الوقت بـ"غياب المشاعر والضمير لدى الجهات الرسمية".

وأشارت "السفير" إلى أن "جمعية الوفاق" وصفت احتجاز الجثة بأنه "غير إنساني ويفتقر لأبسط المشاعر الآدمية، بعد أن قامت السلطات بقتله، في جريمة وثقتها الكاميرات عندما وجهت القوات أسلحتها لرأسه بشكل مباشر وسقط على الفور".

من ناحيته كان النائب في البرلمان البحريني علي شمطوط قد اعتصم أمس أمام مجلس النواب وحيداً، حاملا صورة الجزيري مطالبا بإطلاق سراح جثته.

إلى ذلك اشارت السفير إلى أن السلطات البحرينية افرجت أمس، عن طفلين يبلغان من العمر 11 عاما، بعد اعتقالهما أربعة أيام، من منطقة الدير، شرقي المنامة، بعد أن وجهت لهما تهمتي احراق إطارات والاشتراك في تجمهر، وتم تحويلهما للنيابة العامة، التي أوقفتهما على ذمة القضية لمدة 5 أيام، ثم حولتهما الى مركز رعاية الأحداث. وقد عرضا بالأمس على قاضي محكمة الأحداث الذي أمر بإطلاق سراحهما.

وكان طفل ثالث اعتقل الأسبوع الماضي، وطلب منه الإدلاء بأسماء آخرين بالتهم الموجهة على أن يطلق سراحه، بحسب أحد ذوي المعتقلين، وقد أعطى أسماء زملائه وأصدقائه ومن في عمره، وقد أُرسلت دوريات إلى منازلهم لجرّهم إلى مركز الشرطة، حيث تم التحفظ عليهم.

من جهة ثانية قالت صحيفة "الاخبار" أن منتدى البحرين لحقوق الإنسان اعتبر أن استمرار تنفيذ سياسة الإفلات من العقاب يؤصل الممارسات الخارجة عن القانون في الأجهزة الأمنية للدولة، وقال إن منهج عدم محاسبة كبار المسؤولين المتورطين بارتكاب الانتهاكات يعقّد فرص الإصلاح والحل السياسي الحقيقي.

وأكد المنتدى في بيانه أنه جرت ترقية مسؤولي الأجهزة الأمنية البحرينية المتورطين بانتهاكات فظيعة بعد صدور تقرير بسيوني دون أن تجري محاسبتهم حتى الآن. ولفت إلى أن وفد منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي زار البحرين أخيراً، أشار إلى استمرار سياسية الإفلات من العقاب للمسؤولين في وزارتي الداخلية والدفاع، وأن التحقيقات التي أجرتها الداخلية البحرينية لم تثبت تورط أي مسؤول في الأمن بالانتهاكات، ما يثير التساؤلات عن استمرار منح الحصانة للمتسببين بالانتهاكات.

من ناحيتها، اشارت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية المؤيدة بشدة للنظام البحريني أن جلسة سادسة للحوار ستبدأ يوم الاربعاء حيث يبدأ المشاركون مناقشة أجندة الأعمال، وهي المرحلة الثانية بعد الانتهاء من مناقشة آليات الحوار.

وقال المتحدث باسم حوار التوافق الوطني عيسى عبد الرحمن  لـ"الشرق الأوسط" إن إدارة الحوار تلقت عددا من الأوراق منذ بدء جلسات الحوار، وعلى ضوئها سيتم إعداد مسودة لأجندة الأعمال يتم طرحها على جلسة يوم الأربعاء.

ولفتت الصحيفة إلى أن مسألة الحكومة تعد واحدة من العقبات التي تواجه استمرارية الحوار، حيث يرفض ائتلاف الجمعيات فكرة مناقشة حكومة منتخبة، ويعتبر أحمد جمعة رئيس الائتلاف المحاصصة الطائفية نتيجة حتمية لحكومة منتخبة في مملكة البحرين، وقال: "هناك مواد دستورية كفلها الدستور البحريني يمكن الاعتماد عليها في تطوير شكل الحكومة".

في الجهة المقابلة أكد جميل كاظم القيادي في جمعية الوفاق أن المعارضة تطرح فكرة حكومة انتقالية تنفذ ما تقترحه المعارضة، وهي "عدالة انتقالية" وتتولى تطبيق مخرجات حوار التوافق الوطني وتوصيات لجنة بسيوني ومقررات مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان، وتهيئ للانتخابات التشريعية المقبلة.

وأضافت الصحيفة السعودية أن الطروحات تنبئ بأن الحوار سيستمر لفترة أطول لأنه يقوم على مبدأ التوافق، وكذلك لأن هذه الطروحات تمثل نقاط التشابك بين فريق المعارضة الذي تمثله الجمعيات السياسية الخمس التي تشارك في الحوار، وفريق الحكومة الذي يمثله ثلاثة وزراء على رأسهم الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشخصية الحكومية التي تقود الحوار، ومعه كما يبدو فريق ائتلاف الجمعيات.

إلى ذلك ، اجرت صحيفة "الشرق الاوسط" مقابلة مع وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية، سميرة إبراهيم بن رجب، وقالت فيها  "أن إيران ليست لها أي مصداقية إعلامية في أخبارها تجاه البحرين، لأن لها مطامع في المملكة البحرينية وأهدافا ثقافية وسياسية وتاريخية قديمة. واضافت أن" إيران تعتقد أنها من خلال الهيمنة على البحرين سيكون لها مدخل على منطقة الخليج والجزيرة العربية"، مشددة على أن البحرين ضحية إيران وضحية المشروع الإيراني في المنطقة. وأضافت "نتمنى أن يستدرك العالم الغربي العداء الإيراني للبحرين".

وعن وضع الإعلام في البحرين قالت بن رجب إن البحرين مقبلة في هذه المرحلة على أعلى مستوى من القوانين الإعلامية في شأن الحريات، وإنهم بصدد إنشاء هيئة منظمة للشأن الإعلامي.  وتابعت الوزيرة إن «قصور المنظومة الإعلامية عموما يؤدي إلى نتائج سلبية في المنطقة، ومصالحنا تتضرر، فنحن بحاجة إلى أن نرفع هذه المنظومة إلى مستويات تخدم مصالحنا".

وفي سياق غير بعيد ، قالت "الاخبار" اللبنانية و"السياسة" الكويتية أن وزيرا الخارجية والداخلية البحرينيان شنا أول من أمس، من أماكن مختلفة، هجوماً لاذعاً على إيران وحزب الله، واتهماهما بتدريب وتمويل ما يُسمى "خلية الإمام" ، التي أُعلن عنها قبل أيام، من أجل شنّ اعتداءات على أهداف خليجية وأميركية في الخليج.

وقال وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، إن الخلية، التي أُعلن اعتقال أفرادها قبل أيام بتهمة التخطيط لهجمات، تدربت في مركزين يعودان للحرس الثوري في إيران ولحزب الله في العراق، وتلقت تمويلاً يصل إلى 80 ألف دولار.

وقال وزير الداخلية، في لقاء مع عدد من رجال الدين ورؤساء تحرير الصحف وشخصيات عامة، إنّ هدف الخلية كان "إقامة تنظيم مسلّح، وقد جرى التدرب على استخدام أسلحة متفجرات بانتظار ساعة الصفر، التي تتحدد من الخارج". مضيفاً أنه "بناءً على المعلومات التي توافرت عندنا، كانت المواقع المستهدفة حيوية ورسمية أو أهداف ومنشآت أميركية أو استهداف إحدى الشخصيات في البحرين".

بدوره، قال وزير الخارجية خالد بن محمد آل خليفة، خلال مؤتمر صحافي في اجتماع الدورة الـ 126 لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، إننا "نعاني من إيران ما هو أكثر من النووي". وأضاف أن بلاده أعدّت تقريراً كاملاً عن الخلية الإرهابية التي قبض عليها في البحرين، وعدد من أفرادها في الخارج.

وفي السياق، ذكرت صحيفة "الوطن"، أن وزير خارجية البحرين أطلع نظراءه الخليجيين على ورقة متكاملة عن الخلية، وتتضمن ما تلقته من دعم لوجستي وتسليح، مشفوعة بصور واضحة وأدلة على تورط إيران وحزب الله اللبناني في العملية.

وقالت صحيفة "الرياض" السعودية أن وزير خارجية مملكة البحرين الشي خالد آل خليفة عقد مع نظيره الأميركي جون كيري جلسة مباحثات شملت التطورات التي تشهدها المنطقة العربية وأبرزها تطورات الأوضاع في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط وما تشهده منطقة الخليج العربي من توتر وعدم استقرار بسبب التدخل الإيراني في شؤون دول المجلس التعاون الخليجي إلى جانب الموقف الأمريكي حيال الملف النووي الإيراني. بحسب ما اوردته الصحيفة السعودية.

أما "القبس" الكويتية فقالت أن المجلس الوزاري الخليجي اشاد بكفاءة ويقظة الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين، وكشفها عن خلية إرهابية وعرضها أدلة ومعلومات تثبت تورط جهات خارجية في تأسيس هذه الخلية ومشاركتها في التخطيط والتمويل والتدريب. وأكد دعم دول المجلس ومساندتها لمملكة البحرين في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وضمان سلامة مجتمعها.