خلاف «أجنحة» النظام يعمّق الأزمة في البحرين

2013-03-07 - 1:08 م


مرآة البحرين: على صغر المساحة الجغرافية للبحرين فإن موقعها المحوري بين دول الخليج العربي وإيران، وتركيبتها السكانية التي تجمع بين أغلبية شيعية وأقلية سنية حاكمة تجعلها بلدا ذا طبيعة إستراتيجية بالغة، هذا فضلا عن احتضانها للقاعدة العسكرية البحرية الرئيسية للولايات المتحدة الأميركية في قلب الخليج العربي.

وتعيش مملكة البحرين وضعا سياسيا هشا تتجاذبه احتجاجات الشارع التي لم تهدأ منذ انطلاقها في 14 فبراير/شباط 2011، وخطط الحكومة في إطلاق حوار وطني مع المعارضة لوقف التوتر السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد.

خلافات الأسرة الحاكمة

ويذهب المراقبون إلى أن البحرين، في حال انهار نظام الأسد في سوريا، ستصبح المملكة الوحيدة في منطقة الشرق العربي التي تحكمها طائفة تمثل الأقلية من حيث عدد السكان. ويقول الباحث في "مؤسسة كارينغي للشرق الأوسط" فريدريك ويري "في ظلّ احتمال سقوط الحكومة التي يهيمن عليها العلويون في سوريا، ستصبح أسرة آل خليفة في البحرين قريباً الأقلّية الطائفية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحكم أغلبية لاتكاد تملك رأياً في حكومتها".

وتناقلت وسائل إعلام خليجية أنباء عن خلافات داخل الأسرة الحاكمة في البحرين واستياء أبداه الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعقبه فتح تحقيق في شكوى تقدم بها وزير الديوان الملكي خالد آل خليفة، اتهم فيها ديوان ولي العهد بتزويد صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بمعلومات عن صراع محتدم داخل الأسرة الحاكمة على خلفية التوتر الذي تعيشه البلاد.

وقالت "وول ستريت جورنال"، نقلا عن شخصيات من داخل القصر الملكي، إن "الصراع محتدم داخل الأسرة الحاكمة بين فرعين: جناح أول يمثله الملك وولي عهده وجناح ثان يمثله فرع "الخوالد" الذين تم تهميشهم لفترة طويلة، وتقوم قاعدة سلطتهم على الخط المتشدد في الحركة الإسلامية السنية".

وذكرت الصحيفة أن "الخوالد" تمكنوا خلال السنوات الأخيرة من السيطرة على مؤسسات هامة داخل الدولة منها الأمن والمخابرات والقضاء، وباتوا يشغلون مواقع حساسة في محيط الملك".

وتجسَّد الخلاف بين الجناحين في التعامل مع التوترات التي عاشتها البلاد خلال السنتين الماضيتين، حيث أنه في الوقت الذي مال فيه الملك وولي عهده إلى دعم الحوار مع المعارضة وعرض التسويات معها انصياعا للضغط الأميركي، اختار جناح "الخوالد "مقاربة الاحتجاجات باعتبارها "مشاكل أمنية" تتم تسويتها بوحدات الشرطة والأمن.

وقد يعكس استمرار مواجهات الشارع والفشل المتوالي لجولات الحوار بين الملك والمعارضة النفوذ المتصاعد لـ"الخوالد" داخل الدولة، يقابله توجه من المعارضة نحو التصلب.

القوى الشبابية و"الغضب السني"

ويتابع ويري "تتحدّى القوى الشبابية على الساحة السياسية الشيعية، على نحو متزايد، التأثير التقليدي لرجال الدين الشيعة. فمنذ انتفاضة دوار اللؤلؤة، اكتسبت القوى الشبابية ضعيفة التنظيم أهمية أكبر، ويعود ذلك في جزء منه إلى استخدام تكنولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي".

وفي مقابل هذا التنامي التدريجي لشباب الاحتجاجات، يتنامى الغضب السنّي من النظام بسبب الفوارق الطبقية المتزايدة، يضيف ويري، "فيما الأجنحة المتشدّدة في الأسرة المالكة سَعَت إلى استغلال الشقاق وإعادة توجيهه ضدّ الشيعة. لكن هذه الخطوة استراتيجية خاسرة تؤجّج نار الطائفية في المجتمع البحريني".

المصدر: "فرانس 24"


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus