مرآة البحرين (خاص): شهدت قرى "الديه" و"جدحفص" و"المصلى" احتجاجات عنيفة عصر اليوم، إثر منع قوات الأمن المواطنين من إقامة ختام عزاء الشهيد "محمود الجزيري" في منطقة "الديه" القريبة من "دوار اللؤلؤة" مركز الاحتجاجات التاريخي.

 

ورغم التهديدات الأمنية الخطيرة، انطلقت في "الديه" مسيرة تأبين الشهيد الجزيري، التي دعا لها ائتلاف شباب 14 فبراير، وذلك بمشاركة حشود من الرجال والنساء، رددوا هتافات مناوئة للنظام الحاكم.

 

وكانت جنازة الشهيد قد أثارت جدلا واسعا بعد أن احتجزها النظام 11 يوما لرفضه أن يقام التشييع في منطقة "الديه" كما كانت ترغب العائلة، حيث أفرج عن جثته يوم الثلاثاء الماضي ليدفن في جزيرة "النبيه صالح"، في تشييع مهيب حضره عشرات الآلاف.

 

وأغلقت قوات الأمن جميع الشوارع المؤدية إلى هذه القرى من مسافات بعيدة، حيث شمل الإغلاق مدخل منطقة "سرايا" المطل على الشارع العام، ومدخل دوار "القدم"، ودوار "عبد الكريم"، وإشارات "القفول" المحاذية لدوار اللؤلؤة، ومدخلي السنابس قرب محلات "جيان" وقرب "مجمع الدانة"، ومدخل "المصلى" المقابل لمنطقة "البلاد القديم"، وترجلت عناصر أمنية مدججة بالسلاح حتى عند مدخل "طشان" الفرعي المحاذي لمحلات "الحواج".

 

وعلى ضوء هذا التواجد الأمني الكثيف، بدت الحالة الأمنية في البلاد متوترة جدا منذ ظهر اليوم، وقال مراسل "مرآة البحرين" إن الحركة المرورية كانت ضعيفة جدا في منطقة المجمعات التجارية بضاحية السيف، رغم كون اليوم عطلة أسبوعية، وأكد أن الشارع الفاصل بين "جدحفص" و"السنابس" انشلت فيه الحركة المرورية تماما.

 

وسمحت عناصر الأمن المتواجدة في نقاط التفتيش للأجانب فقط بالدخول إلى هذه المناطق، في حين منعت أي مواطن بحريني من دخولها، واعتقلت بعض الأشخاص خلال محاولتهم الدخول إلى المنطقة، فيما شوهد مجموعة من العمال الأجانب يتنقلون بحرية بمحاذاة المنطقة المطلة على دوار اللؤلؤة.

 

من جانب آخر، وفي سابقة تاريخية، قامت وزارة الداخلية بالإعلان عن إقامة ختام عزاء الشهيد في جزيرة "النبيه صالح" عبر حسابها في تويتر، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للتخفيف من الضغط الهائل على قوات الأمن في ضواحي "دوار اللؤلؤة".

 

وكانت الداخلية قد وضعت نقطة تفتيش على مدخل "النبيه صالح" حوالي الساعة الواحدة ظهر اليوم، ثم أزالتها حوالي الساعة الثالثة، لتضع بعدها هذا الإعلان المفاجئ، وقد أقام أهل الشهيد مجلس عزاء تأبيني في "الجزيرة"، انتهى بزيارة ختامية إلى قبر الشهيد. 

 

وفي سياق المواجهات التي احتدمت بمنطقة "الديه" عقب انطلاق مسيرة التأبين، اقتحمت قوات الأمن المنطقة راجلة وانتشرت في جميع أزقتها، وشهدت المواجهات استعمالا كثيفا لرصاص الشوزن الانشطاري، كما استهدفت عناصر المرتزقة المتظاهرين بشكل مباشر، ما أدى إلى العديد من الإصابات بينها إصابة خطيرة بالرأس لمتظاهر نقل على إثرها محمولا لتلقي العلاج.

 

ووصل المتظاهرون حتى إشارات "الديه" في الشارع العام، فيما غطت سحب الغاز الأزقة الضيقة في القرية والقرى المحاذية، وقامت القوات بتكسير سيارات المواطنين، فيما شوهدت بعض عناصر المرتزقة وهي ترمي المتظاهرين بالحجارة، فضلا عن إطلاق قنابل الغاز تجاه النساء والأطفال. 

 

وشهدت منطقتي "جدحفص" و"المصلى" كرا وفرا بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين عاودوا الخروج إلى الشارع عدة مرات رغم القمع العنيف، محاولين الوصول إلى المسيرة المركزية في "الديه".

 

في الوقت ذاته، وفي تجدد مستمر للاحتجاجات المناهضة للنظام، عمت المسيرات الاحتجاجية مختلف مناطق البلاد، حيث شهدت كرزكان وعراد وسند وغيرها تظاهرات شارك فيها من لم يتمكن من الدخول إلى منطقة "الديه".