رأي المرآة.. للرياضة مِرآةٌ أيضًا..

2013-03-08 - 5:39 م


مرآة البحرين (خاص): الرياضة جزء من قاطرة هذا الوطن، وقع عليها ما وقع من تنفُّذ أبناء العائلة المالكة، وشاطَرَهم في ذلك لفيف حاشية السمع والطاعة، لذلك نحن هنا في مرآةٍ رياضية تعكس الواقع المشوَّه، في كثيرٍ من الأحيان، كما هو.

قبل ذلك دعونا لا نستثني هذا القطاع من حاجته الماسّة للإصلاح. إننا نتحدّث عن منظومةٍ تنخر فيها ديدان الفساد والتمييز؛ تستحوذ على زمام أمورها عقلياتٌ سطحية، لا تملك رؤية أو نظرة.

إنّ الرياضة باختصار قاطرةٌ تسير على سكّة الحديد والنار، وعليه كان الأمر طبيعيًا جدًا انضمام المُشتغلين والمُنشغلين فيها إلى احتجاجات ثورة 14 فبراير المجيدة، التي دشّنت حملةً شاملة لإنهاء حُقبة الصمت على الطغيان بكلِّ أنواعه، والعمل على تكريس مبدأ إشراك الشعب في الإدارة، التي يعتقد المتنفِّذون من عائلة آل خليفة أنها امتياز يلازمهم وحدهم على جميع المستويات وفي مختلف القطاعات.

عندما اندمج نجوم الرياضة في الثورة، كانوا يملكون أكثر من سبب للانخراط في الحركة الشعبية الطامحة للإصلاح والتصدي للظلم، لعلَّ من جملة هذه الأسباب أنهم جزء من الشعب، وأنهم يتلمّسون الفساد الرياضي عن قُرب، وأنهم أخلاقيًا لا بدّ وأن يكونوا مساندين لجمهورهم، ولأنّهم قبل ذلك كله يتوقون إلى استنشاق عبق الحرية، التي هبّت رياحها على الوطن العربي فحرّرت الشعوب من قيود الخوف.

الرياضة إذًا قطاع لا يمكن تجاهله أو استثناؤه من أيِّ معادلة إصلاحية، فهو منظومةٌ مُتكاملة، كانت ولا زالت، رهينةً عند السلطة، وقد يكون توزيع المناصب في هذه المنظومة أكبر دليل على ما نذهب إليه، أمّا الشاهد على ذلك فهو احتكار أبناء العائلة المالكة للمراكز القيادية.

إذ لا يخفى على أحد أنّ المقاعد الوثيرة "للشيوخ"، ابتداءً برئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، مرورًا برئاسة اللجنة الأولمبية، وانتهاءً برئاسة الأندية والاتحادات الوطنية، حتى بدا استثناء أن يكون ثمّة رئيس في المنظومة الرياضية من غير المُنتسبين إلى العائلة المالكة، لكنّ الأكيد أنّ هذا الاستثناء نسبته ضئيلة جدًا، فهو هامشيّ بدرجة لا يعدو عن كونه فُتات أو ذرًّا للتراب، ولن يُشكِّل بأيِّ حالٍ من الأحوال إلا أطرافًا بسيطة داخل إطار صورة نمطيّة اعتدنا عليها في جميع قطاعات الدولة.

لعلَّ ذلك سببٌ كافٍ لأن تكون الرياضة جزءًا من واجهة ثورة 14 فبراير، ومن هنا قفزت فكرة أن تكون للمرآة صفحات رياضية خاصة، تُسلِّط الضوء على ما يعجُّ به هذا القطاع من فسادٍ ومظلومية، تُنافِس في قسوتها بقيّة القطاعات. نكتفي بهذا التعريف راهنًا على أن يكون لنا حديثٌ آخر عن جرائم النظام السياسي بحق الرياضيين لاحقًا.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus