مساحة فاضية... الرياضة المُلوَّثة.. إنّهم أفسدوا كلَّ شيء

2013-03-09 - 6:43 م


مرآة البحرين (خاص): بدلًا من أن تكون الرياضة مساحةً للتنفس والاستمتاع بمنافساتها، تحوّلت إلى ساحة نكد يسودها الانقسام والكآبة، بسبب سيطرة المشايخ والمُتنفّذين من الموالاة على قرارها، وهو ليس بالأمر الجديد؛ فالمناصب الرياضية  كانت ولا زالت المرتع الذي يعوّض كلَّ من لم يجد له منصبًا حكوميًا من أفراد العائلة، أو ممن يُحسب عليهم من المُتنفذين والمُتزلّفين، بعيدًا عن معايير الكفاءة والمحاسبة.

وببركة هؤلاء الجاثمين على الجسد الرياضي، فقدت الرياضة البحرينية العديد من الكفاءات على صعيد اللاعبين والحكام والإداريين والمدربين وغيرهم، إلى جانب إقصاء بعض الصحفيين والنُقّاد الرياضيين البارزين، فمن يملك القرار يملك المصير، ومن يملك القرار هنا غير قادر على التعايش مع من يختلف معه في الرأي والتوجّه، لتكون النتيجة هي الإقصاء والتهميش، وتلك نتيجةٌ طبيعية، في ظل سيطرة الفكر الواحد، القائم على تحويل الوطن وقطاعاته لمُلك خاص.
 
ولعلَّك تستشعر حالة البؤس في المجال الرياضي، عندما تستمع لمن هو محسوب على المكون المعارض أو هم من يحسبونه عليه، من لاعبين الأندية والمنتخبات والعاملين في المؤسّسات الرياضية، حين يسردون الحكايات عن ما يتعرّضون له من مُعاملة جافّة تارة، والتمييز تارة أخرى، فضلًا عن الهمز واللمز، وكيف أنّهم يعيشون بين مطرقة المعيشة وتجنّب قطع الحبل بالكامل، وبين سندان تحمّل صعوبات الوضع الأمني واستباحة المناطق، حيث وقع ولا زال يقع الضرر في كلِّ بيتٍ ودار. 

ورغم تواضع الإمكانيات في الرياضة البحرينية، والتمييز الذي لم يكن وليد العام 2011، إلا أنّها كانت محلّ التقاء جميع أطياف المجتمع، لكنّهم بدأوا تلويثها بالتجنيس، مع حلول ما يُعرف بالمشروع الإصلاحي، وأجهزوا على بقيّة الأجواء في العام 2011، بعد تعذيب الرياضيين وإقصائهم.. إنّهم أفسدوا كل شيء.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus