رسالة (مرآة البحرين) إلى الفنّان العالمي ياني كريسماليس: اعزِف لنا لا علينا

2013-03-11 - 5:12 م


الفنان العالمي ياني كريسماليس،

نكتب لك على أنغام موسيقى ألبومك (العرقية = Ethnicity). نحن من جزيرةٍ صغيرة اسمها البحرين، التي من المُقرَّر أن تزورها أنت، للمشاركة في مهرجان ربيع الثقافة. مُنذُ نهاية التسعينيات ونحن نسمع موسيقاك الرائعة، ونحلم أن نحضر إحدى حفلاتك في جزيرتنا الصغيرة، التي تُرحّب طوال تاريخها بكل الذين يعبُرون بحرَها من أيِّ طائفةٍ جاءوا أو عرق، ومن أي شاطئٍ دخلوا. جزيرتُنا بتكوينها تشبه ألبومك (Ethnicity) فيها أعراقٌ مُختلفة، يشكّلون بأدواتهم الموسيقية لحنًا جميلًا، يروق لك.

مع الأسف، نقول لك إنّك حقّقت نصف حلمنا بمجيئك البحرين، النصف الآخر لن يتحقّق لنا، فنحن لن نستطيع أن نسمع موسيقاك الكونية، لأنّ السُلطة في بلادنا لا تسمح لنا بالحضور، نحن مجموعة من الصحافيين والإعلاميين والمثقّفين الذين ساهمنا في السنوات الماضية في إبراز رسالة "ربيع الثقافة"، ومعنا كذلك الفنان العربي المُلتزم بقضايا النضال من أجل الإنسان مارسيل خليفة. وقفنا ضدَّ هذا المهرجان في دورته 2011، لأنّه صار يُستخدم كأداة سياسية لتلميع وجه الدكتاتورية، التي أحضرت الجيش السعودي ليقمع المحتجين السلميين في دوّار اللؤلؤة..

أنت تعرف أنّ الديمقراطية هي حامية الأعراق المُختلفة التي تعيش في مكانٍ واحد، خرجنا في 14 فبراير2011 ضمن موجة الربيع العربي، لنطالب بالديمقراطية في جزيرتنا، نريد للجميع أن يشاركوا بقدرٍ من المساواة في صناعة موسيقى هذه الجزيرة، لم تسمح لنا السلطة بذلك، وراحت تحطّم أدواتنا الموسيقية، فلم نعد قادرين على أن نشيّد لحنًا موسيقيًا وطنيًا يجمع الأعراق المختلفة والطوائف المتعدّدة في جزيرتنا.

سيد ياني،

لقد ناضلتَ عبر الموسيقى لتحقيق شعارك "عالمٌ واحد، شعبٌ واحد". نحن لا نريد غير أن نكون جزءًا من هذا العالم الواحد، الذي يكون فيه للشعب سلطته في تقرير ما يريد. لقد اخترعتْ بلادك اليونان، التي هي مهد الحضارة الغربية، الديمقراطية، ونحن نرى أنّنا سنكون ضمن هذا العالم الواحد، الذي تُبشّر به موسيقاك، حين تتحقّق عندنا الديمقراطية.

سيد ياني،

في ألبومك (Ethnicity) عوّلتَ بشكلٍ مُدهِش على "الاستخدام الكبير لصوت الإنسان". نريد الإنصات لصوت الإنسان في جزيرتنا، كما فعلتَ في موسيقاك. صوت الإنسان هو علامة الديمقراطية، لقد فقد الإنسان صوته في جزيرتنا، أكثر من 100 شهيد سقطوا من أجل صوت الإنسان منذ 14 فبراير 2011، نريدك أن تحييهم يا (ياني). هل يمكنكَ ذلك؟ لم يحملوا سلاحًا أبدًا، بعضهم كان يحمل الورد، وبعضهم كان يحمل كفنه. 

في مطلع هذا الشهر، أعربتْ 44 دولة في مجلس الأمن عن قلقها على حقوق الإنسان في البحرين، والسلطة هنا تريد أن تُمطئِن العالم، لا عبر تحقيق الديمقراطية، بل عبر أكاذيب شركات العلاقات العامة والمهرجانات التي يُدعى لها النجوم من أمثالك.

سيد ياني،
هل تريد لموسيقاك أن تُغطّي على صوت الإنسان والاحتجاج في جزيرتنا؟ إنهم يدعُونكَ ليُغطّوا على صوت أسلحتهم التي تقمع صوت الإنسان هنا.
 
سيد ياني،

لقد أنفقتْ السُلطة ملايين الدولارات على الشركات العامّة لتحسين صورتها في الخارج، ولم تنجح في ذلك، في نهاية نوفمبر الماضي دَعتْ هذه الشركات نجمات عالميات مثل نجمة تلفزيون الواقع (كيم كارداشيان)، لتقدّم عرضًا يُغطّي على العرض الحقيقي الذي يخوضه الناس من أجل الديمقراطية هنا، ولم تحصد غير مزيدٍ من السُخرية وضعف المصداقية.

سيد ياني،
نرجوك أن تُساعدنا لتحقيق الديمقراطية في بلادنا، عليكَ أن تُقرّر أنتَ الطريقة المُثلى لإعلاء صوت الإنسان هنا. لكَ أن تُقرّر إن كان ذهابك للبحرين سيُسهِم في إيصال رسالةٍ قوية من أجل تحقيق الديمقراطية، أم أنّه سيُسهِم في تلميع وجه الدكتاتورية.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus