محنة عائلة «منتدى الدير»: لعنة مارس تلاحق حمزة وعلي وأباهم..

2013-03-11 - 10:38 ص


مرآة البحرين (خاص): بعد عودة الأب من مشوار عمل قبيل فجر الخميس من 7 مارس 2013 ، وجد سرير ولده "علي" خالياً وبالقرب منه هاتفه النقال. لحظة خانقة مر بها الأب وهو يبحث في أرجاء البيت صعودًا ونزولاً يصرخ باسمه قبل ان يستجمع قواه ليعي، أن علي أعتقل هذه المرة وحيدًا دون أن يترك خاطفوه أثرا يدل عليهم. لم تنفع رحلة الأب المضنية وسؤاله في مراكز الشرطة والتحقيقات عن جواب يهدئ روعه. كيف يمكن اعتقال شخص هكذا لتنفيذ بقية محكوميته؟! وحدها مكالمة من ابنه حمزة في اليوم التالي طمأنته حين قال: ترى علي وياي في "سجن جو". تلاشت حفنة الفرح بقرب خروج حمزة بتاريخ 24 مارس الجاري.

أكيد مشاركين في أعمال الشغب بالجامعة

خط الأخوان حمزة (23 سنة ) وعلي ( 21 سنة) ملامح مستقبلهما كطالبين متفوقين منذ نعومة أظافرهما، اختار حمزة دراسة تقنية المعلومات واختار علي دراسة المالية بجامعة البحرين. لم تكن السياسة تعنيهما، كان ذلك قبل فجر 1 أبريل 2011م.

حينذاك، اقتحم الجند فجر ذلك اليوم منزل الأب أحمد الديري بحثًا عنه، باعتباره المشرف العام على منتدى الدير المسجل رسميا في هيئة وزارة الإعلام. لم يكن حمزة وعلي ضمن قائمة المطلوبين، حين سأل الضابط وعرف بأنهما طالبان بجامعة البحرين قال:أكيد مشاركين في أعمال الشغب بالجامعة. وعلى الفور أمر ثلة الملثمين الذين كانوا بمعيته باعتقالهما بتهمة قضية الجامعة "تجمهر وشغب والعبث بالممتلكات العامة" دون دليل واحد أو حتى شهود ، اللهم إلا الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب. 

ثلاثة شهور وثلاثة أيام أمضياها في السجن بعيدين عن الجامعة التي تركاها قسرًا، مقررات دراسية يختبرنها حديثأ كلًا في زنزانته، تعيد بناء الذات وتروض على تحمل فتات الصبر وإعادة التفكير في مقرر أسمى وأشمل هو الوطن. 

في المحكمة العسكرية بدأت محاكمة حمزة واستمرت بعد الإفراج في المحاكم المدنية وذلك بزعم تنفيذ توصيات بسيوني، حكم على حمزة بستة أشهر، بينما نال أخاه عليا ضعف المدة مع حفظ قضية الأب. أخلي سبيل العائلة بتاريخ 2 يوليو 2011، على أن يستمر الولدان في المحاكمة ليصدر الحكم ضدهما فيما بعد.

قضيتي أهم من امتحاناته 

استطاع حمزة وعلي اللحاق مجددا بمقاعد الدراسة مع بداية العام الدراسي 2012-2013 بالرغم من أن الجامعة لم تعد غيابهما انسحابا أو توقيفا، بل احتسبته رسوبا في جميع المواد مع إنذار نهائي بالفصل من الجامعة في حال لم يقوما بتأدية امتحانات هذا الفصل.

قبل أربعة أيام من بدء الامتحانات النهائية أيدت محكمة الاستئناف الحكم بحق المتهم حمزة، فاعتقل مباشرة من المحكمة بتاريخ 27 ديسمبر2012. طلب المحامي من هيئة المحكمة السماح للمتهم حمزة بمغادرة المحكمة فوراً بعد انتهاء الجلسة لتقديم امتحانه الذي يبدأ الساعة الواحدة ظهراً، إلا أن القاضي فاجأه بالرد: قضيتي أهم من امتحاناته.

تقدًم المحامي بخطاب لهيئة المحكمة وقاضي تنفيذ العقاب لتمكين المتهم من تقديم امتحاناته داخل سجنه، لكن الطلب قوبل بالرفض لأسباب يجهلها الدفاع دون مبرر يسوغ للقاضي بتجاهل حق المتهم في التعليم وتجهيله وتعريضه للعوز وضياع مستقبله.

سيخرج حمزة خلال أسابيع  محروما من الدراسة الجامعية كحال الكثيرين وسيعقبه علي بعد ذلك، وما لم تتحدد رؤى ومصائر البشر سيبقى الأفق ينذر بما لا يسر.

هامش

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus