مهدي أبو ديب في رسالة مسربة: استفيدوا من سياسة «اليد الناعمة» للدول الكبرى

2013-03-12 - 12:59 م


مرآة البحرين (خاص): رأى رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب أن السلطة البحرينية لن تتكمن من كسر إرادة الشعب، ولن تستطيع خداع العالم بأكاذيبها حتى لو انفقت من المال والجهد أضعاف ما تنفق اليوم".

وأضاف أبو ديب، في رسالة مسربة من سجن "جو"، أن "استخدام العنف لقمع الشعب لن يزيده إلا إصراراً على تحقيق مطالبه المشروعة"، مذكّرا بقاعدة "إن من لا يكون داخل اللعبة فهو خارجها"، واليوم فإن اللعبة هي الديمقراطية الحقيقية. فإذا أردتم الاستمرار فكونوا داخل اللعبة قبل أن تجدوا أنفسكم خارجها".

ولفت إلى أن سياسة "اليد الناعمة" التي ما زالت تتعامل معكم بها الدول الكبرى ليست بلا حدود، فمتى ما اقتضت مصالح هذه الدول أن تغيرها تغيرت فاستفيدوا من وضعكم الحالي قبل فوات الأوان"، فـ"موقف الجمعيات السياسية والنخب والقواعد الشعبية من الحوار لا يمكن أن يقبل بأقل من نيل حقوق الشعب كاملة".

وأكد أبو ديب دعمه لنائب رئيس جمعية المعلمين البحرينية التي فصلتها وزارة التربية من عملها مؤخرا، "لنيل حقوقها كاملة".

فيما يلي نص الرسالة:

بسمه تعالى
"و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون"

في هذا الوطن -مثله كجميع الأوطان - توجد دوماً شخصيات بعضها معروف و له شهرته و الآخر لا يكاد يعرفه أحد خارج إطار أسرته و مجتمعه الصغير لكنها شخصيات تبذل الكثير لوطنها و شعبها دون أن تنتظر من الآخرين أي مردود، و لا حتى كلمة شكر تستحقه لما قدمته و بذلته.

و في البحرين التي تحكمها المصالح الخاصة، و أهواء الصبيان و تعصف بها أزمة طاحنة امتدت على مدى العامين المنصرمين لم تترك السلطة الجائرة فيها أحداً دون عقاب أو اذى فإن الشعب كله و في أحلك لحظات تاريخه كان هذه الشخصيات الباذلة المضحية.

لقد ضحى الشعب بكل غالٍ و نفيس؛ بالنفس ، بالولد و الأهل ، بالمال، بالصحة، بالأمان، بل بما لا يمكن حصره و تقديره، و ماذا طلب الشعب في المقابل؟ طلب المواطنون أن يكونوا مواطنين فقط لا غير، لا أكثر و لا أقل، لهم ما لكل مواطن و عليهم ما على كل مواطن، أراد - الشعب الكريم - الحرية، العدل، المساواة، أراد أن يعيش كريماً فهل هذا كثير؟ بمنطق العقلاء هذا ليس بكثير على الإطلاق بل هذا ما يجب أن يكون عليه الحال، و بمنطق السلطة .. فهي مطالب فوضى لآن الشعب غير مهيأ بعد للديموقراطية و لا يمكن أن يكون مهيأ لها في يوم من الأيام، بالنسبة للسلطة؛ فإن ما يصلح لهذا الشعب هو منطق السيد و المسود، منطق (الفاتح و الحلايل) بالنسبة للسلطة؛ فإننا كنا و ما زلنا مجموعة من العبيد، نعم صورتنا الخارجية قد لا تشبه العبيد كثيراً و لكن واقعنا واقع العبيد رغم ما تحاول السلطة رسمه لنا و لها من صورةٍ تتناسب و العصر الذي نعيشه.

(تستطيع أن تكذب على بعض الناس لبعض الوقت و لكنك لا تستطيع أن تكذب على كل الناس كل الوقت) فقد انكشفت احدوثة السلطة و أصبحت عورتها مرئية للجميع من الداخل و الخارج لدى الموالاة قبل المعارضة و لدى أبواق السلطة قبل غيرهم، و ما التقرير الأخير الذي تقدمت به 44 دولة من كل بقاع الأرض و على رأسها أهم حلفاء السلطة في العالم (الولايات المتحدة و فرنسا و المملكة المتحدة و المانيا) بأول صفعة توجه للسلطة و تفضحها و لن تكون الأخيرة بإذن الله.

و زوبعة زيارة و تقرير منظمة "مراقبة حقوق الانسان" الاخير لا تزال قائمة لا لشيء إلا لآن المنظمة قد فضحت و كشفت جزءً يسيراً من أكاذيبهم التي حاولوا تمريرها على العالم الحر معتقدين بأنهم يتعاملون مع مجموعة من الحمقى و ان العالم منذ 2011 و حتى اليوم هو ذاته عالم الثمانينيات أو التسعينيات حيث قاموا بالتنكيل بالشعب دون حسيب أو رقيب.

(لنا حقٌ إن أعطيناه و إلا ركبنا اعجاز الإبل و إن طال السرى) فيجب على السلطة أن تعي ما يلي:

* لن تتكمن من كسر إرادتنا فهكذا هي إرادة الشعوب منتصرة دوماً.
* لن تستطيع  خداع العالم بأكاذيبها حتى لو انفقت  من المال و الجهد و الوقت أضعاف ما تنفق اليوم.
* استخدام العنف لقمع الشعب لن يزيده إلا إصراراً على تحقيق مطالبه المشروعة.
* تذكروا قاعدة (إن من لا يكون داخل اللعبة فهو خارجها) و اليوم فإن اللعبة هي الديموقراطية الحقيقية فإذا أردتم الاستمرار فكونوا داخل اللعبة قبل أن تجدوا أنفسكم خارجها.
* إن سياسة (اليد الناعمة) التي ما زالت تتعامل معكم بها الدول الكبرى ليست بلا حدود فمتى ما اقتضت مصالح هذه الدول أن تغيرها تغيرت فاستفيدوا من وضعكم الحالي قبل فوات الاوان.
* إن موقف الجمعيات السياسية و النخب و القواعد الشعبية من الحوار لا يمكن أن يقبل بأقل من نيل حقوق الشعب كاملة فاغتنموا هذه الفرصة التي قد لا تتكرر لكم.

و في الختام فإن من بين الأشخاص الذين قدموا الكثير خلال هذه الثورة الأستاذة الجليلة جليلة السلمان - نائب رئيس جمعية المعلمين (فقد تم إنهاء خداماتها من وزارة التربية و التعليم بعد كل ما قدمته للتعليم و المعلمين و الطلبة من خدمات و ما قدمته للناس من تضحيات و الإقالة ليست غريبة على وزير التربية و طغمته التي فعلت الأفاعيل بالتعليم و الطلبة و المعلمين، هذا عمل مستهجن بحق الأستاذة كما انه مستهجن بحق كل من قطع أرزاقهم من كوادر طبية و موظفين و عمال و واجبنا جميعاً رفضه و إعلان رفضنا و استنكارنا له و دعم الأستاذة في العمل على نيل حقوقها كاملة و دمتم ذخراً للأمة العربية.

مهدي أبو ديب

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus