مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على متابعة الجلسة السابعة لحوار التوافق الوطني واشارت إلى اجواء غير ايجابية والى اتهامات متبادلة بتعطيل الحوار. كما لفتت بعض الصحف الى ترحيب الامين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان بخطوة تعيين ولي العهد سلمان بن حمد نائبا اول لرئيس مجلس الوزراء وتأكيده على انتظار الترجمة الفعلية لهذه الخطوة .

وقد تحدثت كل من "الشرق الاوسط" السعودية و"الخليج" الامارتية و"الاخبار" اللبنانية و"اليوم السابع" المصريّة عن الجلسة السابعة لحوار التوافق الوطني التي انعقدت عصر أمس بحضور جميع المشاركين لمناقشة المسودة الأولية التي أعدها فريق العمل المصغر يوم الأحد الماضي في المحور السياسي .

وأكد عيسى عبد الرحمن، المتحدث باسم الحوار لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم التوافق على المسودة وتم التوقيع على محضر الجلسة، وأشار إلى أن الجلسة المقبلة سيتم خلالها استكمال مواضيع المسودة من واقع الأوراق المقدمة، كما أكد استهلاك جزء كبير من وقت الجلسة لمناقشة مسألة مشاركة الحكم في الحوار والتي انتهت إلى عدم التوافق.

ونقلت كل من "الشرق الاوسط" و"اليوم السابع" عن وزير التربية ماجد النعيمي انه قال بعد جلسة امس "إن الحكومة أكدت على المضي قدما في جدول أعمال الحوار وألا تكون هناك شروط مسبقة، كذلك رفض أي مشاركة من طرف خارجي مثل مشاركة خبراء الأمم المتحدة في الحوار، كما أكدت الحكومة على ضرورة عدم التراجع عن التوافقات السابقة".

وقال النعيمي إن المشاركين وجدوا أنه من الأفضل أن يقدم كل طرف من أطراف الحوار ورقة عمل تمثل وجهة نظره بالنسبة للحوار، كما تمت مناقشة الآليات التي صاغتها اللجنة المصغرة ولم يتم التوافق عليها ورحلت إلى جدول الأعمال.

وأكد النعيمي أن الحكومة حسمت الأمر في مسألة مشاركة الحكم بأن ما تم التوافق عليه هو أن الحكومة طرف في الحوار وأن وزير العدل مكلف من الملك بإدارة هذا الحوار.

وأضافت "الشرق الاوسط" المؤيدة بشدة للنظام في البحرين أن عبد الحكيم الشمري أكد إن الجلسة لم تخرج بشيء، وإن جمعيات المعارضة السياسية نجحت في إضاعة وقت الجلسة والعودة بالحوار إلى الخلف. وأضاف "يجب ألا تشارك الجمعيات في أعمال الاحتجاج في الشارع بينما هي تجلس على طاولة الحوار".

وأشارت الصحيفة السعودية إلى وقوع ملاسنة بين الشمري وجميل كاظم، ممثل جمعية الوفاق الإسلامية، على خلفية تغريدات في "تويتر"، وما قال جاسم بأنه اتهامات بالخيانة للمعارضة، ونعتها بـ"الصفوية" وأنها أفسدت الجلسة، فيما قال الشمري إنه يحتفظ بحقه في مقاضاة كاظم على الاتهامات التي وجهها له.

وقال جميل كاظم، وهو متحدث باسم جمعيات المعارضة السياسية، إن المعارضة طرحت كل شيء للحوار بدءا بالتمثيل المتكافئ. وأضاف "في الجلسة المقبلة سيقدم كل طرف مرئياته وسيبدأ الحوار من جديد"، كما أشار إلى رفض بقية الأطراف تأجيل جلسة الأحد المقبل، وهو طلب تقدمت به جمعيات المعارضة الخمس.

وشدد كاظم على أن دخول ولي العهد إلى الحكومة يمثل توجها لحل الأزمة البحرينية، كما اقترح على ولي العهد اتخاذ مبادرة لحلحلة الحوار ولدفعه إلى الأمام.

من جانبها، قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة سميرة رجب  "إن جمعية "الوفاق"  والجمعيات التابعة لها تتلكأ في الحوار بشكل مقصود ومتعمد، وتريد حوارا بشروطها"، وتابعت القول "ما زالوا لا يعترفون بالفئات الممثلة على طاولة الحوار ويتمادون في أسلوب القذف الشتم".

وأكدت سميرة رجب أن الحوار لا يزال يراوح مكانه لسبب رئيسي وهو أن "جمعية الوفاق ليست لديها أي جدية في الحوار"، كما أنها ليست لديها أي مطالب مشروعة يمكن أن تقدمها للمتحاورين والأطراف المشاركة، وما زالت الجمعية - والكلام للمتحدثة باسم الحكومة البحرينية "تعتمد على العنف في الشارع لتنفيذ أجنداتها غير المشروعة".

ولمحت المسؤولة البحرينية إلى الربط بين طلب جمعيات المعارضة السياسية لتأجيل جلسات الحوار التي تصادف أياما يشهد فيها الشارع البحريني تصعيدًا في العنف مثل 14 فبراير (شباط) و16 مارس (آذار) الذي يصادف الجلسة المقبلة. واعتبرت ما حدث في الجلسة الأخيرة دليلا واضحا على عدم الجدية في حوار يتوافق الجميع على مخرجاته، وقالت إن جمعيات المعارضة السياسية دخلت الحوار تحت ضغط دولي لكن طريقة تعاطيها مع الحوار تؤكد عدم جديتها.

إلى ذلك أشارت صحيفة "الاخبار" اللبنانية إلى أن "ائتلاف شباب 14 فبراير" دعا الى "إضراب الكرامة" اليوم، تزامناً مع الذكرى الثانية لدخول قوات "درع الجزيرة"الى البحرين من أجل قمع الاحتجاجات التي اندلعت قبل شهر من دخولها.

إلى ذلك قالت "القبس" أن  الامين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان قال  إنه لا توجد ضمانة بأن تعيين ولي العهد الإصلاحي في الحكومة سيؤدي إلى تغيير في البلاد". مشيراً إلى أنه "يتعين على البحرينيين أن ينتظروا ليروا ما إذا كانت الخطوة تبشر بأي تحسينات حقيقية بالنسبة لهم".

وفي اتصال من المنامة اجرته معه وكالة رويترز قال "إن الناس ينظرون إلى ما يحدث على الأرض ويقدرون الكلمات الإيجابية، لكنهم لا يعطونها قيمة حقيقية، إلا إذا ترجمت إلى أفعال".

وعبّر سلمان عن أمله في أن يترجم تعيين إصلاحيين في مواقع اتخاذ القرار إلى خطوات إصلاحية، تعمل في اتجاه التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم. وقال إن المفاوضات تمضي بصعوبة، وان الحكومة رفضت كل المقترحات التي قدمتها المعارضة لإنشاء آلية تضمن حواراً مثمراً.

وأضاف :"انه لابد من قرار سريع بانهاء القمع"، مشيراً إلى "ان المحاكمات السياسية لشخصيات المعارضة والمداهمات الليلية للبيوت والتعذيب في السجون ممارسات لا تزال تحدث يوميا".

وفي خبر لها قالت صحيفة "الرياض" السعودية أن وزير الداخلية البحريني كشف عن "دور ايراني واضح في ما يجري في المنامة من احداث إرهابية خلال الفترة الماضية" وطالب وزراء الداخلية العرب بموقف صارم يتجاوز الادانة والاستنكار الى اتخاذ التدابير الفعالة لحماية الأمن العربي تجاه التدخلات الايرانية والدعم العسكري للأطراف الإرهابية هناك حسب تعبيره .

وقال الفريق الركن راشد آل خليفة في كلمته خلال الاجتماع ان اعترافات اعضاء الخلية الارهابية والأدلة المادية التي ضبطتها اجهزة الامن البحرينية اظهرت بجلاء ضلوع "الحرس الثوري الايراني" في تلك الاحداث، مشيرا الى أن ذلك يعكس علاقة ايران بالتدخل في شأن الامن الداخلي بهدف زعزعه الامن والاستقرار.

ولفت وزير الداخلية البحريني في كلمته الى ما اسماه جهود اجهزة الامن في ضبط الخلية الارهابية والتحري عن اعضائها وتنقلاتهم واماكن تدريبهم على الاسلحة والمتفجرات ومحاولتهم ايجاد مكان في البحرين لتخزين السلاح وتهريبه واستخدامه في ساعة الصفر لمهاجمة اهداف حيوية واستهداف شخصيات هامة، مستعرضا في كلمته ما شهدته البحرين خلال الفترة الماضية من اعمال قال إنها "خطيرة منافيه للقانون تعدت مظاهر الشغب والعنف الى اعمال توفرت فيها اركان الجريمة الارهابية والجماعات المسلحة".