نزال الأقوياء: ثوار 14 فبراير يعيدون دوزنة ميزان الرّعب..لاتراجع وبقاء المحتل السعودي استحالة

2013-03-15 - 5:23 م


مرآة البحرين (خاص): «14مارس.. والنعم.. الكل شاهد». بهذا أراد  شباب ثورة 14 فبراير/ شباط أن يكون اليوم، 14 مارس/آذار، الذكرى السيئة التي شهدت التدخل السعودي ودول الخليج لقمع المتظاهرين المسالمين، شاهداً على حيوية وإصرار وثبات شعب البحرين لمواصلة درب التضحيات حتى نيل الحقوق وانتزاعها من مغتصبيها.

هكذا، على الموعد بالضبط، تحرك الشباب الثائر لتنفيذ جولات ناجحة مقررة لـ«إضراب الكرامة 2»، ففي الجولة الأولى انتفضت جل المناطق في العاصمة وضواحيها، في قرى ومدن البحرين في أبلغ رسالة توجه إلى هذا التدخل الذي لم يعد مستساغاً لدى البحرينيين، وبذلك أبلغ ثوار 14 فبراير/ شباط، أن لهذا اليوم علامة بارزة، أولاً رفضاً لسلطات القمع والمماسات الوحشية للمشيّخة الخليفية، وثانياً لمسانديها إقليمياً وعربياً ودولياً. فإذن، نجح الثوار قولاً وفعلاً  في شلّ والإغلاق التام للمناطق والشوارع، وسط سيطرة واسعة للجماهير على الميادين والساحات، فيما عجزت سلطة القمع عن كسر إرادتهم.

بدأت الجولة الأولي صباح اليوم الخميس في 55 منطقة وبلدة بحرينية بالتزان، في توقيت واحد عند الساعة 5:45 دقيقة، فيما نفذت الجولة الصباحية على خمس مراحل، ولكل مرحلة مهام منها: مرتان بإغلاق الشوارع بالحواجز ومواجهة قوات مرتزقة النظام، ومرتان بإشعال الإطارات وتسيير المسيرات بين الحين والحين. وفي الساعات الأولى من الصباح تم شل حركة الشوارع الرئيسة بالكامل، بينما انشعلت قوات الشغب برفع الحواجز بجرافاتها حتى وقت متأخر بعد الظهر، فيما حصيلة الخسائر في صفوف الثوار في الجولة الأولى فقط، إصابة 23 محتجاً بجروح، ثلاثة منهم خطيرة.

 
أصيبوا بقاذفات الغازات ورصاص الشوزن المحرم دولياً الذي تستخدمه قوات المرتزقة كذخيرة حية، كما تم اعتقال 12 متظاهراً من مناطق مختلفة وتهشيم عدد من سيارات المواطنين من خلال الطلق المفرط للغازات السامة التي ملأت السماء بالغازات. في الوقت الذي اخترق رصاص الشوزن أجساد المحتجين، وسجل اصطدام سيارات الشغب بسيارات المواطنين المتوقفة، فيما هشّم الطلق المفرط عدداً من السيارات في مناطق عدة.

وفيما نشرت وزارة الداخلية على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مزاعم عن إصابة أحد «المخربين» إثر سقوطه من سطح أحد المنازل، أكد شهود عيان لـ«مرآة البحرين» أن قوات المرتزقة قامت بدفع الشاب، وهو حسين علي رضا (18 عاماً)، من على أسطح أحد المنازل بعد ضربه ضرباً مبرحاً، ليسقط على الأرض وسط بركة من دمائه. وأفيد في هذا الإطار عن إصابته بكسور في اليد والرجل والفك، وقد تم اعتقاله ونقله إلى المستشفى العسكري، في حين نقل مصاب المعامير برصاص الشوزن في الوجه إلى مستشفى السلمانية، حيث يرقد الآن في العناية المركزة، وكذلك مصاب بني جمرة.

وفي حين شهدت السفارة السعودية بالمنطقة الدبلوماسية إجراءات أمنية مشددة على خلفية الاحتجاجات المناهضة لدخول قواتها للبحرين في مثل هذا اليوم منذ عامين، أصدرت السفارة السعودية اليوم تعميماً تحذيرياً لمواطنيها تطلب منهم أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن الاحتجاجات، وذلك في الذكرى الثانية لغزو قواتها البحرين وقمعها للاحتجاجات السلمية بالبلاد.

 
وكانت عشية الجولة الأولي لاضراب الكرامة 2 التي دُشنت بتفجير اسطوانات الغاز في عدد من المناطق إذاناً ببدء فعاليات الاضراب والعصيان المدني، استباحت قوات الداخلية المددجة بالسلاح وآلات الموت عشرات المناطق وشهد مناطق عدة، مثل سترة والبلاد القديم وجدحفص وبوري والسنابس والديه والعكر وآخرين مواجهات عنيفة، فيما حاصرت بآلياتها العسكرية  واستنفرت بقواتها على الشوارع الرئيسية في محاولة لكسر إضراب الكرامة 2 والنيل من الثوار، ووقف احتجاجاتهم. 

وفي الجولة الثانية والثالثة لاضراب الكرامة 2 انطلقت مسيرات في نحو 50 منطقة، الساعة الرابعة تخللتها اشتباكات عنيفة فيما أغرقتها قوات المرتزقة بالغازات السامة والاستخدام المفرط لرصاص الشوزن.
وبدا واضحاً على المرتزقة التعب والإرهاق نتيجة ثبات الثوار في الساحات والميادين منذ الصباح الباكر حتى انتهاء الجولة الختامية ليوم طويل تعرض فيه المحتجون لإطلاق نار كثيف ومتواصل. ورددوا شعارات مثل «فلترحلوا من أرضنا مكانكم ليس هنا» في إشارة لقوات درع الجزيرة.وكذلك شعار «يسقط حمد» و«خيبر خيبر يا يا يهو.. تباً لكم آل سعود».

 
وفي ختام الجولة الثالثة ألقى ائتلاف شباب 14 فبراير/ شباط في تجمع حاشد بالسهلة الشمالة كلمة أكد فيها على أن «العصيان المدني والإضراب الشامل خيار صائب»، مشيراً إلى أن غداً الجمعة «يوم للزحف الثوري من جميع الاتجاهات نحو دوار اللؤلؤة».

وشدد «الائتلاف» على أن «بقاء جيش الاحتلال السعودي جاثماً على صدر وطننا الغالي، لا يمكن القبول به وهو الذي ارتكب أبشع الجرائم».

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus