رأي المرآة: سرقة أولمبية

2013-03-16 - 5:41 م


المرآة الرياضية (خاص): في البلدان السوية، يتنافس المسؤولون الرياضيون على تحقيق الإنجازات، وفي البحرين يتنافس المسؤولون على السرقة والنهب!
إنها الآفة التي تنهش في أركان القطاع الرياضي بشكلٍ واسع - كما هو الحال بالنسبة إلى بقية القطاعات في الدولة- حتى إنّ ديوان الرقابة المالية السنوي يفيض بالكثير من الفضائح والاختلاسات الكبرى، التي تُعطي انطباعًا واضحًا على وجود هدرٍ يستنزف المال العام بشكلٍ سافر دون محاسبة جدّية. هذا ما يُظهره التقرير الرسمي الصادر عن الدولة، فما بالكم بما يُبطنه خلف ظهرانيه؟

الشيء المُعلَن بعد كلَّ فضيحة مالية يتمثّل في تشكيل لجان صورية ليس أكثر. هدف هذه اللجان الأول والأخير ليس البحث عن "الحرامية" وتقديمهم للمحاكمة، وإنما التعمية عليهم ووضعهم بعيدًا عن الأضواء، لينعموا بعد ذلك بالسكينة اللازمة، ليستمتعوا كما يشاءون بأموال الشعب، التي أودعوها جيوبهم المنفوخة وكروشهم الممتلئة.

هذا ما يحدث في حالات تشتد فيها المطالب بالمحاسبة، أمّا في الحالات التي تكون فيها ردود الفعل أقل بكثير من مستوى الحدث -كما هو حاصل بشكلٍ دائم في المجال الرياضي- فإنّ التكريم غالبًا ما يكون هو المصير الذي ينتظر "الحرامية".

سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي اختلس أكثر من 850 ألف دينار من ميزانية اتحاد الكرة واللجنة التنظيمية الخليجية ومشروع الهدف المدعوم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، أصبح أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ونائبًا لرئيس اللجنة الأولمبية، وقبل أن يتبوأ هذه المناصب استقبله الملك ببزّة عسكرية بيضاء لا تعكس أبدًا نواياه السوداء!

واليوم نحن أمام حالة مُشابهة، فالرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية، خالد بن عبدالله آل خليفة، متورّط مع أمين عام اللجنة الأولمبية أحمد بن حمد آل خليفة في عملية نهب واختلاسات مالية بقيمة 17 مليون دولار، إلا أنهما ينعمان بمقاعدهما دون أي محاسبة حتى هذه اللحظة؛ برغم وجود لجنة تحقيق، أمر بتشكيلها رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية، ناصر بن حمد آل خليفة، بعدما كشف له نائبه، سلمان بن إبراهيم، عن هذه المسألة بهدف التخلّص منهما في سياق حملة لتصفية حسابات شخصية عالقة!
ملف الحكاية تجدونه في هذا العدد الجديد من مرآة الرياضة بتفاصيله المثيرة، وتجدون أيضًا حكايات أخرى تستحق المتابعة: عسكرة اتحاد الكرة، بروبغاندا ناصر وخالد بن حمد، وأخبار متفرّقة من أروقة الرياضة البحرينية التي تخنقها قبضة العائلة.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus