الاستوديو التحليلي: رياضة برُتَب نقيب وعقيد ومُلازِم.. المُنتخب البحريني... مُسدَّس عند رأس كلِّ لاعب

2013-03-16 - 5:52 م


المرآة الرياضية (خاص): لم يتوقف طابع الدولة البوليسية عند حدٍّ معيّن منذ انطلاق الثورة البحرينية في الرابع عشر من فبراير 2011،  لتتّسع دائرة حفلة الزار لتطال العديد من قطاعات المجتمع المدني، وفي صفوفها القطاع الرياضي.

ولا يخفى على المتتبّع للشأن البحريني مدى سخط الرياضيين على  القائمين على الرياضية ، وهم في الغالب من العائلة الحاكمة. وبان هذا السخط منذ خروج جمع من الرياضيين في مسيرة تنادي بالإصلاحات السياسية، مع بداية الثورة، انطلقت من مجمع الدانة (شمال البحرين)، إلى منصّة دوّار اللؤلؤة، لتأتي أولى ردود الفعل من الاتحاد البحريني لكرة القدم، عبر أمينه العام عبد الرحمن سيار، بتصريح لوكالة الأنباء الرسمية قال فيه: "إن الإجراءات القانونية سوف يتم اتخاذها إزاء أي لاعبين أو إداريين أو مدربين شاركوا في مسيرات أو تجمعات غير قانونية كان الهدف منها محاولة إسقاط النظام أو الإساءة للرموز الوطنية".

وشدد سيار أنّه تمّ حصر كل من شارك في الاحتجاجات للتحقيق معهم، واتخاذ التدابير القانونية، في الوقت الذي قرّر فيه نادي الأهلي إيقاف المهاجم علاء حبيل، هدّاف كأس آسيا 2004، وشقيقه محمد حبيل، على خلفية مشاركتهما في المظاهرات.

كما قام نادي المحرق بإنهاء عقد ياسين علي الميل، مساعد مدرّب الفريق الأول للكرة الطائرة، وشطب اللاعبين سيّد علي عاشور ومبارك محمد الحايكي، لاعبي الفريق، وأحمد حسن الدرازي وعلي عباس، لاعبي الفريق الأوّل لكرة السلة، بسبب مشاركتهم في المسيرات، فيما شطب نادي الرفاع اللاعبين محمود ميرزا العجيمي وجعفر إبراهيم طوق.

وبالعودة إلى بادرة اتحاد القدم في معاقبة اللاعبين على إثر آرائهم السياسية فقد كانوا أوّل من تعرض لعمليّات تشهير مُمنهج، عبر نشر صورهم أو أسمائهم في الصحف المحلّية الموالية للسلطة وعلى شاشة تلفزيون البحرين، للتحريض ضدهم، ما أسفر عن عمليات اعتقال ومُداهمة لمنازلهم، والتنكيل بهم في السجون، وفصلهم من العمل.

 
اتحاد القدم لم يكتفِ بهذا الحدّ من إبداء الكراهية والحقد على من كسر (التابو) وتطاول على أعراف الخنوع والعبودية، بل شرع الاتحاد في اتخاذ خطوات وقائية من خلال عسكرة المنتخب الوطني الأوّل وتحصينه بعدد من الرتب الحربية.

ولم يقتنع القائمون على الرياضة البحرينية بفكرة دس مجموعة من العساكر في الجهاز الإداري للمنتخب الأوّل، بل اختاروا عسكرته كاملًا بأفرادٍ من الجيش البحريني، تحمل رتب عقيد ونقيب وملازم، من أمثال علي البوعينين، ومحمد السعد، وعادل السعدون، ومن قبلهم محمد عبد العزيز، إلى جانب نائب رئيس الاتحاد علي بن خليفة، المرشّح للحصول على منصب الرئاسة، خلفًا لسلمان بن إبراهيم، في الانتخابات المقبلة.

ولعلَّ في فكرة عسكرة الرياضة استمرارًا للسياسات القمعية لدكاتوريات الوطن العربي، لاسيما في القطاع الرياضي، الذي شهد حالات مشابهة من تعذيب وسجن الرياضيين على شاكلة ما قام به عدي نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus