مساحة فاضية.. ناصر وخالد «بروبغاندا» مرض الأب!

2013-03-16 - 7:04 ص


المرآة الرياضية (خاص): يستطيع أبناء الملك حمد القيام بأي شيء. ناصر وخالد بإمكانهما فعل ما يعجز عنه الآخرون من البشر. هكذا يروّجهما الإعلام الرسمي للرأي العام، وكأنّهما ظاهرة خارقة على كوكب الأرض.
 
ذات يوم، بثّت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) خبرًا مفاده حصول نجلي الملك على المركز الأول في ماراثون عسكري. كلاهما قطع المسافة في ذات الوقت، بالثانية، وبأجزاء الثانية. كانت حالة جديدة لم يسبق للتاريخ أن عرف مثلها، ولأنّها كذلك؛ سرعان ما تحولت إلى نكتة يتداولها العامّة من أبناء الشعب بكثيرٍ من التهكّم والسخرية.
 
المسألة برمّتها بعيدة عن الواقع، لا تحصل مصادفات من هذا القبيل في الرياضة إلا نادرًا، غير أنّ ناصر وخالد كسرا القاعدة. النوادر والاستثناءات سِمة من سِمات تحرّكاتهما، إنهما نجلا الملك القادران على اجتراح المعاجز والأعاجيب.
 
في خضم هذه "البروباغندا" الممنهجة، ليس غريبًا أن يُطلَق لقب تهكّمي على ناصر بأنه "الفتى المعجزة"، فقد بالغ كثيرًا في الخروج عن المألوف، وأصبح بين ليلةٍ وضحاها شاعرًا، وفارسًا، ورياضيًا، وقائدًا، وعسكريًا، وأسطورةً من أساطير الخيال، وبدت صورته منتشرة في كلِّ مكان، كما لو أنّها منعكسة على مرآة مُكسّرة!
 
 
ناصر، وهو الابن الرابع من الذكور للملك، من زوجته شيعة بنت حسن الخربش العجمي، ولد في 8 مايو 1987، إلا أنّ سنوات عمره القصيرة لم تمنعه من تبوئه مناصب عدّة، أبرزها، حتى كتابة هذه السطور، أنّه: قائد الحرس الملكي، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية، ولا أحد يعلم ما هو المنصب الذي قد يتبوأه لاحقًا!
 
ولأنّ ناصر يتمتّع بهذا القدر الكبير من الاهتمام، بدا من الواضح مؤخّرًا أنّ شقيقه الأصغر، خالد بن حمد، يحظى باهتمامٍ أكبر، بعد عقد قرانه على إحدى كريمات الملك السعودي، فهو الآن نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة، رئيس اتحاد ألعاب القوى، الرئيس الفخري لنادي النجمة، بالإضافة إلى عمله كملازم أوّل في قوّة دفاع البحرين.
 
خالد بن حمد، المولود سنة 1989، قدّم نفسه هو الآخر بطريقةٍ لا تقلُّ صفاقةً عن أخيه، فخلال فعاليةٍ أقامها الفريق الملكي للقدرة، شارك في مرحلة من مراحل السباق جريًا على الأقدام لمسافة 30 كيلومترًا، فأفردت الصحافة الرسمية مساحةً واسعة لهذا الأعجوبة، التي أقدم عليها نجل الملك. قبلها بفترة قصيرة تمّ تقليده زمام رئاسة اتحاد ألعاب القوى، المكوَّن جلُّه تقريبًا من لاعبين مُجنّسين أفارقة، فأصبحت صوره لا تفارق الصحف، ولا تكف عن مطاردة المواطنين في الشوارع، مقرونةً بإنجازاتٍ وهمية وواهية!
 
هذه هي الحقيقة، "بروبغاندا" مُصطَنَعة، لمراهقين كفاءتهما الوحيدة أنهما نجلا ملك ديكتاتور مريض بحب الظهور والتباهي، فنقل مرضه لأبنائه، الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من خلال دوراتٍ رياضية وفعالياتٍ اجتماعية تحمل اسمهم وصورهم.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus