الإقصاء المذهبي في شركات البحرين: «بابكو» نموذجاً

2013-03-20 - 10:29 ص


مرآة البحرين (خاص): منذ اندلاع الأزمة في البحرين في 14 مارس/آذار 2011، وبعد عملية الإضراب العام الناجحة في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصه وبدء حفلة الزار في تسريح الموظفين والعمال، كان هناك قرار واضح بإبعاد الشيعة والعجم عن المناصب القيادية في الشركات الكبرى. ومثال على ذلك هي شركة "بابكو" التي شهدت إقصاءً لكبار موظفين الشيعة وإحلال آخرين مكانهم من المذهب السني أو من الأجانب، ممن ليس لديهم الكفاءة لمناصبهم الجديدة وساهموا في فصل الشيعة في الأقسام التي تولوا إدارتها. 

وفي ما يلي أسماء من تم تعيينهم في "بابكو" على قاعدة مذهبية وإحلالهم مكان من تم تسريحه أو خروجه الطوعي إلى التقاعد:

- عبدالرحمن عبدالله كمال
كان أحد المديرين العامين في شركة "بنوكو" وأصبح مديراً عاما لقسم شئون الموظفين والإدارة بعد دمج "بنوكو" بـ"بابكو". شغل منصبه لثلاث سنوات قبل تعيينه نائباً للرئيس التنفيذي لشئون التسويق، وبعد إحالته على التقاعد عين رئيساً لمجلس إدارة "بافكو" ومن ثم سكرتيراً لمجلس إدارة "بابكو"، لكنه كان كمستشار عام يتحكم مباشرة في قرارات مجلس إدارة الشركة ويعمل كمخبر لرئيس الوزراء.

- عادل المؤيد
عين قبل بضع أشهر في منصب رئيس مجلس إدارة الشركة ثم رئيساً تنفيدياً بالوكالة بعد استقالة الرئيس التنفيدي للشركة جوردن سميث، مؤخراً، فنائباً للرئيس التنفيدي لشئون الحفر والتسويق والتوزيع بعد الدمج. وكانت له ميول يسارية ودعم المطالبات بتكافؤ الفرص قبل الأزمة، كما كان لعبة بيد عبدالرحمن عبدالله كمال لفترة تحكم خلالها الأخير بقرارات مجلس الإدارة برغم كونه سكرتيراً لها.

- غسان مهنا
أحد المديرين في "بنوكو" قبل الدمج، وتولى بعده مهاماً عدة كان آخرها مديراً عاماً لقسم شئون الموظفين والإدارة الذي شغله عبدالرحمن عبدالله كمال. وراس مهنا لجان التحقيق في فترة الزار وكان مأموراً مباشرة من ديوان رئيس الوزراء لتسريح العمّال  وتوقيفهم ولا يزال كذلك، ولديه مكاتب عدة في الشركة ومنزل في عوالي كان مخصصا لإحدى المشاريع حيث يتسكع فيه بعيداً عن أعين الإدارة.

- عبد الرحيم فخرو
كان مديراً لدائرة التخزين والشحن، وعُيّن قبل عام تقريباً مديراً في مهمة رسمية نتيجة لاقتراب موعد تقاعده. ومؤخراً عُيّن كسكرتير لمجلس إدارة الشركة بعدما تولى لفترات متقطعة منصب المدير العام التسويق والمدير العام لشئون الموظفين والإدارة.

- إبراهيم طالب
يمكن وصفه بأفضل متسلق في تاريخ "بابكو". كان مهندساً في دائرة الخدمات الفنية واستطاع أن يتسلق سلم الوظائف العليا فًوصل إلى منصب مراقب في تلك الدائرة واستطاع الخروج منها نحو دائرة معالجة الزيت ليصبح مراقباً لأحد أقسامها، ومن ثم مديراً لها لسنوات قليلة، رُقّي بعدها إلى منصب المدير العام للتكرير. ومؤخراً، رُقّي إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي لشئون التكرير وعينه على منصب الرئيس التنفيذي برغم عدم أهليته لكل تلك المناصب التي تبوأها.

ويمتلك طالب نزعة استحواذية إذ إن معظم سفرات العمل للمشاريع الجديدة والقديمة، بالإضافة إلى سفرات المصانع التي تزود الشركة بقطع الغيار، لا تخرج من حدود مكتبه أو من ينوب عنه، وذلك حينما كان يتولى منصب مراقب في دائرة معالجة الزيت. 

- عبدالقادر سيد جعفر
كان مهندساً في دائرة الهندسة قبل سنوات عدة وتم نقله إلى دائرة القوى والمرافق بعد إغلاق القسم الذي كان يعمل فيه لعدم جدواه. التحق بالدائرة وعمل كمراقب لقسم التوزيعات والتزويد لسنوات من دون أن يكون القسم بحاجة إلى خدماته، فمشرف التوزيعات والتزويد يقوم بمجمل العمل إلى جانب المشرف المباشر وعامل إضافي يقوم ببعض الأمور الفنية أصبح لاحقاً العامل مشرفاً على بعض المشاريع.

وبسبب حفلة الزار التي بدأت وامتدت من هذه الدائرة، وبسبب تسريح أحد المراقبين التنفيذيين فيها، أصبح المجال لمثل جعفر خالياً فعين مديراً للدائرة وتغيرت أساليبه، فقد كان يدعم كل المتقدمين إلى فرص العمل في الشركة أو طلبة الدراسة، وتحول ذلك بعد تعيينه إلى رفض منسق ودبلوماسي للمتقدمين.

- يوسف أحمد بوجيري
يخطو خطوات كبيرة في سلم التسلق، فقد كان أحد المشغلين في دائرة القوى والمرافق وطلب من أمه التي كانت تعرف زوجة مدير الدائرة السابق فيصل أحمد التوسط له لابتعاثه للحصول على شهادة البكالوريوس من جامعة البحرين، وبعد نيلها بالتملق لبعض الطلبة والأساتذة في الجامعة تم ابتعاثه إلى المملكة المتحده لمدة عام بالكامل على نفقة إحدى المشاريع. وبعد عودته عُيّن في وظيفة مهندس الطاقه ثم بات مراقباً ليشغر لاحقاً وظيفة مراقب قسم التوليد في الدائرة نفسها تمهيداً ليكون المدير المستقبلي للدائرة.

وكان يدير حفلات الزار داخل الشركة وكأنه الضابط المسئول عن التسريح في الشركة ككل، وعمد والفريق الذي تم اختيار عناصره بدقه لتدويح الدوائر على وجوه موظفي الشركة الذين شاركوا في احتجاجات "دوار اللؤلؤة"، وكان شغلهم الشاغل مراقبة الصور ومحاولة التعرف إلى الموظفين واستخدام كل إمكانيات الشركة لهذا الغرض بما فيها التجسس على بريد الموظفين الالكتروني.

وتألف الفريق المذكور من: عبدالعزيز رشدان، جمال عبدالحسين، بدر محمد رئيس وصلاح حسن بالإضافة إلى بعض الموظفين المساندين لهم من خارج الدائره كمحمود بوجيري من دائرة هندسة الاعتماد وسهى الشافعي من دائرة المحاسبة الإدارية وفاطمة فخرو من دائرة الموظفين وآخرين.

- عبدالعزيز رشدان
من كبار المتآمرين على مؤيدي المعارضة والمعروفين بتعصبهم الطائفي، علماً بأن زوجته شيعية وتزوجا قبل أن يتحول إلى الوهابية. وظف علاقاته في خارج الشركة ليساهم بشكل كبيرا في فصل العمال، وانتهى به المطاف مترأساً للمجلس التأسيسي للنقابة الحرة في الشركة، ومن ثم الدخول في مجلس إدارة الإتحاد العمالي الحر والتفرغ من قبل الشركه لهذا المنصب.

- محمود عبدالرحيم
كان مهندساً في دائرة الخدمات الفنية وتمت ترقيته إلى منصب اختصاصي في الدائرة نفسها، ونقل خلال العام الماضي إلى دائرة معالجة الزيت الجنوبية ليشغل فيها منصب مراقب لستة أشهر فقط عين تلوها، أي منذ شهر تقريباً، في منصب مدير الدائرة بالوكالة.

- بدر محمد رئيس
هو ابن مدير دائرة الهندسة سابقاً وقد تم تعيينه قبل حوالي ست سنوات كمهندس كهربائي في دائرة القوى والمرافق وتحديداً في قسم التوزيعات والتزويد. وبعد عامين، تم نقله إلى دائرة الهندسة مرافقاً لإحدى المشاريع وما زال في مركزه حتى اليوم. وهو لا يقوم بعمل يذكر غير زياراته غير الضرورية إلى دائرة القوى والمرافق للدردشة مع بعض المؤزِّمين هناك. 

كان يطمح إلى استلام منصب مراقب في دائرة القوى والمرافق خلفاً لعبدالقادر سيد جفر الذي تولى منصب مدير الدائرة.

- عدنان رمضان 
شغل منصب مراقب في دائرة المحاسبة الإدارية وتم تعيينه لاحقاً كمدير للدائرة بالوكالة قبل شهر تقريباً، علماً أن هناك من هو أكفأ منه ليشغل هذا المنصب.

- نور الدين إبراهيم
أمضى سنوات طويلة في دائرة الصيانة قبل تعيينه في منصب مراقب عام في الدائرة نفسها قبل أعوام قليلة، وبعد نقل مدير دائرة التسويق المحلي إلى منصب مدير عام شركة "بافكو" الذي كان يتولاه صلاح الدين العلوي وساهم في تسريح جميع الموظفين الشيعة في تلك الدائره، عُيّن إبراهيم في تلك الدائره في منصب مدير. 

ومن المرجح أن يعيّن إبراهيم في منصب المدير العام للصيانة قريبا بعد خروج المدير العام الحالي مهدي حسن إلى التقاعد، وهو ما سيضعف هذا القسم لعدم كفاءة إبراهيم، سيما وأن مدير دائرة الصيانة الحالي محمود ميرزا تبوأ منصب المدير العام لفترات طويلة وهو الأجدر ليكون في هذا المنصب، ولكن بحكم أنه من أصول فارسية فسيتم تهميشه.

- بدر الدوسري
أحد المهندسين في قسم الحفر سابقاً وتمت ترقيته إلى منصب مراقب في القسم. ومع بدء الأزمة، استبعد مدير دائرة التدريب والتطوير أحمد طاهري من منصبه وعين مكانه الدوسري الذي عيّن بدوره أسامه الحمد في منصب مراقب قسم في دائرة التدريب من دون الإعلان عن شغور الوظيفة. ولاحقاً، نقل الدوسري من دائرة التدريب لعدم كفائه واهتمامه بالشعر والحفلات وإهماله لعمله الأساسي.

- خالد بوهزاع
هو مدير دائرة التزويد البحري ويتوقع أن يتم تعيينه قريباً في منصب المدير العام للتسويق، ليصبح عضو مجلس إدارة في "بافكو" مع توليه منصب مدير في "بابكو".

- عادل القعود
هو أحد المديرين الجدد لدائرة الأمن في "بابكو"، وضابط متقاعد من "قوة الدفاع" ومدير سابق لإحدى الدوائر في شركة "بتلكو" والتي أحالها إلى مرتع لمحسوبياته. وبعد تعيينه في منصبه الحالي لأكثر من شهر تم إيقاف 12 موظفا عن العمل للتحقيق في مسألة اختراق نظام الشركة.

- إبراهيم محمد
هو أحد رؤساء الأقسام في دائرة الحريق والسلامة، تمت إعارته إلى شركة تطوير للبترول، ثم عاد قبل شهرين تقريباً إلى "بابكو" مدعوما بأوامر عليا لتعيينه نائباً لمدير الدائره الحالي أحمد خليل، في خطوة لإزاحة ألأخير خلال فترة غيابه عن الدائرة.

- سعيد عبدالرحمن 
كان مديراً لدائرة العقود سابقاً في الشركة، وقدم استقالته منها بعد إلغائها ودمجها مع دائرة المشتريات لينضم إلى هيئة النفط والغاز الوطنية. وتم تعينه قبل أسبوعين في منصب مدير دائرة خدمات العوالي خلفاً لمحمد الشهابي الذي تجاوز السبعين من عمره.

- داود نصيف
معروف كشخصية  منصفة ولم يشارك في حفلات الزار. هناك تأكيدات أن منصب الرئيس التنفيذي لشركة بابكو المقبل سيكون له، تم تعيينه مؤخراً نائباً للرئيس التنفيذي بالوكالة. كان مديراً لدائرة الخدمات الفنيه لفتره طويلة قبل ترقيته قبل أكثر من عامين لمنصب المدير العام لقسم الأعمال والخطط الإستراتيجيه، وهو يهودي كما يشاع عنه، يعتقد أنه بديل جيد في هذا المنصب المتوقع، سيما أن لا صلة له بالمذهب والدين في هذا الوضع المتأزم. هناك علاقة حادة بينه وبين إبراهيم طالب نائب الرئيس التنفيذي وكذلك خالد الصباغ مدير عام التسويق.

- خاتون الأنصاري
التحقت بالشركة قبل ما يقارب 8 اعوام كمدرسة للغة الإنجليزية بدائرة التدريب. عملت في التدريس لمدة عامين فقط قبل أن تُلحق ببرنامج (مشاريع انجاز البحرين) في دور هامشي، ثم تحويلها إلى دائرة العلاقات العامة قبل عامين، ثم لدائرتها الأم الآن في منصب مراقبة قسم الخدمات. وهي واحدة ممن ساهمن في حملات الفصل التعسفي التي طالت الموظفين عقب الاحتجاجات، عرف عنها شدّة تملقها. 

وبسبب عدم وجود مدير في دائرة التدريب، فقد وضعها غسان المهنا مديرا عاما للموظفين والأدارة بالوكالة، لتسيير الدائرة مكانه وهو يراقبها من بعيد، فيما يُتوقع تعيينها بمنصب المدير مستقبلا.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus