مرآة البحرين (خاص): النظام يهدد اليوم عبر أحد تابعيه. النظام يهدد؟ لا جديد إذن، ولكن الجديد هذه المرة هو أن النظام يهدد الشيعة والولايات المتحدة بالقول: أنا أو "القاعدة"!

لا يختلف خبير في الشأن السياسي البحريني على أن سوسن الشاعر من تابعي النظام وأن هناك من يتحدث من خلفها، وها هو النظام يقول اليوم عبرها: حلم تصفير الدولة الذي تدفع به الولايات المتحدة عن طريق الدمى التي تحركها يعني باختصار أن تضع الشيعة في مواجهة السنة لا في البحرين فحسب بل في دول الخليج، وأنها تعرض جميع مصالحها العسكرية والاقتصادية للخطر وتعيد إحياء "القاعدة" التي ستكون هذه المرة في عقر دارها. فالولايات المتحدة تدفع السنة إلى خيارات محدودة تجاه الاثنين "الشيعة وهم"، فهل هذا ما ترغب به؟

تخيير لا لبس فيه يطابق قول أحد أركان النظام سابقا: "أنا أو الفوضى". يكررها النظام اليوم عبر صحيفة الديوان الملكي المملوكة لجناح "الخوالد"، أي "الوطن": نحن أو "القاعدة".

ولكن هل لـ"القاعدة" حضور وشعبية في البحرين؟ يمكن للقارىء أن يجد الاجابة في التغريدات العلنية للافي الظفيري التي نشرتها "مرآة البحرين" وحللت ما ورائها، وأظهرت أن البحرين أضحت في ظل الملك ورفاقه "الخوالد" ملاذاً آمنا لـ"القاعدة". هذا ليس كلاماً اعتباطيا بل هو اعتراف عفوي من شخص كالظفيري، فمقاتلون سابقون في العراق ومطلوبون أمنيون في السعودية يدخلون ويأمنون في البحرين. هكذا هو الأمر ببساطة، فـ"الخوالد" يعتبرون رعاة "السلفية" في النظام وهذا ما ستثبته "مرآة البحرين" في تنشره قريبا.

يقول النظام عبر الشاعر: التطرف السني الذي بدأ ينشط مؤخراً سيتسيد الموقف لا في مواجهة الشيعة فحسب بل حتى في مواجهة المصالح الأميركية، ولن يكون وقتها مجال لاعتدال أو لتنافس قوى سياسية أو لنعيم الديمقراطية الذي ترمي به الولايات المتحدة طعماً إلى الحالمين. نحن ننطلق بتشخيصنا من واقع في حين تنطلق أماني الحالمين من افتراضات فضائية لا تستند إلى الأرض. 

إنه تهديد يصبح أصرح وأوضح و"شاهر ظاهر" كما يُقال، حين تقول الشاعر: الولايات المتحدة تعبث بمصير أقلية في مواجهة أغلبية، ولا يمكن أن تمنحهم الحماية إلى الأبد.

نظامٌ أصبح متطرفاً تماما ويقوده ملك يؤمن بحكمة الشاعر الذي يجلس على يمينه. إنه خالد بن أحمد آل خليفة.