داخل الشباك.. الرئيس المطرود: أنا ومن بعدي الطوفان! فواز بن محمد.. «نيرون الرياضة» بعهده!

2013-03-23 - 6:20 ص


مرآة البحرين الرياضية (خاص): في مثل هذه الأيام من العام 2011، أي قبل عامين تحول تلفزيون البحرين الرسمي إلى محكمة (قذرة) طالت الرياضيين من لاعبين ومدربين وكوادر إدارية، من أصحاب الإنجازات غير المسبوقة على الصعيد القاري والدولي، على خلفية مشاركتهم في مسيرة الرياضيين ضمن فعاليات ثورة الرابع عشر من فبراير وتجمع دوار الؤلؤة، وهي الفعاليات التي أثبتت وأكدت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق برئاسة محمود شريف بسيوني شرعيتها وسلامة أدواتها.

وفي واقع الأمر أن التلفزيون لقد برع في مهمته الهادفة للحط من كرامة الرياضيين وإسداء خدمة كبيرة لجهاز الأمن الوطني من خلال عرض صور اللاعبين أثناء مشاركتهم بالمسيرات مع دائرة على وجه كل لاعب، واسمه وصفته والجهة التي ينتمي إليها، ولعل هذه البراعة الفريدة في السوء والتي ساهمت وسهلت عملية الاعتقالات في ليالي المداهمات المرعبة، جديرة أن تُنسب لشخصية جبلت على الانتقام والتشفي في الخصوم، متمثلة في فواز بن محمد آل خليفة الذي كان حينها رئيساً لهيئة شئون الإعلام وهو من أراد من خلال تلك الممارسات ضرب عدة عصافير بحجر واحد.. كيف ولماذا؟

لقد كان فواز الذي يُصنف من الردكاليين (الطائشين) من بين أفراد عائلة الحكم، يدرك تماماً أن حدوث أي تغيير ينتج نظاماً سياسياً عادلاً قد يلقي به خارج حسابات أي تشكيل وزاري، وهو ما لا ترتضيه أي شخصية أدمنت حب الظهور ببروتوكولات "المشيخة"، إلا أنه وكما تجلى أن رغبته بالثأر لنفسه كانت أكبر من أي سبب آخر، بعد الصفعة التي تلقاها بطرده من المنظومة الرياضية التي كان يديرها بمزاجه على مدى عشر سنوات كرئيس للمؤسسة العامة للشباب والرياضة.

ولم تكن عملية " تطهير " الرياضة بحد تعبير الجيش، أو التخلص من فواز ونفوده من الرياضة بحد تعبيرنا، خافية على أبسط المتتبعين للشأن الرياضي البحريني، حين قررت الدولة في مايو 2009 تفعيل دور اللجنة الأولمبية التي كانت منذ تأسيسها عبارة عن مؤسسة صورية لاتقدم ولا تؤخر بخلاف وضع اللجان الاولمبية في بقية الدول حيث تكون الجهة المسئولة عن سائر الاتحادات الرياضية، وهو ما يعني تقليم صلاحيات المؤسسة العامة للشباب والرياضة ورئيسها، وعندها قرر فواز التقدم لانتخابات الرئاسة ليحافظ على نفوده وقد حظى بتأييد أغلبية الاتحادات الخانعة لسطوته.. حتى بات في حكم المؤكد ولغاية يوم الانتخابات أنه هو الرئيس الرسمي للجنة قبل أن تحدث المفاجئة المدوية التي كسرت أحلامه وبددت أوهامه..فماذا حدث؟

لقد أعلن نجل الملك ناصر رغبة الترشح لرئاسة اللجنة في يوم الموعد المقرر للانتخابات، وهو ما يعني أن لا رئيس للجنة غير هذا الفتى العشريني الذي لايقبل بغير أن يكون الأول في كل شيء وعلى كل شيء. ولم تفلح محاولات فواز في تغيير الواقع حتى بعد أن طرق باب وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد آل خليفة من أجل ثني القرار بحجة العمر الصغير لناصر الذي يخالف السن القانوني بحسب اللوائح، إلا أن وزير الديوان قابله بتوبيخ وأسمعه ما لايحب، وأكد له أن القانون الذي يتحدث عنه يتغير وينحني بإجلال أمام حضرة ابن الملك "المدلل" ناصر.

لقد شعر فواز بخيبة أمل وصدمة كبيرة لم يخفف من وطأتها قرار نقله وتعيينه رئيساً لهيئة شئون الإعلام برتبة وزير، وهو ما ولد لديه رغبة الانتقام التي نفدها من خلال تلفزيونه في الرياضيين وكان الهدف من ورائها تصفية حساباته الشخصية مع من خالفه منهم، إلا أن هدفه الأهم كان تدمير الرياضة.. حتى لا تقوم لها قائمة في غير عهده، وكأنه يقول لمناوئيه: "أنا ومن بعدي الطوفان"، وفي الحقيقة فواز بن محمد تحول إلى "نيرون" وأحرق الرياضة البحرينية.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus