زينب الخواجة من سجن مدينة عيسى: أرى في عيون البحرينيين المرارة في عيون أنصار مارتن لوثر كينغ

2013-03-26 - 1:48 م


مرآة البحرين: قالت الناشطة الحقوقية المعتقلة زينب الخواجة إنه "عندما أنظر في عيون المحتجين البحرينيين اليوم أرى، لمرات عديدة، تغلب المرارة على الأمل، وهي المرارة نفسها التي رآها مارتن لوثر كينغ في عيون مثيري الشغب في الأحياء الفقيرة في ولاية شيكاغو عام 1966".

وأشارت الخواجة، في رسالة من سجن مدينة عيسى للنساء نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الإثنين، إلى أن كينغ "رأى أن الناس أنفسهم الذين قادوا احتجاجات لا عنفية والذين خاطروا بحياتهم وأطرافهم من دون أي رغبة في الانتقام صاروا على قناعة، فيما بعد، أن العنف هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم".

وأضافت الخواجة "اليوم يحزنني، كما أحزن كينغ من قبل، أن أجد بعض المحتجين الذين واجهوا دبابات وبنادق النظام بصدور عارية وبالزهور، يتساءل: "ما نفع اللاعنف؟ ما جدوى التفوق الأخلاقي إذا لم يكن هناك حتى من يصغي؟"، فـ"شرح كينغ أن اليأس نتيجة طبيعية عندما لا يرى الناس الذين يضحون بالكثير تغييراً على المدى المنظور وعندما يشعرون أن معاناتهم لا قيمة لها".

وتابعت "من المفارقة، أن التغيير نحو الديمقراطية في البحرين بطيء للغاية بسبب الدعم الذي تقدمه معظم الدول الديمقراطية القوية للطغاة هنا"، موضحة "من خلال بيع الأسلحة والدعم الأقتصادي والسياسي، أثبتت الولايات المتحدة الأميركية وحكومات غربية أخرى لشعب البحرين أنها تقف إلى جانب نظام آل خليفة الملكي ضد الحركة الديمقراطية".

وأردفت الخواجة "بينما كنت أقرأ كلمات كينغ تمنيت لو كان على قيد الحياة، ووجدت نفسي أتساءل عما قد يقوله عن دعم الإدارة الأميركية للطغاة البحرينيين، وعما قد يقوله عن غض النظر عن الدم والدموع المراقة في طلب الحرية"، قائلة "كل ما كان علي فعله هو قلب الصفحة. وهذه المرة تحدث مارتن لوثر كينغ إليكم، إلى الأميركيين، وليس إلي "هذه أوقات ثورية. ففي كل أنحاء العالم، يثور الناس ضد الأنظمة العتيقة القائمة على الاستغلال، وتولد الآن أنظمة جديدة قائمة على العدالة والمساواة، وعلينا نحن في الغرب دعم هذه الثورات".

ولفتت إلى أنها تسمع صدى كلمات كينغ في "الزنزانة القذرة والمكتظة حيث أعيش. أنا أسمع كلمات القائد الأميركي الكبير، والذي صار قائداً عظيماً بسبب إخلاصه المطلق للفضيلة والعدالة. وفيما أعجب بحكمته في زنزانتي الصغيرة"، متسائلة "إن كان الشعب في الولايات المتحدة يصغي أيضاً؟".

أحياناً، ومن خلال كلماته، تختم الخواجة، "كان مارتن لوثر كينغ مرافقاً ورفيقاً في الزنزانة أكثر من كونه معلماً. وهو يقول "لا أحد يستطيع فهم كفاحي ما لم ينظر في عيون الذين يحبهم"، مدركاً أن خياره الوحيد هو اتخاذ موقفاً سيتركهم معذبين"، وتضيف "أنا أفهم ما يقصده. هو كتب كأنه جالس إلى جانبي "تجربة السجن هي حياة من دون تغريد طائر، من دون رؤية الشمس والقمر والنجوم. إنه بقاء مجرد - بارد، قاسي، متدهور".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus