سياسة أمريكية جديدة تجاه البحرين

2013-03-27 - 6:57 ص


ترجمة مرآة البحرين

نشر جان فرانسوا سيزنيك من جامعة جورج تاون بقائمتة البريدية بضعًا من الحقائق والشائعات التي تتحدث عن تغيرات بالسياسة الأمريكية والسعودية والتي تعطي بصيصًا من الأمل بإنهاء أزمة البحرين الممتدة لأكثر من سنتين ومنها:

أحد أفراد آل خليفة يكسر صمت العائلة الحاكمة ويتحدث عن الخلاف الدائر بين الليبراليين والخوالد  لصحيفة وول ستريت جيرنال ستريت وبالرغم من المطالبات بالتحقيق في حديثه إلا أنه لم يحدث شيء لذلك الشيخ، وعلاوة على ذلك تم  ترقية ولي  العهد الشيخ سلمان والمعروف بأنه أكثر ليبرالية في الأسرة الحاكمة ليصبح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

تصريح وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن خليفة لوكالة الأنباء الكويتية بتأخير المحادثات مع المعارضة بشأن  تقاسم السلطة. التأخير مؤكد. ولكن كلمات مثل تقاسم السلطة جديدة تمامًا وتعني الكثير.

التغيرات الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية وسعيها لتقريب الأمير مقرن بن عبدالعزيز ليصبح على الخط بعد الأمير سلمان المريض جدًا. يعتقد أن الأمير مقرن مقرب من الملك عبدالله ويعتبر ليبراليًا في القضايا الاجتماعية والاقتصادية. إنه متعلم جيدًا وسافر كثيرًا. 

ذكر أحد المراقبين أن الأمير عبدالله بن متعب أرسل رئيس أركانه لدفع القيادة البحرينية للاستجابة لبعض مطالب المعارضة.

هناك حملة متصاعدة في الأشهر القليلة الأخيرة في واشنطن من قبل المنظمات غير الحكومية، ومراكز الأبحاث في مؤسستي الدبلوماسية والدفاع لإغلاق القاعدة البحرية في البحرين. الموضوع يناقش بسخونة ويتراوح بين "الإغلاق مستحيل" إلى "سيكون ممكن عمليًا". وحقيقة الأمر أن مؤيدي فكرة الإغلاق يكسبون الجولة.

يبدو أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات البحرينية قد وصلت لأدنى مستوياتها فهناك شائعات معتبرة حول عدم إرجاع السفير الأمريكي ورئيس القاعدة البحرية إلى البحرين.

كل تلك الحقائق تقود إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة  أخيرًا وجدت ما يؤثر على نفوذ المتطرفين من العائلة الحاكمة بالبحرين "كما ذكر بصحيفة وول ستريت جيرنال" بأن هذه الجماعة لعبت على الوتر الطائفي ونجحت في تقسيم البلاد بحيث جعلت الغالبية عرضة للتأثير الإيراني. ربما كان ذلك سيوافق هوى السعوديين المحافظين، لكنه بدون شك كان ضد سياسة الملك عبدالله السابقة والهادفة لجعل الإسلام شاملًا جميع الطوائف والاتجاهات حيث يمكن أن يعيش الشيعة والسنة في وئام.

كما  أن التدخل السعودي والإماراتي في البحرين جاء في وقت كان الملك السعودي مريضًا ومن يمسك بزمام الأمور هم المتشددين لذا نجح متطرفو البحرين في إقناع العناصر الأكثر محافظة من العائلة الملكية السعودية في أن تبدي السعودية إشارة قوية من الدعم لآل خليفة في البحرين ضد أي ترتيب للمشاركة في السلطة مع المعارضة الشيعية. 

كل ما ذكر من حقائق / شائعات يظهر بان الأمور قد تتغير والأهم هو استعادة الملك عبدالله السيطرة على العديد من القرارات في الأشهر القليلة الماضية والتي تعكس رغبته في إنشاء قاعدة قوية لمن سيخلفه لذا سعى لإشراك المرأة في مجلس الشورى، ورشح الأمراء الأصغر سنًا للسلطة، وعمد إلى تعيين الأمير مقرن نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى تعيينه أحد أبنائه مسؤولًا عن سياسة البحرين وتسوية الخلافات بين المعارضة المعتدلة والعناصر الأكثر اعتدالًا من آل خليفة وبالتالي تهميش الخوالد.

ومن الشائعات القوية أيضا هو اتجاه الولايات المتحدة لإغلاق القاعدة البحرية بالبحرين وهذا يفرح المتطرفين لكنه مقلق للسعوديين فالقاعدة وجدت لتحميهم لا لحماية آل خليفة. السعودية تعتبر القاعدة البحرية كخط دفاع أول لها ضد إيران. لو أغلقنا القاعدة ونقلنا القيادة إلى قاعدة قطر الجوية، وأجلينا السفن من البحر وأرجعنا بضعة الآلاف من الرجال والنساء إلى الوطن سيُفهم  ذلك في الخليج على أنه إضعاف للعائلة الملكية السعودية ولخط دفاعها.

وعليه يبدو أن على السعوديين دفع آل خليفة للتخلي عن سياساتهم في سحق الأغلبية الشيعية حماية لمصالحهم الإقليمية الخاصة وهذا يحد من انجذاب الشيعة في البحرين لإيران كما يضمن بقاء القاعدة الأمريكية بها. ويمكن للمرء أن يخلص إلى أن الأمير مقرن صاحب الشعبية في المملكة ويحترمه الغرب كثيرًا لثقافته، والأمير متعب الأكثر شبابًا قد قررا أن يطبقا سياسة لدفع أبناء عمومتهم الفقراء في المنامة لإيجاد حل يتخطى التعاقد مع شركات العلاقات العامة باهظة التكاليف في واشنطن.

وهناك طريقة أخرى أكثر مركزية إذ ستعمد الولايات المتحدة إلى الضغط على السعوديين من أجل التغيير في  البحرين. عن طريق التفكير جديُا في إغلاق القاعدة، تستطيع واشنطن التأثير على السعوديين ليفرضوا تغييرًا في البحرين دون الحاجة للتفاوض مع العناصر العقائدية المتطرفة في العائلة الحاكمة في البحرين والتي لا يمكن الوثوق فيهم. لو تصرفت الدبلوماسية الأمريكية على هذا المنوال فإنها ستكون أكثر تطورًا مما يعتقد. 



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus