مرآة البحرين

2011-05-12 - 7:05 م

منذ دخول قوات درع الجزيرة، صرنا لا نرى ما يحدث فينا وبيننا في صحافتنا المحلية، وجدنا أنفسنا خارج مرآة إعلامنا الذي كنا بدرجة ما فيه، لا بد من ابتكار مرآة نرى فيها وطننا باختلاف زواياه وتعدد مواقعه، تأتي (مرآة البحرين) من هذه الحاجة الملحة لأن نرى وطننا الذي هو نحن والحكومة والناس الذين يتخطفهم الموت والخوف والفصل والتوقيف والهجرة.

لسنا إعلام فضائح ولا فتنة ولا زعيق ولا أيديولوجيا، لكننا إعلام معارض، معارض للصحافة التي لا تريد أن تعكس إلا ما تريده السلطة السياسية، ومعارض لصحافة الولاء والطاعة وسيوفها، ومعارض لاختزال الناس في تصنيفات الخونة والموالين. سنلتزم بالمهنية والصدق والنزاهة والحقيقة لأنها أسس المواطنة التي نسعى للانتصار لها في نظام سياسي يقوم على الملكية الدستورية الحقيقية، ملكية لكل سلطة فيها استقلالية لا يختزلها ملك في قبضة واحدة.

نستمد من المرآة وضوح الرؤية وصدق الصورة وإظهار المحاسن والعيوب، نريد لمرآتنا أن تُمكّن السلطة السياسية من أن ترى وطنها في حقيقته كما يعيشه المواطنون في مواقع عملهم وبيتوهم وقراهم ومدنهم وشوارعهم ومجمعاتهم التجارية وتجمعاتهم المدنية والشعبية والدينية والسياسية، ونريد لمرآتنا أن تُمكّن الناس من أن يروا حقيقة السلطة التي  تحكمهم في قرارتها ورجالاتها ووزارتها وسجونها ومستشفياتها ومطبخها السياسي وإعلامها. ذلك ما تريده مرآتنا وإن أزعج أحداً ما تريده، فعليه أن يتعلم من المرآة درس الصراحة والصدق والشفافية.

نؤمن أن حركة 14 فبراير/ شباط في دوار اللؤلؤة حركة مطلبية سياسية وطنية، وملتزمون في مرآتنا بخطاب الجمعيات السياسية الذي صاغته في دوار اللؤلؤة والذي يؤمن بحق الناس في الملكية الدستورية وبرلمان كامل الصلاحيات وتمثيل سياسي عادل للدوائر الانتخابية ودستور عقدي ومواطنة دستورية غير محكومة بسياسة التجنيس السياسي.
لا ندعي أن البحرين في مرآتنا وحدنا، ولا ندعي أننا قادرون أن نعكس مساحة هذا التعدد الذي هو ميزة وطنية أصيلة نفخر بها، لكننا نبذل ما بوسعنا لنعكس جانباً مغيباً من المشهد البحريني.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus