محنة عائلة «منتدى الدير»: حمزة مفرج عنه إلى حين، وعلي مختطف مرة أخرى!!

2013-03-30 - 2:11 م


مرآة البحرين (خاص): أحمد الديري مدير منتديات الدير، الذي نشرت مرآة البحرين قصة معاناته في المعتقل خلال فترة قانون الطوارئ، مع ولديه حمزة وعلي في الفترة نفسها، لا يزال حتى اليوم، أي بعد عامين كاملين، مهدداً في ولديه اللذين يبدو وكأنهما لا يغادران المعتقل إلا ليتم إرجاعهما إليه مرة أخرى. فحمزة الذي تم الإفراج عنه مؤخراً في يوم الأحد 24 مارس 2013، بعد انقضاء فترة محكوميته، لا يزال مهدداً بالعودة إلى السجن بسبب صدور حكم غيابي آخر عليه، لم يعلم عنه مسبقاً. فيما تم اختطاف (علي) مؤخراً أيضاً، ولم تفلح محاولات الأب في معرفة مكانه، قبل أن يتفاجأ أخوه حمزة وهو في أيامه الأخيرة لمغادرة المعتقل، أن أخاه معتقلاً معه.

حكاية هذه العائلة بدأت منذ 1 أبريل 2011، عندما تم اعتقال الشابين مع والدهما، ومن ثم إطلاق سراح العائلة بعد ثلاثة أشهر مع وقف تنفيذ الحكم ضد الأب، بينما حكم على "حمزة " بستة أشهر وأخيه الأصغر الطالب الجامعي   "علي" بسنة واحدة. 

لكن انتهاء فترة سجن (حمزة) لم تكن كافية، والإفراج عنه ليس للفرح بالحرية، بل للتهديد المفتوح بالإعادة إلى قضبان السجن، يقول حمزة لمرآة البحرين: أثناء إنهاء إجراءات الإفراج فاجأني قسم التحقيقات الجنائية أن هناك حكما غيابيًا قد صدر نحوي بالحبس شهرين بتهمة " التجمهر في مسيرة الصافرية " وبعد المداولات فيما بينهم قرروا الإفراج عني لحين إشعاري بالحضور مجددًا لعمل معارضة للحكم الغيابي ودفع غرامة 100 دينار و 50 دينارا للتنفيذ ويبدو أني سأعود مجددا للسجن ثانية !!. 

أما عن معاناته بين القضبان فيقول: كان نصيبي في المعتقل ثلاثة أشهر أثناء فترة ما يسمى بالسلامة الوطنية ومثلها بعد تلك الفترة. الفترة الأولى تركًز الانتقام على التعذيب البدني واللفظي بشكل يومي. أبسط حقوق المعتقل في دائرة الممنوع، السهر ممنوع، الظلام ممنوع، حتى فتح باب الزنزانة ممنوع! عالمك مجموعة المعتقلين الذين يشاركونك الزنزانة والحمام فقط. في الفترة الثانية المتبقية في السجن كان وجود بعض الرجال الملهمين في الزنزانة مثل الحاج أحمد المقابي والشيخ علي المسترشد الذي كان يمضي ليله في تلخيص الكتب ليعيد نثرها علينا في أجواء، اتسمت بالروحية ساعدت على تحرر فكرنا من واقع السجن، فكان أن مضت الأيام أخف وطأة لم يعكرها إلا لحظة اكتشاف اعتقال أخي الأصغر "علي" ومشاركته معي أقبية السجن قبل موعد الإفراج عني بأسبوعين تقريبا. اتصلت بأبي لأخبره بوجود أخي معي في السجن وكان القلق قد استبد به   طوال اليومين لمعرفة مكانه بعد اختطافه فجرًا من البيت.

وحول اختفاء ابنه علي يقول أحمد الديري لمرآة البحرين: في يوم 7 مارس 2013م بعد أن اكتشفت اختفاء ولدي علي فجرا من غرفة نومه، طرقت كل مراكز الشرطة والتحقيقات الجنائية دون خيط يدلني على مكانه،عاودت السؤال عنه بمركز شرطة سماهيج ليختصر عذاب اليوم بكلمة (موقوف). 

ثمة أسئلة ما تهطل مسببة زوبعة من التفكير، ما سبب توقيفه؟ وأين تم توقفيه؟ لم لم يدعوه يتصل لأهله؟ لماذا هم لم يتصلوا؟ خصوصاً وأنه كان لوحده أثناء اعتقاله. وأنا أتنقل بين مراكز الشرطة اتصلت بأحمد الساعاتي، النائب في البرلمان وعضو المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وأخبرته بالقضية. اقترح أن اتصل بنائب دائرتنا إلا أني فضلت أن تكون المتابعة من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ، فطلب مني أن أتصل بعبد الله الدرازي نائب رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، الذي طلب مني بدوره أن أرسل له اسم الولد بالكامل ورقمه الشخصي، ووعدني بعمل اللازم. سألته حينها بأن اليوم الخميس والوقت بعد الظهر ألن يكون هذا عائقاً بسبب نهاية الأسبوع؟ فقال: "إحنا ما عندنا ويك اند" لكن المحصلة أن نائب رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لم يستطع معرفة مكان ابني ولا حتى طمأنتي ولا تخفيف قلقي، حتى عرفت مكانه بعد اتصال حمزة بي.

يضيف مدير منتديات الدير: في دائرة العقاب التي تفرضها الدولة لم تعد بمأمن أن تخرج من السجن ما دامت علب القضايا الجاهزة مصفوفة على أرفف مكاتب الشرطة، تخرج لتدخل ثانية في متاهة لا يشعر بوخزها إلا كل من تجرع بعض من مرارتها.  


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus