مرآة البحرين: انتقد الشيخ عيسى قاسم الموقف الذي يدعو ويصر على أن يبقى الدستور المثير للمشكلة وأن يبقى الشعب معزولاً عن موقع اتخاذ القرار والتشريع، مشيدا في المقابل بالموقف الذي يذهب إلى الإصلاح الحقيقي ويصحح العلاقة القائمة بين دور الشعب ودور الحكم.

وقال الشيخ قاسم، خلال خطبته لليوم الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، إن "السُّلطة في البحرين والمعارضة والموالاة صارت تعترف بوجود أزمة في البحرين، والكل وبحسب ما تظهره تصريحاته يظهر أنه لا يريد إلا أن تخرج البحرين من ليلها إلى ضحاها".

وأشار إلى أن هناك "موقفاً يدعو ويصر على أن يبقى الدستور المثير للمشكلة هو الدستور، وأن يبقى الشعب المعزول معزولاً عن موقع اتخاذ القرار والتشريع، وأن تبقى عملية الانتخاب شكلية تؤدي إلى نتيجة حتمية، تمّكن من بقاء الوضع سلطوياً شمولياً بصورة مطلقة".

ولفت إلى "موقفٍ آخر يذهب إلى الإصلاح الحقيقي على كسب رضا الشعب وتوافقه مع الحل الذي ينتهى إليه، مما يلبي متطلبات المرحلة، ويضع الوطن على سكة الانقاذ ويصحح العلاقة القائمة بين دور الشعب ودور الحكم"، معتبرا أن "الموقف الثاني يواجه الأزمة بحل يتطلب جرأة وشجاعة من السُّلطة ومن كل المستفيدين من الحالة الراهنة السيئة للواضع السياسي".

وشدد على أن "هذا التوجُّه يذهب إلى حل أقرب ما أمكن إلى العدل والانصاف والمساواة بين المواطنين على أساس من مواطنتهم المشتركة". 

وتطرق قاسم إلى الذكرى الثانية بهدم المساجد في البحرين، مؤكدا أنها "فاضحةٌ ومعريَّةٌ ومخزية ويزيدها ذلك أنْ يستمرَّ العناد للدين والاستخفاف بحرمة بيوت الله، فتُعَطَّل عودة المساجد، ويُصادر هذا الحقُّ لبعضها ويُنازَع البعض الآخر منها على مواقعها".

وإذ أكد أنه "لا يمكن لهذا الشعب المسلم المؤمن أنْ يفرِّط في حرمة شبرٍ أو أقلَّ من شبرٍ من مسجدٍ واحد"، نبه إلى أن "حماية المساجد وإعادة إعمارها واجبٌ شرعيٌّ يدرك هذا الشعب قدسيَّته ويقدِّر حرمته ولا يتخلَّف عن تحمُّل مسؤوليَّته".

واعتبر الشيخ قاسم أن "إصرار الأخوة العلماء وطلاّب العلوم الدينيَّة ومن ورائهم جماهير هذا الشعب المؤمن الأبيّ على إقامة صلاة الجماعة في المساجد المهدَّمة، في تحدٍّ واضح لظروف الحرِّ والبرد والظرف الأمنيّ المشدَّد، لشاهد حقٍّ على الإيمان القويّ والغيرة الدينيَّة والإصرار الثابت على أداء هذا الواجب والوفاء لحقِّ الإسلام وحرمة المساجد".