داخل الشبكة: في ذكرى «تدويح» صور الرياضيين... الضحايا والجلاد... في «سلة» فواز بن محمد..!

2013-04-06 - 7:25 ص

حسن السيد عيسى الشهير بحمامة

مرآة البحرين الرياضية (خاص): الذكرى السنوية لمرحلة الانتقام من الرياضيين، إبريل 2011 ليس كغيره من الشهور في تاريخ الرياضة البحرينية.. من ينسى؟

في أوج حالة الزار الوطني التي عرفت "بالسلامة" الوطنية، كان تلفزيون البحرين بمختلف قنواته مرآة عاكسة لطبيعة المرحلة، سترى صورتك "مدوحة" باللون الأزرق، في اليوم التالي ستتعرض للاعتقال وإن حالفك الحظ ستعتقل بعد يومين أو ثلاثة!

أُعدت الحلقة، تم ترتيب المقاعد، وصل الضيوف ومقدم البرنامج، جاء الموعد "أكشن".. وانطلقت الحملة.. اربطوا الأحزمة استعدوا للعرض الأسوأ الذي لطخ سمعة الإعلام الرياضي في الوحل، هل كان مستغربا أو مفاجئا أن تنتقل عدوى الانتقام الطائفي إلى الرياضة؟ من كان يتابع برنامج الراصد، لاشك ستكون إجابته...لا!

"حدث خاص" البرنامج الرياضي الذي كان مصيدة، للمحرضين والضحايا على حد سواء، بدأ للتو..ترى إلى أي حد سيصل مستوى الإسفاف والتحريض والتدمير، النصف الأول من البرنامج الذي قدمه المتطفل فايز السادة مر هادئا، إذ لا شي يوحي بالجنون والتمادي فيه..ثم فجأة بدأ الزار..!

انتقل الحديث إلى مسيرة الرياضيين، بصمة أجهزة الأمن ظهرت بوضوح، صور مختلفة للعديد من المشاركين في المسيرة ظهرت، دائرة زرقاء أحاطت بوجوه الرياضيين ومعها اسم الرياضي ونوع اللعبة أو تخصصه، لاعب، مدرب، إداري، حكم، صحافي، مشجع.

لم يكن ذلك سوى "التسخين" للقبح الذي سيسود، فبينما كانت صور الضحايا تعرض تم الاتصال بأعظم لاعب كرة قدم بحريني نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني علاء حبيل، ليواجه الموقف الأصعب في حياته أمام "جوقة" من المهرجين ممن وجدوا في علاء فرصة لإظهار مواهبهم الوطنية!

 
بعد مكالمة كانت أشبه بالمحاكمة مع علاء حبيل، جاء الدور على محمد سيد عدنان وناله ما نال علاء من الاستفزاز والوعيد، فرئيس جهاز كرة القدم في النادي الأهلي فيصل العالي، في تلك اللحظات كان مقدم البرنامج يتبادل نظرات ذات معنى مع ضيوفه، كما لو كانوا فعلا "جابوا الذيب من ذيله"..!

ربما لا يعلم الكثيرون أن رئيس القناة الرياضية وقتها، عبدالعزيز الأشراف أجرى مكالمة "تحت الهواء" مع لاعب نادي المالكية حسن السيد عيسى الملقب ب"حمامة" وهدده اذا "لم ترد على المكالمة بعد قليل لنشركك في البرنامج فسأقوم بعرض صورتك، وأنت تعرف ما سيحصل لك"، حمامة فهم الرسالة لكنه أغلق هاتفه!

ما بين فقرة وأخرى، تعاد صور الرياضيين والدوائر الزرقاء حول رؤوسهم، حتى قام عبدالعزيز الأشراف بانتقامه الشخصي الأكبر بعرض صورة الصحافي الرياضي فيصل هيات بعد اقتطاع جزء منها، ليظهر كما لو أنه شارك في مسيرة الرياضيين لكن الحقيقة كانت في مكان آخر، فهو شارك في مسيرة الصحافيين والإعلاميين!

للعلم، فإن خصومة الإشراف وهيات وصلت للمحاكم بعدما قام الأول في العام 2009 برفع شكوى سب في حق الثاني بعدما طالبه بالعودة لرياض الأطفال لكي يتعلم كيف يتكلم، وذلك بعد اتهام (الأشراف) لمدرب منتخب البحرين ميلان ماتشالا ببيع مباراة المنتخب لصالح الكويت في كأس الخليج التي استضافتها مسقط في العام نفسه.

وكان للأشراف تصريح شهير اتهم فيه الحكم السويسري بوساكا بتعاطي الخمر خلال إدارته مباراة للمنتخب انتهت بخسارته، فما كان من عبدالعزيز الأشراف وهو يشغل حينها منصب مدير المنتخب سوى التصريح بأن الحكم "معطها" أي أنه قاد المباراة ثملا "سكراناً"..!

هذه الخلفية من الخصومة، دفعت الأشراف بالاتفاق مع وزير الإعلام السابق فواز بن محمد إلى الانتقام من الصحافي فيصل هيات بالاعتقال التنكيل والتعذيب.

بالعودة الى برنامج "حدث" خاص، فقد تواصل الإسفاف، ولم تكد الحلقة تصل إلى الختام، حتى تمّ جر رئيس اللجنة الأولمبية الغض ناصر بن حمد إلى المصيدة، اتصال شهير توعد فيه بملاحقة كل من شارك في مسيرة الرياضيين "وكل من نادى بإسقاط النظام، ما تسقط إلا على راسه طوفه، جا وقت الحساب، والبحرين (يزيرة) ما منها مفر..إلخ"!

 
الفتى المعجزة، شرب المقلب وتزعم حركة الانتقام من الرياضيين، بينما سلفه في الرياضة فواز بن محمد "يطق اصبع" على طيشه ورعونته، حين دمر البنية الرياضية التي يترأسها والقائمة في الأصل على المواطنة لا الطائفية، وهكذا بات الجلاد وضحاياه في دائرة فواز بن محمد الذي خطط لها لتدمير "الرياضة" من بعده..!

عملية الانقام من الرياضيين تمت في اليوم التالي لحلقة "التدويح" من برنامج "حدث خاص"، صباحاً كان فواز بن محمد في زيارة المشير الذي كان حاكما عسكريا وقتها، وقدم له قائمة بأسماء الرياضيين، عصرا تمت مداهمة تدريب النادي الأهلي واعتقال ثلاثة من نجوم المنتخب علاء حبيل وشقيقه محمد ومعهما الحارس علي سعيد وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، كان ذلك في الخامس من إبريل 2011.

بعده بيومين، اتسعت الدائرة، في السابع من أبريل تحول مركز شرطة النعيم إلى ساحة الانتقام من الرياضيين، ليتقاطر النجوم من كل الألعاب والتخصصات إلى المعتقل ويولد ما عرف لاحقا بملف الرياضيين المعتقلين..!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus