محمد جابر الصباح مخاطباً ضابطاً حاول منع أول عيد للعمال 1974: لماذا تتجسسون على خلق الله!

2013-04-08 - 1:00 م



فعليهِ من لدُنِ الكفاح سلامُه
               حيّاَ يُطيب به العشّاقِ
طوبى لمن ختم السنين بمآثرٍ
                عبر الصمود بحومةِ السبّاقِ!


مرآة البحرين (خاص): بهذه الكلمات قدّم الشاعر عبد الصمد الليث رثاءا للمناضل محمد جابر الصباح فور سماع نبأ رحيله صبيحة اليوم الاثنين في تغريد شعرية تختزل أشياءاً كثيرة لدى محبي «أبي جابر»، المعارض العنيد الذي قضى أكثر من ثلثي حياته في النضال باحثاً عن العدالة المفقودة والتقدم الاجتماعي والديمقراطية.

في غمرة نضاله الثوري، منذ كان في حركة القوميين العرب حتى انتقاله إلى الفكر الماركسي اليساري الأممي بعد انضمامه إلى جبهة التحرير الوطني البحرانية، حيث أصبح أحد قياديها فيما بعد، ظل الصباح وجهاً وطنياً بارزاً للحركة الوطنية، وأحد أبرز رموزها المطالبين بممارسة الشعب لحقوقه وحرياته العامة.

في هذا السياق، يستذكر أحد رفاقه في حديث مع «مرآة البحرين» فصولاً من حياته، قائلاً «قبيل اعتزام كتلة الشعب إثارة موضوع الغلاء المعيشي تحت قبة البرلمان، حزم أبو جابر حقائبه ومعه قائمة بالسلع الاستهلاكية وسافر إلى إيران والكويت ووضع مقارنة بين الأسعار، حيث تمكن من الكشف بالأرقام حجم الغلاء في البحرين ومتوسط الدخل لدى العامة البسطاء».

وأضاف «في الأول من مايو/ أيار للعام 1974، كانت كتلة الشعب تسعى للاحتفال بعيد العمال لأول مرة بشكل علني بنادي البحرين في المحرق، منعت الشرطة المهرجان العمالي تحت ذريعة التدخل في السياسة، فما كان من المناضل محمد جابر، إلا أن أخبر الضابط أن هناك مخابرات كثيرين منكم هنا.. لماذا يتدخلون في السياسة ويتجسسون على خلق الله ويمنعونهم من حرية التعبير السلمي والاحتفال بعيد العمال العالمي؟».

وأشار إلى مساهمته عبر «ديوانية منزله في تحرير وصياغة عريضة النخبة في العام 1992 والعريضة الجماهيرية التي وقع عليها أكثر من 25 ألف مواطن من جميع الانتماءات السياسية والطائفية في العام 1994»، موضحاً «كان مجلسه الأسبوعي يرتاده مواطنون من جميع الطوائف والأعراق، عرب وعجم، سنة وشيعة يجمعهم هم وطني واحد آنذاك والمتمثل في عودة الحياة البرلمانية».

وتابع رفيق نضاله «في فترة الانفتاح السياسي في العام 2001 لم يغيّر الصباح مواقفه كيساري عنيد، ولم يدر ظهره للفكر المدافع عن كادحي شعبه وتحسين أوضاعهم»، مشيراً بهذا الصدد إلى «الندوة الجماهيرية العلنية الأولى عشية التصويت على ميثاق العمل الوطني بنادي الخريجين، حيث نهض من تحت المنصة، ولم يكن من المدعويين للتحدث، فسجل موقفه، قائلاً لا حديث عن الإصلاح يجدي ما دام سجناء الرأي في السجون وخيرة كوادر شعبنا في المنفى، والمفصولين لم يرجعوا إلى أعمالهم، ومنتهكو حقوق الإنسان لم يحاسبوا على انتهاكاتهم الفظيعة بحق أبناء شعبنا، إلى أن ضجت الساحة بالتصفيق».

وأوضح أنه «بعد انتهاء مداخلته قال أحد مرافقيه.. استبعدوا أبو جابر عن المتحدثين وهو نائب سابق في المجلس الوطني فأخرج لهم جبهة التحرير من تحت الأرض لتقول ما تريد قوله» على حد تعبيره.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus