حوار العرين لا يخفي الصورة الأهم: ولي العهد إما أن يكون ملكاً أو لا يكون

2013-04-09 - 6:22 ص


مرآة البحرين (خاص): الحوار له كواليسه، ومع كل فشل أو (فشيلة) في الكواليس ترتفع أصوات الموالاة غضباً أو شتماً فوق طاولة حوار العرين، ما وراء حوار العرين، لعب سياسي ثقيل، حاولت (مرآة البحرين) قراءة المشهد السياسي الداخلي عن قرب، ليتضح جانباً من الحقيقة لقرائها، ليس بعيداً عن غبار الميادين، هناك من يفكّر بعقل بارد وبهدوء، يمسك بالخيوط ويحرك المشهد، ويصرّ ألا يبقى متفرجاً، وأن يكون له موقف وقرار ورؤية في أي خطوة تصب في صالح أبناء الشعب أو ضده.

تقول مصادر خاصة للمرآة "كمعارضة لنا استراتيجيتنا داخل الحوار، وهي أن نصر على الآليات، وهي تمثيل الحكم في الحوار، والاستفتاء الشعبي إضافة إلى الضمانات الجوهرية التي نطالب بها لأي اتفاق. هذا أصبح وسيصبح واضحاً أكثر لكل من لم يفهم بعد".

تفضل المصادر أن توضح ما يجري في المشهد ككل، وتترك التركيز على المشهد الأصغر داخل منتجع العرين، فتقول "إن رئيس الوزراء خليفة بن سلمان الذي بدأ يتحسس الكرسي من تحته، وهذا ليس كلاماً إنشائياً، هذا الشخص يعمل تحته غير الوزراء طبعا، ثلاث دوائر هي: المتابعة، والتنفيذ، والتنسيق، وأهم شخصية محورية لديه في فريق عمله هو رئيس ديوان رئاسة الوزراء حسام بن عيسى آل خليفة، فهو العمود المركزي لكل عمل الشيخ خليفة، إضافة إلى نقطة هامة يجب معرفتها وهي أن الشيخ حسام هو المنسق وحلقة الوصل بين جناح الشيخ خليفة وجناح الخوالد. إن خليفة الذي حكم البلاد وأدار الحكومة لأكثر من أربعين عاماً لديه فريق عمل متجذر في المؤسسات".

تضيف المصادر "ولي العهد الذي أصبح نائبا أول لرئيس الوزراء، يسعى الآن لتكوين فريقا ضخما لكي يستطيع اللعب بقوة، عنوان معركة ولي العهد هي: إما أن يكون ملكاً أو لا يكون، في هذه المعركة لن يقبل أحد من حلفائه الخسارة، والغرب يرمي بثقله خلفه، وهناك ضوء أخضر سعودي له كما هو معروف".

تقول المصادر "ولي العهد يعمل حالياً على إنشاء ثلاث دوائر مماثلة للدوائر الموجودة عند خليفة بن سلمان، وهي: المتابعة، التنفيذ، التنسيق، إضافة لحاجته بالطبع إلى وزراء يعملون تحت يده، من هنا سيأتي التغيير الوزاري كمعطى أكيد وبديهي في المرحلة المقبلة.  لاحظ الجميع كيف سافر خليفة بن سلمان للسعودية، ورغم كل التكهنات، إلا أن الأكيد أنه سعى هناك لإفشال موقع ولي العهد، هو يطلب الضوء الأحمر السعودي وليس الأخضر لولي العهد، لكن لننتظر ونرى النتائج".

ماذا عن موقف الغرب كلاعب رئيسي، ترد المصادر "موقف الغرب، الأمريكيون، والبريطانيون، والاتحاد الأوروبي، لهم رؤيتهم فيما يجري في الحوار، حصد تشكيل وفد المعارضة ارتياحاً، فالوفاق لم تأخذ سوى مقعدين، وحازت القوى العلمانية والمرأة معظم مساحة الوفد. بينما يرى الغربيون أن وفد الموالاة راديكالي الصبغة. أما بخصوص الأداء فإن المعارضة قدمت أداءً خلال الحوار لم يستطع الغربيون إيجاد ثغرة فيه، خصوصا النقاط التسع التي قدمها وفد المعارضة، وأهمها تمثيل الحكم في الحوار، والاستفتاء لشعبي، والضمانات الجوهرية".

وتزيد المصادر "هناك دولتان غربيتان طلبتا من المعارضة التخلي عن أوليّة الاتفاق على آليات الحوار، خصوصا تمثيل الحكم، والاستفتاء، لكن المعارضة لم تقبل هذا النصح، وتمسكت بموقفها التي تعتقد أنه صحيح ومنطقي وقانوني، إحدى الدول راوغت معنا كثيراً للتخلي عن الآليات الصحيحة للحوار لكن ذلك لم يجد نفعاً".

توكد المصادر: "إن المعارضة ترى أن الحوار يجب أن تكون أسسه صحيحة ومتكافئة وأنه لا إمكانية لتسويق أي حل لا يلبي طموحات شعب البحرين، هذا الأمر صار واضحاً جداً وهو موقف حقيقي لدى المعارضة وليس تكتيكاً".

بخصوص الغرب وولي العهد، تشرح المصادر "الأمريكيون والبريطانيون أهم الأطراف المؤثرة، الأمريكيون عملوا بشكل جاد على ولي العهد، البريطانيون كذلك لكن بنسبة أقل، الآن الأمريكيون منحوا ولي العهد أهم فرصة سياسية، إنها لعبة خطرة نتائجها إما أن يكون ملكاً أو لا يكون، والأمريكيون سيرمون بثقلهم خلفه، حلفاء ولي العهد ينتظرون منه اتخاذ إجراءات خلال أقل من 100 يوم، ينتظرون إجراءات حقيقة يثبت من خلالها أنه قوي ومؤثّر".

تختتم المصادر "هذه هي الصورة بشكل عام، أما طاولة الحوار في منتجع العرين فهي تراوح حالياً مكانها، والمعارضة لم تحصر نفسها في هذه الطاولة، هي تعمل داخل الحوار وخارجه، والمعارضة ترى أن أي طرف سواء الغربيين أو ولي العهد، يجب أن يتذكروا أن تركة الفظاعات والانتهاكات التي جرت بحق جمهور المعارضة هي تركة ثقيلة، والفواتير على السلطة أصبحت كبيرة جداً، وتحتاج إجراءات   كبيرة وحقيقية ومؤثّرة".

ما يدور حول العرين، يبدو أهم من العرين، لا أحد ينتظر شيئا من العرين، لكن الجميع ينظر حول العرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus