محمد جابر الصباح: قوي كالفولاذ باقٍ كسنديانة... رغم أنه ميّتٌ لامحالة!

2013-04-09 - 7:43 ص


مرآة البحرين: نعت جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي القيادي فيها محمد جابر الصباح الذي فارق الحياة أمس الاثنين بعد مسيرة حافلة استمرت 82 عاماً.  وقالت في بيان «توفي اليوم (أمس) واحد من أبرز وأشجع وأصلب قادة حزبنا وحركتنا الوطنية منذ ستينات القرن الماضي»، مضيفة «ظل يقاوم المرض بعزيمة صناع الحياة حتى أسلم الروح صباح اليوم (أمس)». 

وتابع «التقدمي» في بيانه «حتى الرمق الأخير من حياته الكفاحية ظل يتابع باهتمام بالغ قضايا حزبه وشعبه ويدلي بآرائه ونصائحه كلما التف حول سرير مرضه نفر من رفاقه أو أهله أو عائديه من ممثلي القوى السياسية والمجتمعية الأخرى».  

ولد محمد جابر صباح في العام 1931 في مدينة المحرق، كان والده يمتهن الغوص صيفا ويعمل بقية أشهر السنة بالخياطة. استقرت العائلة بحي المحطة القديمة أو «ستيشن» حسب التسمية الأكثر شيوعا، وحسبما جرت العادة في ذلك الوقت أرسل الطفل إلى المطوع بناءا على رغبة والده ليتلقى تعاليم القرآن الكريم. لم تكن فكرة الذهاب إلى المدرسة واردة بذهن والده الذي كان يرى وجوب أن يكتفي الطفل بتعلم قراءة القرآن، لكن الطفل كان يحلم بالمدرسة، فما إن بلغ سن السابعة حتى التحق بها سرا بتأييد من أمه. لم يطل عمر هذا السر إذ سرعان ما انكشف لكن تأييد أمه كان قادرا على إقناع الأب بإبقائه في المدرسة وكان له ما أراد. 

امتد نضاله السياسي لأكثر من خمسين عاماً،  انخرط في العمل النضالي في خمسينات القرن المنصرم متأثراً بالمد القومي واليساري حينها وأسس عدة حركات ثورية ابتداءاً بحركة الشباب العرب مروراً بحركة القوميين العرب إلى أن انخرط في بداية السبعينات بجبهة التحرير الوطني البحرانية (جتوب).

برز عمله النضالي كأحد قادة انتفاضة مارس/ آذار 1965 المجيدة بتسيير التظاهرات والإضرابات العمالية آنذاك. ومع بداية عهد جديد بعد استقلال البحرين كان خير صوت للشعب بوصوله إلى قبة برلمان 1973 كأحد ممثلي كتلة الشعب الممثلة في جبهة التحرير والقوى القومية والتقدمية، وذلك إلى أن تم حل البرلمان في العام 1975. وقد تبع ذلك اعتقاله في إطار حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطة في 23 أغسطس/ آب 1975 وطالت العديد من نواب هذه الكتلة وقيادات الحركات المطلبية حينها. وعرف مع العديد من رفاقه المعتقلات والسجون وذاق مرارة العيش والملاحقات الأمنية. 

عشق الكادحين والفقراء وعاش بينهم وواصل نضالاته وتحركاته، باستضافة اجتماعات العريضتين النخبوية 1992 والشعبية 1994 في بيته في فترة التسعينات وكان أحد القياديين الفاعليين فيها لإيمانه بأحقية البحرين وشعبها بالمشاركة الشعبية وتقرير مصيره والمطالبة بإعادة الحياة النيابية وتفعيل الدستور.

أسس في العام 2001 مع رفاقه في جبهة التحرير المنبر الديمقراطي التقدمي وتبوأ منصب رئيس الهيئة الاستشارية الأولى. 

لم يكل من النضال وحتى في أسوأ حالاته الصحية ظل يعزز مواقف رفاقه بالوقوف مع قضايا الناس خاصة بعد التداعيات التي أفرزتها أحداث 14 فبراير / شباط2011، وما خلفته من شهداء ومفصولين ومعتقلين ومعذبين، كما يشد على أيديهم بالتمسك بخط جبهة التحرير والمناضلين السابقين الذين أفنوا حياتهم وشبابهم من أجل حقوق الشعب، وبالأخص الكادحين والفقراء منه والذين استمد منهم قوته وصلابته. وظل متمسكا بوطنيته لا يهادن ولا يساوم على حقوق شعبه. 

رجل شهم وصلب كالفولاذ، كانت له مواقف وطنية لامست قلوب ومشاعر الناس في أيامه الأخيرة حتى وهو على سرير المرض.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus