مانشستر يونايتد و(دنيس لو) والتعذيب في البحرين

2013-04-12 - 6:53 ص


برايان دولي، هفينغتن بوست
ترجمة مرآة البحرين


السبت  القادم سيأتي أسطورة مانشستر يونايتد (دنيس لاو) إلى البحرين ليؤسس مدرسة مانشستر يونايتد لكرة القدم (MUSS).  ظهور لاو يأتي قبل أسبوع واحد من بدء سباق الفورميولا 1 الذي سيقام في البحرين. "الزيارة رُتبت في وقت مهم في روزنامة البحرين الرياضية وتهدف ذلك إلى تعزيز ملف البحرين كمضيف رئيس للنشاطات الرياضية وذلك برفع ملفها الدولي" قال ذلك راعي الحدث، شركة اتصالات فيفا (VIVA). 

بينما لاو يقوم بتأسيس المدرسة هنا، سيكون من اللطيف لو يذهب لرؤية عائلة أحمد شمس، الصبي البالغ من العمر خمسة عشر عاماً والذي أُطلقت عليه الشرطة، وفقاً لما تقوله عائلته، بينما كان يرتدي قميص مانشستر يونايتد في مارس 2011، ومن اللطيف أيضاً أن يظهر ليرى الدكتورة فاطمة حاجي، إحدى الطبيبات اللواتي عُذبن واستجوبن بشأن علاقتهم بمانشستر يونايتد. 

أخبرتني عائلته بأن أحمد شمس كان يلعب كرة القدم مع أصدقائه بالقرب من منزله في منطقة سار في يوم 30 مارس 2011، قُتل بواسطة قوات الأمن. حوالي الساعة 5:30 عصراً في منطقة هادئة، ظهرت مجموعتان من مركبات الأمن، عددها الكلي تسع. عندما رآهم الأولاد الذين كانوا يلعبون، فروا هاربين، ثم بدأت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي عليهم. 

يقولون بأن أحمد أُصيب بـ"قنبلة صوتية" في مؤخرة رأسه. استمر في الجري، ولكن تم الإمساك به وضربه من قبل الشرطة. أخذه والده إلى منزل أحد الأقارب، ومن ثم إلى مستشفى الإرسالية الأمريكية. وبينما كان الطبيب يقوم بالفحوصات تقول عائلته أتت عساكر الشرطة وأخذته إلى مستشفى السلمانية الطبي حيث توفي وهو لا يزال مرتدياً قميص مانشستر يونايتد. 

شكلت حكومة البحرين لجنة تحقيق في ما حدث أثناء قمع المتظاهرين ولكنها صرّحت "لم يتم إجراء تشريح للجثة ولا يوجد سبب رسمي للوفاة"، وأن "وزارة الداخلية لم تتمكن من إجراء تحقيق فعّال بشأن ظروف الوفاة". 

كان من الصعب علي أن أرى ملصقات مانشستر يونايتد على حائط غرفة أحمد عندما قمت بزيارة منزله بعد أسابيع من وفاته. أنا أيضاً مشجع لمانشستر يونايتد، منذ مايو 1968 عندما كان عمري خمس سنين وشاهدت (جورج بست) على التلفاز يباغت حارس بنيفكا في نهائي كأس أوروبا. كانت لدي صور لـ (دينيس لاو) و (بست) على جدار غرفتي. أحمد كانت لديه صور ( روني) وباقي الفريق على جداره. 

في الأيام التي تلت وفاته، البعض كتب إلى مانشستر يونايتد لطلب وقفة حداد قبل بدء إحدى المباريات تحية وإجلالًا لأحمد. طلب طموح، ولكن أرسل الكثيرون رسائل إلكترونية إلى حساب مانشستر يونايتد بشأن هذا الطلب. أحد هؤلاء كانت الدكتورة فاطمة حاجي، طبيبة الروماتيزم في مستشفى السلمانية الطبي وإحدى مشجعات (رايان غغز). ومع الكثير من الأطباء، اعتقلت بعد معالجتها لمحتجين مصابين ومعذبين في المعتقل. ولكن استجوابها كان مختلفاً قليلاً؛ كانت قد كتبت الرسالة الإلكترونية المطالبة بوقفة حداد لأحمد ومن ثم قامت بحذفه لعلمها بأنه من الممكن أن يجرّمها. عندما اعتقلت في  17 أبريل أُخذ حاسوبها المحمول أيضاً، وبعد بضعة أيام، وبكفاءة مأساوية، مانشستر يونايتد أرسلت رداً على رسالتها والذي رآه المحققون حينها. 

"كنت مغطاة العينين ومكبلة اليدين للخلف، وضُربت. سألني رجل 'ما هي علاقتك بـ ( أليكس فيرجيوسن)؟' صُدمت ثم استنتجت أنهم اطلعوا على رسائلي الإلكترونية. قامت شرطية بضربي على جانبي رأسي في نفس الوقت - كانت ترتدي ما علمت لاحقاً أنه رباط كهربائي خاص على يديها وقد قامت بكهربتي عدة مرات - شعرت بموجة صادمة داخل رأسي. كان ذلك مؤلمًا جدًا وشعرت بأن العالم بأكمله يدور. ثم ضُربت مرة أخرى على الرأس. 

حاجي تقول أنها سُئلت مراراً  عن علاقتها بمانشستر يونايتد. "نظرًا لأنهم أرسلوا ردًا على رسالتي اعتقدت الشرطة أنني أعرف أحدًا في مانشستر يونايتد. "قضت عدة أسابيع في المعتقل وحوكمت مع 19 من الأطباء في محكمة عسكرية. حُكمت لخمس سنين في السجن ثم بُرئت في محكمة الاستئناف في يونيو 2012. ولكن لا يزال ثلاثة من المتهمين معها في السجن. 

لم يكن أيٌّ من هذا خطأ مانشستر يونايتد، ولكن ربما النادي و (دينيس لاو) يريدون أن يعرفوا ما حدث لأحمد وفاطمة، ويقولوا شيئاً بشأن ذلك.

برايان دولي

هيومان رايتس فيرست 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus