التعليق الرياضي: «تخيل لحظاتك»

2013-04-13 - 8:45 ص


مرآة البحرين الرياضية (خاص): أطلقت حلبة البحرين الدولي شعار "تخيل لحظاتك" على سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد هذا العام. الشعار سطحي الهدف لكنه يوحي بالكثير في الجانب اللغوي.

قبل ذلك دعونا نسأل عن أية لحظات يتحدثون؟.. أهي تلك اللحظات الصاخبة والكرنفالية في حلبة الصخير، أم تلك اللحظات التي يعيشها الشعب تحت وطأة القهر والاستبداد؟

نحن أمام نقيضين. صورتان مختلفتان، الأولى فاقعة تعكس وجها غير حقيقي لحالة بحرينية تحتفي بحدث رياضي، والأخرى قاتمة تحاكي واقعا مريرا لشعب نُكل به ودفع فاتورة باهضة، وكل ذلك فقط لأنه قال يوما ما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

إن كل مساعي السلطة للاستفادة من حدث الفورمولا واحد واعتباره واجهة للبحرين الحقيقة ستبوء بالفشل، فالواقع على الأرض لا يقاس في ثلاثة أيام.. لا يمكن لأي عاقل تصديق إن هذا البلد الذي يعاني من أزمة سياسية حادة تجاوز مشاكله باستضافة جولة من سباق سيارات، مهما تشدق المتشدقون وأسهبوا في حديثهم عن المكاسب المالية والاقتصادية التي يصورون بها أن البحرين تحولت بين لحظة وضحاها إلى إمارة موناكو!

هذا التدليس لن يخفي الأزمة السياسية في البلد بسبب استبداد السلطة بشكل عام، ولن يخفي بطبيعة الحال ما تعانيه الرياضة على وجه التحديد من استحواذ وتفرد كامل لها من قبل الأسرة المالكة وجعلها مجرد حديقة تطل على الفناء الخلفي لقصر العائلة، يسرح في ربوعها من أراد التسلية والظهور والتكسب من الشيوخ.

فالأموال التي دفعت لبناء الحلبة، والتجهيزات التي سخرتها الدولة لاستضافة هذا الحدث أين تختفي عندما يجري الحديث عن بناء ملعب كرة قدم، أو ناد أو منشأة رياضية لا تتوافق مع ميول أبناء الملك؟

لماذا اعتبار الفورمولا واحد التي لا تعدو عن كونها هواية لولي العهد هي الواجهة الاقتصادية والرياضية للبلد برغم أنها دخيلة على ثقافة البلد ولا تعبر عن رغبات أبنائه؟

لماذا الإصرار على أن البحرين واجهة حضارية من باب الفورمولا واحد، ولا تصبح واجهة حضارية من أبواب أخرى ككرة القدم والسلة والطائرة واليد التي هي ألعاب راسخة في وجدان البحرينيين؟ هل تخلو قرية أو مدينة من ملاعب لهذه الألعاب المذكورة؟

الإجابة لا، لكن لا توجد فورمولا واحد إلا في الصخير معقل العائلة المالكة.. هناك بإمكانهم أن يجذبوا الأنظار إلى حضارة زائفة يزيغون فيها أبصار العالم عن الحقيقة التي لا يمكن أن يعبر عنها غير أبناء البحرين، هنا يصح أن تتخيل لحظاتك، عندما تكون في القرية وليس الحلبة!



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus