البحرين: «استثناء» في الربيع العربي

2013-04-13 - 6:54 ص


جستين غينغلر: الدين والسياسة في البحرين 
ترجمة: مرآة البحرين

مؤخرا نوهت إلى مقال كتبته للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بشأن البحرين. حسنًا، بعد بعض التأخير،  تم أخيرًا نشره إلى جانب العديد من المقالات الشقيقة التي تتحدث حول (معظم) دول الخليج الأخرى. (ويبدو أنه بالنظر إلى الهستيريا السياسية الحالية في دولة الإمارات، فأنهم لم يتمكنوا من العثور على كاتب في هذا البلد، وأنا لست متأكدًا ما هي المشكلة فيما يتعلق بعمان).

الهدف من هذا المنشور هو بحث كيف فسر وتفاعل الجمهور الخليجي مع الاضطرابات السياسية التي تحيط به (في الغالب) منذ أواخر عام 2010. الزميل دوهايت ديفيد روبرتس كتب حول  قطر، والمدون أحمد العمران كتب حول المملكة العربية السعودية، ومنى كريم حول الكويت.

أما مساهمتي فهي تركز على البحرين باعتبارها "استثناء" جلي  للربيع العربي، والآثار المترتبة المحلية والإقليمية ( والمصالح وراء ) هذه الرواية.

وباختصار، المقال يقول (قبل التحرير)، هذا الاستنتاج، بأن "البحرين مختلفة" ويجب عدم الخلط بينها وبين الاضطراب الإقليمي الأكبر الذي نشهده منذ  كانون الأول/ديسمبر 2010، قد برز بوصفه تعويذة حقيقية لأولئك الذين مصالحهم السياسية و / أو توجهاتهم الأيديولوجية تضعهم في الجانب المقابل للنضال الجاري في البلاد من أجل الإصلاح. فاستخدامها ومنفعتها  لا يقتصر على السياق المحلي. وبينما تقوم الشبكات الإخبارية الفضائية المؤثرة مثل قناة الجزيرة و العربية بإعداد التقارير حول "الثورات" في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا – وقليلا ما تتحدث، إن لم يكن أبدا --- عن "الأحداث في البحرين" أو عن "أزمة" البحرين، مشكلة عامة  قد تدل على فضيحة سياسية، كارثة طبيعية، أو نقص حاد في سمك الهامور. وهكذا، في الوقت الذي تتصارع فيه معظم الجماهير الخليجية الأخرى مع كيفية تفسير والتفاعل مع ثورات الربيع العربي كمراقبين خارجيين (إلى حد كبير)، البحرينيون مستمرون في الانقسام، والتأثر بالانقسامات في خارج البلاد، حول ما إذا كانت ثورتهم بحق تحسب من ضمن تلك الثورات....

ما وراء هدفه المحلي الضيق، هذا التفسير يعزز أيضا مجموعة من الأهداف الإقليمية الأوسع. في المقام الأول، الاتهامات المتواصلة للرعاية الإيرانية للشيعة في البحرين وفي جميع أنحاء المنطقة لا تزيل فقط طابع الشرعية عن هذه المجموعات داخليًا، ولكنها تزيد أيضا مشاعر انعدام الأمن بين غيرهم من السكان الخليجيين السنة في معظمهم مما يضعف شهيتهم للتغيير وحشد الدعم الشعبي (ربما ليس النخبة) لمشروع بقيادة سعودية للدمج السياسي والعسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي.

في نفس الوقت، وحتى أكثر أهمية لملوك الخليج، مفهوم الاستثنائية البحرينية يساعد على التعتيم على النزعة الأكبر للتعبئة السياسية الشعبية الواضحة في جميع أنحاء المنطقة - في الكويت، في المملكة العربية السعودية، في عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة - منذ بداية الربيع العربي. فالقول بأن البحرين لا تعدو أن تكون حالة فريدة ومعزولة، بدلًا من كونها جزءًا من مسعى تقدمي أكبر باتجاه الإصلاح السياسي في الجزء الأكثر استبدادية في العالم العربي، إنها الرسالة التي يحرص القادة الخليجيون على إيصالها إلى مواطنيهم ورعاتهم الغربيين على حد سواء.

10 نيسان/أبريل 2013 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus