تكثيف الهجمة الأمنية في البحرين قبل سباق الفورمولا 1

2013-04-20 - 9:24 ص

 
للعام الثاني على التوالي، تستضيف البحرين سباق الفورميلا 1 على الرغم من الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتي وثقتها المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة.

للعام الثاني على التوالي، يمضي السباق قدما وسط ضجة كبيرة، في حين تبقى محنة عشرات الرياضيين الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم بسبب ممارستهم لحقهم في حرية التعبير مجهولة. فقد تعرض الكثير من هؤلاء الرياضيين للاستهداف و الاعتقال و التشهير بسبب مشاركتهم في "مسيرة الرياضيين"؛ وهي مسيرة سلمية من قبل الرياضيين الذين ساندوا ثورة 14 فبراير في دوار اللؤلؤة. حيث لايزال بعضهم يرزح خلف قضبان السجون.

وللعام الثاني على التوالي، يتم تجاهل محنة ومعاناة موظفي حلبة البحرين الدولية لسباق السيارات – الشركة المستضيفة لسباق الفورملا1.ففي عام 2011، تم اقتحام مكاتب الموظفين من قبل قوات الأمن، حيث تعرض البعض للتعذيب داخل مباني الفورملا 1، كما تم فصل البعض من وظائفهم.

وليس من الغريب أن يكون شعار "تتسابقون على دمائنا"، شعار يردده البحرينيون في كل مسيرة و اعتصام ضد الفورملا 1.  

وخلال سباق الفورملا 1 للعام الماضي وثق مركز البحرين لحقوق الإنسان اعتقال ما لا يقل عن 60 متظاهر وعشرات الإصابات الناجمة عن الاستخدام المفرض للقوة من قبل قوات الأمن. وكان هناك بعض حالات الوفاة، بما في ذلك صلاح عباس، عمره 35 عاما، من قرية الشاخورة، و الذي الذي توفي بعد اصابته بطلقات الشوزن التي أطلقتها الشرطة أثناء مسيرة سلمية عشية سباق F1.

التاريخ يعيد نفسه في عام 2013. ففي هذا العام، و قبل سبعة أيام من بداية انطلاق سباق الفورملا 1، قمنا بتوثيق 50حالة اعتقال، من بينهم 20 ناشطا من القرى القريبة من محيط حلبة البحرين الدولية، بما في ذلكدار كليب وشهركان، وهو تكتيك نعتقد بأنه يهدف إلى نشر الرعب بين الناس في المناطق التي غالبا ما تشهد الاحتجاجات.

تقوم قوات الأمن البحرينية بكل ذلك لتضمن مرور سباق الفورملا 1 بسلاسة. ويعكس ذلك الإجراءات في مملكة البحرين خلال العامين الماضيين. فقد قامت الحكومة البحرينية بالرد على الثورة التي بدأت في فبراير2011 بحملة قمعية شرسة، والتي أسفرت عن مقتل 80 شخصا، من بينهم أطفال. كما تم اعتقال الآلاف من الرجال وعشرات النساء، والذين تعرضوا للتعذيب بشكل ممنهج و منظم. و لايزال النظام مستمرا في القتل.

على الرغم من جميع هذه الانتهاكات، فقد فشلت وسائل الإعلام العربية والعالمية في تغطية الوضع في البحرين بنفس الطريقة التي غطت فيها الثورات الأخرى في "الربيع العربي".

ونحن كنشطاء في مجال حقوق الإنسان في البحرين ندعو الصحفيين الذين سيأتون لتغطية سباق الفورميلا 1 في البحرين لرؤية الجانب الآخر هنا والذي تخفيه السلطة في البحرين. نحن ندعوهم للحضور ورؤية الاحتجاجات اليومية في أكثر من 40 منطقة في البحرين، حيث يخرج الناس للمطالبة بحريتهم وحقهم في تقرير المصير. كما نطلب منهم مراقبة كيفية الرد على المتظاهرين السلميين من خلال العقاب الجماعيباستخدام الغاز المسيل للدموع و الطلق الناري الانشطاري.

نحن ندعوهم لمشاهدة المصابين بجروح خطيرة والذين يخشون الذهاب إلى المستشفيات الحكومية بسبب عسكرتها. كما أنه قد تم إصدار تعليمات للمستشفيات الخاصة من قبل وزارة الصحة في البحرين تمنع علاجالمصابين من المتظاهرين والتبليغ عنهم فور وصولهم للمستشفى. وقد أصدر مركز البحرين لحقوق الإنسان تقريراً مفصلاً عن عسكرة المستشفيات وعدم الحياد الطبي. وعلى الرغم من الانتهاكات المستمرة في البحرين، إلا أن هؤلا الذين يبيعون الأسلحة على استعداد لتزويد السلطات البحرينية بالأسلحة المستخدمة في حملتها القمعية ضد المتضاهرين.

إذا أرادوا المشاهدة، فسوف يشهد الصحفيين تردي أوضاع حرية الرأي والتعبير في البحرين، بما في ذلك اعتقال هؤلاء الذين ينشرون آرائهم على تويتر. وأنا كنت من بين الذين ألقي القبض عليهم بعد دقائق مننشر صورة لبحريني مصاب بطلق ناري انشطاري. فقد سجنت لتغريدة.

الولايات المتحدة الأمريكية هي إحدى الدول الداعمة للنظام البحريني، على الرغم من مزاعم إدارة أوباما في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان. فلماذا تبقى الإدارة الأمريكية صامتة في كثير من الأحيان على الوضع في البحرين ولا تعلن دعمها لمطالب البحرينيين المشروعة في الاحتجاج السلمي وتقرير المصير؟

ونحن نعلم أن البحرين تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية. وذلك سبب مهم في جعلهم يتحدثون من أجلنا، و القول بأننا شعب يستحق الديمقراطية. البحرينيين يريدون التمتع الديمقراطية كما يتمتع بها مواطني الولايات المتحدة. نحن نريد التعبير عن آرائنا و انتخاب المسئولين الرسميين لدينا. فرئيس وزرائنا الغير منتخب لم يتغير لمدة 42 سنة، على عكس الولايات المتحدة حيث يمارس الأميركيون حقهم في انتخابالرئيس كل أربع سنوات.

ونحن في البحرين نقتل بشكل تدريجي وسط صمت دولي بسبب جريمة واحدة ارتكبناها و هي المطالبة بحقنا في تقرير المصير. ومع بدأ سباق الفورملا 1، نحن ندعوكم للنظر إلى ما وراء حلبة السباق، ندعوكم لرؤية أولئك الذين يريدون الديمقراطية في سباق مع الزمن من أجل حياتهم والحرية.
 
سيد يوسف المحافظة
مسئول الرصد والمتابعة في مركز البحرين لحقوق الإنسان
13 أبريل 2013
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus