الاستيديو التحليلي: ستبقى الفورملا واحد «كذبة إبريل»... الفقر والقمع يدفعان بشعب البحرين لرفض سباق السيارات

2013-04-21 - 7:50 ص

مشروع الفورملا لم يضف أي جديد في واقع الشعب


مرآة البحرين الرياضية (خاص):
قيل منذ القدم أنه بإمكانك أن تأخذ الحصان للنهر.. لكنك لاتستطيع إجباره على الشرب منه.. لعلها مقولة تلامس واقع الشعب البحريني مع الفورملا واحد ومشروعها الذي أنفقت عليه الدولة أموالاً طائلة كان الناس أولى بها، من لعبة مسلية لبعض أبناء الشيوخ ولايوجد دليل واحد أنها ساهمت في الارتقاء بالحالة المعيشية أو التنموية للفرد البحريني ولا لمجتمعه بشكل عام.

ولعل المضحك المبكي في الأمر أن أغلب من يغني بألحان الإطراء في البحرين من إعلاميين ومغردين عن هذه اللعبة التي أتت بخلاف المزاج الشعبي لايتحدث عن فنياتها ولا عن قوانين السباق، بل لايكاد يعرف سوى اسم شوماخر من بين المتسابقين من دون أن يعرف حتى إن كان ألمانياً أو سيرلانكياً.. فأكثر المطربين هنا يعزفون تارةً على أوتار انتعاشة الاقتصاد الذي لا يقدمون دليلاً واحداً ملومساً على أثره بحياة المواطنين، وتارةً أخرى يشدون أوتار تعريف العالم بالبحرين وحضارتها وثقافة أهلها وهنا أمر في غاية الخطورة، إذ إن ما يقدم في الفورملا ليس سوى تأريخ زيف زائف قد يراد منه المساهمة في طمس الثقافة العلمية والدينية التي عُرف بها الشعب البحريني سواءً قبل الاسلام أو بعده.. كيف؟!

لأن مايشاهده السواح الأجانب القادمين من مشارق الأرض ومغاربها في الفعاليات ليس أكثر من رقصات عرضة السيف، وثوب النشل بالشعور الطويلة والخصور المتمايلة، وإن هم أي القائمين على الفعاليات تكرموا عليك سيضعون بعض الكتيبات والصور، والمجسمات لحرفة استخراج اللؤلؤ الذي لا مفر من ارتباطه بالثورة بالبحرينية.. فلا أثر للحقيقة المغيبة من جراء التحكم بالقرار العام الذي طال وبطبيعة الحال الفورملا وغيرها.. فلا ولن يعلم السائحون والجماهير الأجنبية بحكايات كانت من سالف العصر والزمان لشعب طيب زرع ونسج وأنتج وعمر، وعلم وتعلم بين منارات مسجد الخميس والبحر والأرض.

 
وربما من المناسب أن نقول إن التركيز على الفورملا واحد بهذه الشكل لم يظلم فقط الرياضة البحرينية فحسب، بل أنه طال حتى جزء من الهوية الثقافية لأهل هذا البلد، في حين أن الرياضة أصبحت شهيدة السياسة وشاهدة عليها، بعد ما باتت بين مطرقة رغبات أبناء الملك وبين سندان الشخصيات الفاسدة التي تسير الاتحادات والمؤسسات الرياضية، ممن استغلها لتصفية الحسابات الشخصية أو سلم وصول نحو جني الفوائد والمكاسب وفق قانون الأنانية وحب السيطرة التي تؤدي لتخمة الكروش والجيوب ..ولتحرق الرياضة وأهلها!!

ختاماً حريٌ بنا القول.. إن بقاء الحال السياسي والاجتماعي القائم كما هو الآن والتي تتجلى فيه صور الحرمان والتمييز، والفقر المدقع لما يقارب أربعين في المئة من الأسر البحرينية تعيش تحت خط الفقر والقمع القاسي، فهذا  يعني بقاء مشروع الفورملا في صورة أشهر كذبة يعيشها البحرينيون ولم ولن ولايصدقوها مهما وكيفما أتت في شهر إبريل من كل عام.. فأنت بإمكانك أن تذهب بالحصان إلى النهر.. لكنك لاتستطيع إجباره على الشرب منه


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus