التعليق الرياضي: لا منطق

2013-04-21 - 8:14 ص



مرآة البحرين الرياضية (خاص):
لا يوجد منطق في الرياضة البحرينية. ولا نحتاج إلى وقت طويل لنكتشف هذه الحقيقة فهي واضحة كالشمس.

قد يكون سباق الفورمولا واحد أبرز مثال يمكن أن يدلنا على غياب المنطق في تسيير الرياضة. ثمة فقدان لبوصلة الأولويات من حيث الاهتمام والدعم اللازم لهذا القطاع التائه في دوامة التناقضات!

قبل ذلك دعونا نفهم ما هو سباق الفورمولا واحد. هو باختصار شديد سباق سيارات يحظى بمتابعة كبيرة على المستوى العالمي. يجتذب بشكل واسع الطبقات الغنية في المجتمعات بسبب ارتفاع تكلفة ممارسة هذه الرياضة أو متابعتها وقد تجلى ذلك بوضوح حيث أصبحت حلبة البحرين واحدة من المعالم التي ترمز دوما للأغنياء وللشيوخ من العائلة المالكة.

هذا التعريف ربما يكون سطحياً في شرح معنى الفورمولا واحد كرياضة، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها رياضة في البحرين، فهي لا تملك جذورا ترتكز عليها ولا تملك أيضا المقومات المطلوبة لزرعها في وجدان الشعب الذي بات يرى أن المال العام يسرق من خزينة الدولة تحت شعارات براقة.

لذلك سيكون سباق الفورمولا واحد حتى المستقبل المنظور مناسبة تحتفي بها طبقة واحدة في المجتمع وهي دون شك الطبقة الغنية، أما بقية الطبقات فلن تتفاعل مع هذا الحدث، بل أنها ستمقته خصوصا مع الهوس الأمني الذي يسيطر على عقلية السلطة هذه الأيام من خلال محاصرة القرى برجال الأمن وإقامة نقاط تفتيش دون سبب مقنع سوى أنها محاولة جديدة لإذلال المواطنين وإخضاعهم لإجراءات مهينة.

فضلا عن ذلك، لا يشعر الكثيرون من أبناء الوطن إنهم معنيون بالفورمولا واحد، لأنها تلمع أمام العالم صورة نظام قمعي، وقد تكون المسيرات السلمية والفعاليات الاحتجاجية ضد إقامة السباق في البحرين ردت فعل طبيعية على تزوير الوقائع واستخدام الرياضة كقفازات بيضاء تغطي أياد ملوثة بدماء الأبرياء!

لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، فالجميع بات يعرف جيدا أن الاهتمام بالفورمولا واحد من قبل النظام ليس بسبب كونه رياضة تدرُّ أموالاً على خزينة الدولة، وإنما لكونها مناسبة يستمتع فيها ولي العهد بمتابعة رياضته المفضلة، بالإضافة طبعا لتمتين العلاقات مع الملوك والرؤساء والأثرياء في مختلف أنحاء العالم الذين تدعوهم العائلة المالكة لحضور السباق السنوي في منطقة الصخير، وبالتالي رسم صورة طيبة عن الأوضاع الرياضية وغير الرياضية في البحرين.

المهم، اليوم يقام السباق. سيدوي صوت محركات السيارات في الأرجاء وبعدها ستهدأ الاحتفالات الكاذبة، سيبقى القطاع الرياضي كئيبا كما عهدناه، وستبقى بقية الأمور كما هي، وسيعود النظام إلى نقطة البداية أمام سلة متكاملة من الملفات العالقة التي حاول الهرب منها بسباق الفورمولا واحد.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus