«رويترز»: انتهى سباق «فورمولا واحد» وتبقى الأزمة رهينة التنازلات

2013-04-22 - 11:17 ص



«رويترز»: بإمكان حكام البحرين تنفس الصعداء بعد أن مر سباق "فورمولا واحد" بسبب الاضطرابات، إلا أنه في القرى البعيدة عن حلبة السباق في الصخير، والذي يقام ضمن سباقات الجائزة الكبرى للسيارات، ما زالت التوترات تمثل تحدياً لاستقرار البلاد.

وحاولت العائلة الحاكمة الاستفادة من سباق العام الماضي كنقطة لتحسين الاوضاع في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن تتصدى للمحتجين، ويتصاعد الدخان الأسود في سماء البلاد حليفة الولايات المتحدة.

ونظمت المعارضة هذا العام التي تمثل أغلبية سكان البحرين تجمعات حاشدة على أمل أن تسلط وسائل الاعلام الضوء على مطالبتها الحكومة باجراء إصلاحات، واشتبك شبان يشكون من تهميش الحكم للأغلبية مع الشرطة بالحجارة وقنابل "المولوتوف" كل ليلة تقريبا، كما يفعلون دوماً منذ الاضطرابات التي اندلعت في بداية عام 2011 .

لكن يبدو أن الحكومة تعلمت الدرس من سباق العام الماضي فسعت إلى تحقيق توازن بين الرد الأمني والاحتجاجات لتفادي سقوط ضحايا، بعد ان أجج مقتل محتج التظاهرات في العام الماضي. واستخدمت الحكومة العلاقات العامة بشكل كبير حين تفادت محاولة استغلال السباق للترويج لعملية الإصلاح السياسي، إذ جاءت تلك الاستراتيجية بنتائج عكسية عام 2012.

وقالت الباحثة في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" جين كنينمونت "حاولت (الحكومة) العام الماضي استغلال السباق لإظهار أن كل شيء طبيعي في البحرين"، مشيرة إلى شعار "دولة واحدة تحتفل" الذي لم ينجح العام الماضي، مضيفة "كان واضحا أن البلاد لم تكن موحدة".

وألغي سباق عام 2011 بعد بدء احتجاجات ذلك العام التي تم كبحها بالقوة مما أسفر عن مقتل 35 شخصاً على الأقل بينهم أفراد من قوات الأمن. ويبدو أن معركة العلاقات العامة بين الحكومة والمعارضة وصلت إلى طريق مسدود العام الحالي.

وأجرى ممثلون من الحكومة والمعارضة "حوارا وطنيا" بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة المستمرة منذ فبراير/شباط 2011، لكنهم تعثروا فيما يتعلق بأمور إجرائية. وحتى إذا مضت العملية قدما فإن المعتدلين في كل من المعسكرين يحيط بهم أفراد أكثر تشددا يقاومون تقديم تنازلات للجانب الآخر.

والنقطة المعقدة الأخرى في الإصلاح السياسي في البحرين هو موقعها الاستراتيجي قرب مضيق هرمز في الخليج الذي يمر عبره 40 في المئة من صادرات النفط العالمية التي تنقل بحرا.

وتستضيف البحرين الأسطول الخامس الأميركي وينظر إليها الغرب على أنها حليف مهم في صراع القوى الإقليمي بين السعودية وإيران. ويعتمد اقتصاد البحرين أيضا جزئياً على النفط الذي تبيعه من حقل تقتسمه مع السعودية الذي يقع تحت سيطرتها.

وفي تصريحات للصحافيين قبل يوم من سباق "فورمولا واحد"  قال ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة إن "ما يحدث في الشرق الأوسط الأوسع ينعكس على المجتمع البحريني ولكنه يريد حلا بحرينيا خالصا".

وأدى الوضع المعقد وعدم إجراء إصلاحات برغم مرور عامين من الاحتجاجات والاشتباكات إلى ان يخفض كثير من المعارضين من سقف توقعاتهم. وقال علي (24 عاما) وهو مهندس طلب عدم نشر إسمه بالكامل خشية أن يؤثر ذلك على فرصه الوظيفية، إن "الكثير من المحتجين سيقبلون إصلاحات أكثر تواضعا مثل استقالة رئيس الوزراء بدلا من إلغاء الملكية". وأوضح "بقاء الملكية أكثر أمانا بالنسبة إلينا ولكن بشرط أن ننتخب رئيس وزرائنا".

لكن السماح للبحرينيين بانتخاب رئيس للوزراء قد يؤدي إلى فوز شيعي ربما يكون أكثر مما يوافق عليه حتى المعتدلون في دائرة الحكم. ويترك ذلك تساؤلا مفتوحا حول أية إصلاحات ذات مغزى يمكن أن تنهي التوترات كما يفرض ضغطا على المعارضة بشأن تحديد السقف المقبول للإصلاحات.

وربما تشعر بعض أطراف المعارضة بالإحباط لعدم احراز تقدم في الأوضاع السياسية وقد تتحول إلى مزيد من الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبها. وفي الوقت الذي أكد فيه ولي العهد دعم الحكومة للتظاهرات السلمية إلا أنه أوضح أن الحكومة لن تتسامح مع من سمّاها "عناصر المعارضة العنيفة والأكثر تطرفا".

بيد أن عودة البحرين إلى الوضع المعتاد من اشتباكات محدودة في الشوارع وحالة الجمود السياسي تعطيان ذلك القطاع من المعارضة صوتا مسموعا.

وتوقع محلل سياسي طلب عدم نشر اسمه نظرا إلى الحساسية السياسية أن يستمر المأزق الراهن "لأن كلا الجانبين يجد صعوبة في تقديم التنازلات التي يجب أن تتخذ لانهاء هذا الوضع".

وتابع "في البحرين الحقيقة المحزنة هي أن هناك جانبا إصلاحيا حقيقيا في الحكومة إلا أنه ضعيف بشكل كبير لدرجة لا تمكنه من دفع أي شيء إلى الأمام"، معتبرا أن "الشيء نفسه ينطبق على صفوف المعارضة".



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus