مصيدة التسلل: قيمة صحفي الرياضة البحريني تذكرة سفر وغرفة فندقية !

2013-04-27 - 6:50 ص



المرآة الرياضية (خاص):
بعد أن كان العالم يقتصر على الصحف والمجلات والتلفزيونات ببثها الأرضي في نقل الأخبار والمعلومات والآراء، تطور الأمر وفتحت الفضائيات دكاكينها مع تسعينيات القرن الماضي، بيد أن القفزة الكبرى نشهدها الآن خلال السنوات الخمس الماضية حين دخل عالم الفيس بوك على الخط ولحقه متفوقاً "تويتر" و"الانستغرام" والأخيرين أتاحا الفرصة لكل إنسان منفتح القيام بمايقوم به أي صحفي أو كاتب رأي!

وفي رحاب هذا التطور الإعلامي الذي جعل من في مشارق الأرض يتعرف على ما يقوله من في مغاربها والعكس أيضاً، لا زال عقل الإعلام البحريني في الإذاعة والتلفزيون والصحف، يسير كما تسير السلحفاء في الشارع السريع "هاي ويه" فلا هو قادر على الوصول، ولا هو بالقادر على مجاراة السيارات الأخرى، وهو بطبيعة الحال نتيجة طبيعة للعقل البيروقراطي الذي يعين بالمحسوبية وما تتطلبه السياسة التي نغصت على الخلق الحياة في كل شيء.

وقد نلتمس العذر للتلفزيون الرسمي الذي قدم صور مقززة على أكثر من جانب وكذلك الصحف المصنفه من "قوم تبع" إذا ما جملت القبيح وقبحت الجميل بصور التناقض المفضوح لأن كل شيء بثمن، لكن كيف نلتمس العذر لصحيفة فرضت نفسها كبارقة أمل لمستقبل جديد في الإعلام الصحفي، ويرأس تحريرها رجل نبيل عرف بدفاعه المستميت عن القضايا العادلة وحرية الرأي والكلمة؟!

فللأسف أن مايفعله بعض حملة القلم في الملحق الرياضي بالصحيفة المعنية تجاه بعض القضايا لا يمت للواقع الذي يجري على الأرض بصلة.. تلميع في رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم والمرشح لرئاسة الاتحاد الأسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم، فتشعر وكأنما الملحق قد تحول في بعض الأحيان لنشرة انتخابية، في حين أن لا تأثير فيما يُطرح بصفحاته على نتائج الانتخابات التي تحددها صناديق الاقتراع عبر ممثلين اتحادات الكرة بدول القارة الصفراء.

أحد صحفيي قسم الرياضة بالصحيفة حمل على عاتقه ممهام تلميع السيرة العملية المليئة بالسواد والشبهات للشيخ سلمان عبر استطلاعات رأي يجريها مبنية على المجاملات والنفاق المبطن والمعلن لعدة شخصيات لا ناقة لها ولا جمل في الانتخابات الأسيوية، فضلاً عن المقالات الانشائية لذات الصحفي، التي كتبت مساحيق التجميل وبخلاف ما هو معروف عن سيرة الرجل إلا أن هذا الجهد لم يذهب سُدى، فكانت المكافأة أنه سيرافق سلمان بن ابراهيم إلى العاصمة كوالالمبور لحضور حفل السباق الانتخابي مع بقية زملائه المجملين من الصحف الأخرى.. وهكذا تصبح قيمة الصحفي البحريني لاتتعدى تذكرة سفر على الدرجة السياحية وغرفة بأحد الفنادق.. والسلام!

رئيس القسم الرياضي كتب مقالاً ينظر فيه للفورملا ويصورها وكأنها هبة الله التي منحها البحرينيين بجمل انشائية دون أن يضيف معلومة أو رقم يؤكد ادعاءاته، سوى أن البحرين حازت على أفضل جائز أفضل تنظيم في العام 2004 وكأن ذلك من وحي الاعجاز في ظل ما أُنفق وببذخ على هذا المشروع الذي لم يدر على ميزانية الدولة فلساً أحمراً واحداً منذ افتتاحها.. لكن سيادة الرئيس يصر على تقديم نفسه المعتدل المحايد حتى لو بطرح باهت بلا لو ولا رائحة.

هكذا نماذج من الصحفيين في ظل قفزة وانفتاح وسائل الاعلام التي تحدثنا عنها أعلى السطور، وفي ظل الثورات التي اجتاحت دول الضاد وكانت صحيفتهم في طليعة المدافعين عنها وعن شعوبها بصدق يضعهم أمام مسئولية أدبية تحتم عليهم خلع ثوب الطرح التقليدي المهادن .. والانتقال من صحافة الأمر الواقع.. إلى صحافة تصنع الواقع الأفضل.. بدلاً من أن تنظر مجيئه بتضحيات الغير!!


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus