حسين رمضان.. من السجن، ففرحة قصيرة بالحرية، ثم إلى السجن مجدداً

2013-04-27 - 2:52 م



مرآة البحرين (خاص):
قبل أسبوعين، احتفل حسين رمضان "المحبوب" و"المحترم" بيوم مولده مع عائلته وأصدقائه في العمل. شخصيته المرحة وحضوره اللافت تجعله شخصاً مميزاً في مجتمعه. يقضي معظم وقته مع عائلته الصغيرة المكونة من زوجته وابنته سكينة ذات السبعة أعوام، ويقضى بقية وقت فراغه مع أصدقائه قرب مأتم السنابس.

حسين (34 عاماً)، يعمل كمشغل آلات في شركة ألمنيوم البحرين "ألبا"، تم فصله من عمله الذي عمل فيه لأكثر من ثمان سنوات في فترة "السلامة الوطنية"، حيث اعتقل من مطار البحرين أثناء سفره مع زوجته وابنته، وحكم عليه بالسجن عاما تعرض خلاله لشتى أنواع التعذيب والانتهاك. وبعد انقضاء المدة، مددت المحكمة الأولى الحكم بالسجن عليه ثلاث سنوات مع النفاذ، وقبل انقضاء المدة والاستئناف تم تبرأته من التهم المنسوبه إليه ليخرج من السجن حراً. لكن النظام لم يمهله كثيراً ليقضي متسعا من الوقت مع ابنته وزوجته.

فقبل 4 أيام، وبعدما عاد حسين من العمل حوالي العاشرة مساء كعادته وخلد وزوجته إلى النوم، استيقظت إبنته عند الثالثة فجرا على وقع أصوات قوية تأتي من جهة الباب، فتوجهت مباشرة إلى غرفة والديها وتعلقت بوالدتها التي غطت رأسها بغطاء تحسبا لاقتحام أحد المنزل. وبالفعل، اقتحمت العناصر المسلحة الملثمة المنزل واقتادت الأم والإبنة إلى غرفتها وحسين إلى غرفته وشرعوا بتفتيش المنزل بحثاً عن مقتنياته الشخصية، وعبثوا بمحتوياته حتى الشخصية والخاصة بزوجته، وصرخوا بوجهه "أرينا كل ما لديك من أجهزة إلكترونية، بما فيها الهاتف و"اللاب توب" والكاميرا وأجهزة أخرى"، فأجابهم بالقول "أخذتوا كل ما لدي ماذا تريدون أيضا؟".

ثم نادت العناصر الملثمة الزوجة قائلين لها "إن اردتِ مصلحتكما وسلامته أخبريه أن يسلمنا كل ما لديه من أجهزة"، فتفاجأت الزوجة بأنهم استولوا أيضاً على "اللاب توب" الخاص بها ومجموعة أقراص مدمجة تحتوي صور شخصيه لها ولابنتها. وبعد أن أنهوا العبث بمحتويات غرفة حسين تناوبوا على العبث غرفة سكينة وحاولوا الاستيلاء على جهاز "الآيباد" وهاتف سكينة الخاص ولكنها تمسكت بهما لكنهم أخذوها بالقوة.

وكانت العناصر طوال فترة وجودها في المنزل على اتصال بشخص عبر الهاتف المحمول وجهاز البرق الخاص بهم، حيث كانت تسبق كلماتهم كلمة "نعم سيدي"، فأمرهم بأن يتركوا مقتنيات الصغيرة ولكن يأخذوا ما يخص الزوجة. ثم اقتادوا حسين إلى خارج المنزل برغم تعلق صغيرته به، أبعدوا يدها الصغيرة بقوة وعنف، واعتقلوه واقتادوه إلى مركز "بيوت الشبال" الواقع في المنطقة نفسها. وقد لحقت بهم زوجته إلى المركز بعدما رأتهم يدخلونه ثم عادت إلى المنزل حائرة. وحوالي الساعة السابعة، ذهبت الزوجة للبحث عن حسين في جميع مراكز التوقيف والتعذيب، وكان رد جميع مسؤوليها بأنه "لا نعلم شيئاً عن هذا الإسم".

انتاب الزوجة القلق من حدوث مكروه لحسين لكن لم يكُن بيدها حيلة غير العودة إلى المنزل. استقبلتها سكينة بتكرار السؤال عن والدها ودموعها منهمرة "هل والدي في السجن؟". حاولت الأم تهدئة سكينة وإيقاف بكائها لكت من دون جدوى.

وفي اليوم التالي، توجهت الزوجة للسؤال عن حسين في العديد من مراكز الشرطة وكانت اﻹجابة المعهودة: "هو ليس موجود لدينا"، فانتظرت في المنزل على أمل تتلقى اتصالاً منه. وفي مساء اليوم التالي رن الهاتف فانهمرت دموع الأم والإبنة، التي كانت تترقب عيون أمها بذهول. على الطرف اﻵخر من الخط كان صوت حسين الخافت، التعذيب أخذ منه مأخذه، وما هي إلا لحظات حتى استلم الهاتف شخص آخر وأخبرها بأنه سيتم نقل حسين إلى سجن "الحوض الجاف"، وأغلقه الخط. فرحت أم سكينة نوعاً ما لسماع صوته ولعلمها أنه على قيد الحياة.

وفي اليوم التالي، واصلت الزوجة السؤال عن حسين لدى المراكز وقصدت "الحوض الجاف" حيث نفى المسؤولون وجود حسين في عهدتهم، فاتصلت بمقر اﻹدارة العامة للتحقيقات الجنائية فأخبروها بأن حسين ما زال موجود لديهم، وأن "الموظف الذي أخبركِ بأنه سيتم نقله إلى "الحوض الجاف" ربما يكون موظف جديد ولا يعلم بالقوانين"!

أجابته بحنق "ولكن الموظف أكدّ لي بأنه سيُنقل إلى سجن "الحوض الجاف"، فأجابها بسخرية واستهزاء "وأين المشكلة لو تمّ نقله إلىيه يوم اﻷحد؟". فأغلقت خط الهاتف ومخاوفها مستمرة بتعرضّه للتعذيب في مبنى التحقيقات الجنائية.

وفي اليوم الثالث بعد اعتقال حسين، تلقت الزوجة اتصالا من قبل التحقيقات الجنائية حيث أخبروها بأن تحضر إلى زوجها ملابس في اليوم التالي. فذهبت في اليوم الرابع مصطحبةً معها بعض من ملابسه وقليلا من الطعام إلى مقر اﻹدارة العامة للتحقيقات الجنائية في العدلية.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus