بيان «مرآة البحرين» حول تقريرها عن حادثة الاغتصاب

2013-04-27 - 4:40 م



مرآة البحرين (خاص):
أثار نشر «مرآة البحرين» لواقعة اختطاف امرأة بحرينية، واغتصابها، على يد رجليّ أمن أمس (الجمعة 26 أبريل/ نيسان 2013، حوالي الساعة 11 صباحاً)، كثيراً من التعليقات والاستفسارات، سواءً بسواء. ومنذ نشر الموضوع مساء يوم أمس (بلغ حتى كتابة هذا البيان عدد قراءاته 126430) انهالت علينا كثير من الأسئلة، من قرّاء وجهات سياسية وحقوقية، تستوضح معطيات الحادثة. تبعاً لذلك، تود «مرآة البحرين» أن تنشر التوضيحات التالية:

1. إن «مرآة البحرين» استقت جميع المعطيات، كلها بلا أي استثناء، طبقاً لما ورد على لسان الضحية، ومن دون أيّة واسطة. وكانت لحظة ذاك، بمعيّة معظم الجهات الحقوقية الفاعلة على الساحة وجهات سياسية، إضافة إلى أحد أفراد عائلتها، الذين تواجدوا لسماع وتوثيق رواية الضحية إلى واقعة الاغتصاب، وكانت «مرآة البحرين» أحدهم، كما أن «مرآة البحرين» جلست في لقاء خاص مع الفتاة من أجل مزيد من التأكد من صحة التفاصيل واستشعار جوانبها الإنسانية. على هذا، فهي لم تكن وحيدة في تسجيل معطيات هذه الحادثة.

2. إن «مرآة البحرين» كما عوّدت قراءها على الالتزام بالمهنية والمصداقية وتحمل المسؤلية، تعاطت مع القضية، ليس لمرامي السبق الصحفي أو الإثارة، إنما من زاوية أنها قصة إنسانية حقيقية، بالغة البشاعة، مما يدخل في نطاق تغطيتها للجرائم التي ترتكبها قوات الأمن. وقد رأت أهمية عرضها على الرأي العام، لكي يقوم بدوره، إزاء هذا النوع من القضايا خاصّة، التي عادة ما تلقى الطمر، أو يتمّ التكتّم عليها، طبقاً لحساسيات اجتماعية معروفة. وهناك أكثر من حادثة مشابهة، لقيت هذا المصير للدواعي إياها.

3. إن ما حدث من تلقيات، اتسم بعضها بالتشكيك غير الأخلاقي في شخص الضحية، دون التروي لمعرفة ما تصل إليه الجهات المختصة بالمتابعة والتحقق، قد أثّر سلباً على الضحية، التي هي أحوج ما تكون إلى تضامن إنساني عريض معها. وهو ما قد يؤثر مستقبلا على أية حالة مشابهة، في عدم التقدم بالإعلان عما تعرضت له من جريمة إنسانية بشعة، خوفا من التعرض لتشويه السمعة بدلا من الانتصار لها.

4. لا ترى «مرآة البحرين» أن من وظيفتها، كوسيلة إعلامية، أخذ وظيفة الجهات الأهلية أو السياسية أو الطبية أو الشرعية الأخرى، التي يدخل في نطاق عملها الفعليّ، فحص الأدلّة المادية على واقعة الاغتصاب، وتقليبها، بحكم الخبرة أو التخصص. وظيفتنا هي، أو هكذا قدّرنا، دقّ أجراس الخطر، ووضع هذه القصة، كونها تتوفر على جميع عناصر القصة الإنسانية التي يستحق أن يتعرّف عليها الرأي العام، لينهض بمسئوليّاته إزاءها.

وقد فعلنا ذلك، بعد التشاور مع مندوبين من جهات حقوقية بعضهم كان حاضراً لحظة الاستماع إلى شهادة الضحية، إضافة إلى التشاور مع الضحية نفسها. ولم يتمّ النشر إلا بعد حصول هذا الاطمئنان لأهمية نشر القصة.

5. إن جميع معطيات هذه الواقعة، بكامل التفاصيل التي ورد ذكرها في التقرير الذي نشرته «مرآة البحرين» هي بحوزة جهاتٍ سياسية وحقوقية فاعلة، وهي تربط تبنيها للقضية، بموافقة الضحية على اللجوء للآليات الرسمية المعروفة في الدعاوى والتقاضي، إضافة إلى اتضاح بعض الحيثيات الأخرى مما يقطع كل شك. وثمّة خشية شديدة بهذا الصدد لدى الضحية خصوصاً، من بعد خبرة بقضايا شبيهة، في جدوى ذلك، وما عرف عن وزارة الداخلية من إعادة تكييف هذا النوع من القضايا تحديداً ضد الضحايا أنفسهم، لحماية عناصرها، بل وملاحقة الضحية وتعريضها وعائلتها للتهديد والأذى. وثمة عشرات القضايا التي يمكن الإشارة لها بهذا الصدد.

6. ذكر بيان وزارة الداخلية اليوم (27 أبريل/ نيسان 2013) الذي جاء على لسان رئيس الأمن العام طارق الحسن أن الوزارة «تواصلت مع بعض من أثاروا القضية في وسائل التواصل الاجتماعي». وفي البيان الصادر باللغة الانجليزية ذكرت الوزارة اسم صحيفة «مرآة البحرين». وتود «مرآة البحرين» - وهي من قامت بنشر القصة وتتحمل المسئولية الكاملة لنشرها - أن تطلع قرّاءها على أن أحداً، من أي جهة رسمية في الدولة، لم يقم بالتواصل معها، أو مندوبيها، بخصوص هذه القضية. وهي لا تعرف، ألبتة، أحداً تم التواصل معه من طرف الوزارة بهذا الصدد، أو من يكون المقصود. استثناء الجهات السياسية الفاعلة على الساحة التي أبدت اهتماماً بالواقعة، وخاطبتنا طلباً لبعض الحيثيّات، وتمّت إجابتها.


  • هيئة تحرير «مرآة البحرين»

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus