براين دولي: الهجوم على السفير كراجيسكي صدر عن حكومة فيها ولي العهد صديق واشنطن!

2013-05-11 - 7:34 ص

مرآة البحرين (خاص): رأى مدير برنامج حقوق الإنسان بمنظمة هيومن رايتس فيرست الأميركية  براين دولي أن علاقات البحرين بأميركا وصلت إلى مستوى جديد من التقلبات هذا الأسبوع بعد أن وافقت الحكومة على اقتراح نيابي لوضع حد لتدخلات السفير الأميركي في البحرين.

وأضاف دولي في مقالة نشرها موقع «فورن بوليسي» أن مصادقة مجلس الوزراء على اقتراح لوقف توماس كراجيسكي عن التدخل في الشؤون الداخلية يجب أن يثير فعل أكبر من رفع الحاجبين في واشنطن.

وقال إن «كثيرا من الدبلوماسيين الأميركيين تعرضوا لهجمات من قبل وسائل إعلام موالية للحكومة والبرلمان كذلك، بسبب قربهم (الدبلوماسيين) من المعارضة المؤيدة للديمقراطية»، مستدركا «ولم يكن هذه المرة صحيفة مجنونة أو عضو ثرثار في البرلمان، بل جاء من مجلس الوزراء الذي يضم رئيس الوزراء وولي العهد».

 وتابع دولي «ولي العهد صديق واشنطن، الشاب الغربي، المتعلم هنا (أميركا)، الإصلاحي في الأسرة الحاكمة، رجل المستقبل، الذي تراهن الحكومة الأميركية على أنه بطل الإصلاح الديمقراطي فبي البحرين».

وأشار إلى أن مراقبين تكهنوا بأن «علاقة الولايات المتحدة والثقة في ولي العهد يُفسر سبب احتفاظ أميركا بعلاقة غريبة ومتناقضة على ما يبدو مع العائلة الحاكمة في البحرين على مدى العاميين الماضيين».

وأضاف دولي الممنوع من دخول البحرين «على الرغم من الانتقادات العلنية من بعض الأطراف داخل المملكة والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان هناك، واصلت الولايات المتحدة تسليح الدكتاتورية ووصفها بشكل علني أنها حليف وثيق، وتواصل البحرين أيضا استضافة الاسطول الخامس للبحرية الأمريكية».  

دولي رأى أن «هذا الإجراء من قبل مجلس الوزراء في البحرين يمكن أن يجعل ذلك في خطر»، مشيرا إلى أن «الهجمات ضد مسؤولين أميركيين كانت شبه منفصلة عن الخط الحكومي الرسمي، إلا أن التأييد الرسمي من خلال قرار مجلس الوزراء هذا الأسبوع، والموافقته على طلب 6 نواب إنهاء تدخل السفير "ولقاءاته مع المحرضين" تجاوزت خطا واضحا ومهما.

ونقل عن رجب قولها عن سفير الولايات المتحدة في البحرين منذ أكتوبر 2012 «لن يتم طرده من البلاد»، متسائلا «ولكن إلى أي مدى يمكن للولايات المتحدة أن تتلقى هذه الهجمات دون استجابة؟».  

وعن الجانب السياسي في البحرين لفت دولي إلى أن «الأوضاع السياسية لا تزال غير مستقرة مع استمرار احتجاجات  الشوارع، والبعض منها تقترب من حافة العنف، مما أدى إلى هجمات على الشرطة باستخدام القنابل الحارقة والقذائف الأخرى».

وأضاف «في وقت سابق من هذا الشهر، رفضت حكومة البحرين زيارة مفترضة إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب، وتتواصل تقارير عن محاكمات غير عادلة وسوء المعاملة في الحجز، بالإضافة إلى هجمات على الدبلوماسيين الأميركيين».

وأضاف «هناك الآن أكثر من ذلك بكثير، النقاش العام في واشنطن حول نقل الأسطول الخامس من بيئة متقلبة على نحو متزايد، حيث أمرت البحرية الأميركية بحظر التجول لجميع أفرادها والمدنيين والرعايا بعد الساعة الواحدة ليلا، إلا أنه من الواضح أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد مع استمرار إثبات البحرين أنها ليست على طريق الاستقرار أو الإصلاح».

في وجه كل هذه المخاوف والانتقادات المتزايدة من الولايات المتحدة، قرر مجلس الوزراء في البحرين دعم الهجوم على كراجسكي.
واعتبر دولي أنه «من الخطأ الصمت إزاء رد الفعل الواضح والحاسم ضد الحكومة الأمريكية».

وحذر دولي من أن «صمت وزارة الخارجية الأميركية عن هذا القرار قد يشجع الموالين والحكومة في البحرين على تصعيد الهجمات، التي قد  تجعل من الصعب على الولايات المتحدة ودبلوماسيين آخرين الانخراط مع المعارضة وشخصيات المجتمع المدني».

دولي قال أنه «ينبغي على كيري أن يؤكد على الملأ أن كراجيسكي يفعل ما يفترض على جميع سفراء الولايات المتحدة القيام به، ويجب على الولايات المتحدة أن تؤكد للبحرين أنه سيكون هناك عواقب للهجمات على الدبلوماسيين الأميركيين، وأنه لا يمكن للبحرين الاعتماد على الدعم العسكري المفتوح من قبل الولايات المتحدة ما لم تستقر المملكة مع إصلاحات سريعة وجذرية».


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus