إيمان شمس الدين: دول الخليج مقبلة على مخاضات مصيرية لمصلحة شعوبها

2013-05-11 - 9:16 ص

مرآة البحرين: أكدت الكاتبة والباحثة الكويتية إيمان شمس الدين أن "دول الخليج العربي مقبلة على مخاضات مصيرية حقيقية على المستوى السياسي لصالح الشعوب الخليجية وليس ضدها".

ولفتت شمس الدين، في مقابلة مع صحيفة "الوسط" الصادرة اليوم السبت، إلى أن "المخاض في دول الخليج إلى الأمام برغم وجود الحلول الأمنية والاتفاقيات الأمنية"، معتبرة أن "العمل البرلماني في البحرين يفتقد إلى أبجديات التشريع وفق المعايير الدولية المتفق عليها"، مؤكدة أنه "لا توجد ديمقراطية حقيقية في الخليج".

ورأت أن "المرأة في الكويت متقدمة فهي عضو في مجلس الأمة وتم توزيرها ولكن هل تم ذلك وفق قناعة ذاتية؟ هناك رأيان، الأول يقول إنه فرض من الخارج ورأي أنه قناعة، ووجهة النظر الأولى التي تقول بالفرض تقول ان ذلك جاء نتيجة اتفاقيات الأمم المتحدة والتقارير الدولية".

وأضافت "الفرض السياسي من قبل الأمير انعكس على واقع التيارات من الداخل، والمرأة في التيارات الإسلامية والليبرالية مازالت في مرحلة المخاض، فهي إلى الآن تخوض صراعا لتكون في مواقع صنع القرار"، موضحة "الفرض السياسي أدى إلى تقدمها نوعا ما في التيارات الإسلامية والليبرالية، وهذا يعني أنه في الكويت جاء الأمر بفرض من قبل رأس الدولة وليس وفق قناعة التيارات، ولكن من خلال الفرض بدأ موقع المرأة يتغير".

وأشارت شمس الدين إلى أن "المرأة في البحرين توجد في العديد من المواقع، يضاف إليها الكويت وما يفرض في الإمارات فضلا عن وجود نخب سعودية تطالب بحقوق المرأة يضاف إليهم ناشطات سعوديات"، معتبرة أن "الدول المتقدمة في مجال المرأة في الخليج هي التي تؤثر على الدول الأخرى".

وعما إذا أصبح الشباب العربي والمسلم أداة بيد الخارج نتيجة التطور الكبير في الاتصالات، قالت شمس الدين "من الظلم أن نقول للشباب العربي انه أداة، الشباب اليوم ونتيجة هذه الوسائل امتلك وعيا، فهي أصبحت مصادر لتوعية الشباب، نعم هناك من تم استغلاله. ونحن لا ننكر وجود محاولات لتطويع الشباب الثائر والمثقف ولكن لا نقع تحت أسر هذه الفكرة لنقمع شبابنا". وتساءلت "هل القيادات تملك المشروع الفكري الذي تستطيع من خلاله استيعاب الشباب ويصبح ثقافتهم؟ وإذا لم نمتلك هذا المشروع فلا نلوم الشباب إذا انخرطوا في منظومات فكرية؟".

وعما إذا كانت تصلح الديمقراطية لدول الخليج، أجابت شمس الدين "مطلبنا هو الحرية والديمقراطية والمساواة وهذا مطلب إنساني، ونحن نلتقي مع الغرب في ذلك، ولكن نريد أن نقول أي حرية وأي مساواة وأي عدالة، فالمساواة والحرية والعدالة التي يطرحها الغربي هي نتاج لمخاضات فكرية وفلسفية خاضها لمئة سنة". وأضافت "أنا اليوم عندما أريد أن أتحدث عن البحرين والديمقراطية، فأنا رأيت البرلمان البحريني وهو ليست به أبجديات العمل التشريعي، فهناك معايير متفق عليها دولياً ومنها معايير العمل البرلماني ومعايير الديمقراطية، فإذا طبقت هذه المعايير نستطيع القول ان هناك ديمقراطية".

وتابعت "لنأت إلى دول الخليج العربي فهل هناك برلمان يسأل ويشرع تشريعا كاملا؟ فهل البرلمان قادر على المساءلة لجميع المسئولين؟، فإذا لم يستطع فهو برلمان غير حقيقي"، فـ"في الكويت الرائدة في الديمقراطية، ولكن هل هي ديمقراطية حقيقية؟ لا، فالوزراء يصوتون ويشاركون في التشريع".

وذكرت أنه "بعد العولمة والانفتاح لم تعد المنطقة الخليجية منغلقة بل أصبحت هناك ثقافة حقوقية بدأت تتسرب للفكر الجماهيري وخصوصا في البحرين، والأنظمة الخليجية يجب أن تفهم أن الواقع متغير تماما عن الماضي بل هي أمام واقع أننا نريد أن نكون شركاء في القرار ويجب أن ترى كيف تتعامل مع هذا الواقع"، مشددة على أن "التعامل الأمني لا يحل الأمر بل يزيد تفاقم الأمور ويزيد من رغبة الجماهير على التغيير". وقالت "إذا رصدنا تطور الحقوق السياسية من التسعينيات إلى الآن نجد أن الخليج مقبل على مخاضات مصيرية حقيقية على المستوى السياسي لصالح الشعوب الخليجية وليس ضدها. والمخاض في دول الخليج إلى الأمام برغم وجود الحلول الأمنية والاتفاقيات الأمنية".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus